كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
قال المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، بالقدس، أن مسلسل حارس القدس الذي يتحدث عن سيرة حياة المثلث الرحمات المطران ايلاريون كبوجي انما يعتبر ردا بليغا على كل مسلسلات التطبيع والتي تهدف إلى تسميم عقول شبابنا وتضليلهم والنيل من ثقافتهم ومعنوياتهم ."
وتابع في حديث تلفزيوني، مسلسل حارس القدس والذي يبث في هذه الأيام إنما يستحق المشاهدة ونوجه التحية للمؤلف والمخرج وكل الذين عملوا على انجاز هذا العمل الفني الوطني الملتزم والذي يعتبر رسالة مهمة يجب ان تصل الى كل من يعنيهم الأمر.
مضيفا :" وبغض النظر عن الملاحظات التي نسمعها هنا او هناك فإن رسالة هذا المسلسل انما هي رسالة انسانية روحية اخلاقية وطنية بامتياز ونحن نشجع ابناءنا على متابعته لانه يعتبر درسا بليغا في الانتماء للارض والهوية والدفاع عن القضية الفلسطينية ...كما ان ابراز شخصية دينية مسيحية عربية وطنية في هذه الظروف انما هدفه هو ابراز عراقة الحضور المسيحي فالمسيحيون في هذا المشرق ليسوا جالية او اقليات في اوطانهم وليسوا ضيوفا عند احد بل هم اصيلون في انتماءهم لهذا المشرق وتاريخهم لم ينقطع لاكثر من الفي عام وهم متشبثون باصالتهم الايمانية وجذورهم العميقة في تربة هذه الارض المقدسة .
ولفت :" نتفهم بعض الملاحظات والانتقادات التي تنشر هنا وهناك حول هذا المسلسل ولكن يجب ان يُنظر اليه نظرة شمولية فلا يجوز اجتزاء كلمة هنا او هناك او موقف هنا او موقف هناك لان هذا قد يُخرج المسلسل عن سياقه وعن الهدف الذي من اجله وجد والرسالة الروحية والانسانية والوطنية التي يحملها .
وواصل :" هذا المسلسل وان كان يتحدث عن شخصية دينية مسيحية بارزة الا انه يحمل ايضا الكثير من الرسائل الوحدوية التي تحث على نبذ الكراهية والتطرف والفتن والتشرذم والتفكك كما انها تأكيد صارخ على ان القضية الفلسطينية هي قضيتنا كمسيحيين كما هي قضية المسلمين وقضية كافة الاحرار في عالمنا كما وجب التنويه ايضا بأن هذا مسلسل درامي وليس فيلما وثائقيا لكي يبدي البعض ملاحظاتهم في غير مكانها واظن بأن الافضل من الانتقادات التي توجه للمسلسل هو ان نحيي وان نشكر القائمين عليه على هذا الانجاز الذي استغرق الاعداد له سنوات ناهيك عن الجهد والتعب والسهر وغيرها من الجهود التي بذلت لكي يرى هذا المسلسل النور .
كما لفت :" ان القدس لن تنسى المطران ايلاريون كبوجي كما انها لن تنسى كافة الشخصيات الوطنية التي افنت حياتها دفاعا عن انبل واعدل قضية عرفها التاريخ الانساني الحديث، ولعل اهم رسالة اراد معدوا هذا المسلسل ان تصل الى كل مكان بأن هذا المشرق لا سيما فلسطين انما هي مهد المسيحية وهي مهد الحضارات والثقافات وهي ارض المحبة والاخوة والسلام مهما كثرت الاصوات النشاز التي نسمعها بين الفينة والاخرى تحرض على الكراهية والفتن والعنصرية والحقد والطائفية .
موضحا :" انه مسلسل رسالته رسالة اخوة ومحبة وسلام في زمن يراد لامتنا العربية ان تكون مشرذمة ومفككة وبوصلتها منحرفة نحو اتجاهات اخرى ، ان بوصلة لا تكون نحو القدس وفلسطين انما لا تكون في الاتجاه الصحيح ولذلك وجب ان نؤكد بأن على ابناء امتنا ومشرقنا وكافة الاحرار في عالمنا ان تكون بوصلتهم نحو فلسطين الارض المقدسة وان يدافعوا عن حق شعبها في ان يعيش بحرية وسلام في ارضه .
واختتم :" نتفهم ونستوعب اية ملاحظات حول هذا المسلسل ولكن يبقى الاهم من هذه الملاحظات هو الرسالة الشمولية رسالة الوحدة والاخوة والتضامن وابراز عراقة الحضور المسيحي في هذا المشرق وفي فلسطين بشكل خاص ... ان هذا المسلسل انما هو درس بليغ لكل اولئك الذين فقدوا رشدهم وانحرفت بوصلتهم.انه وقت لتصويب البوصلة وتصحيح الاعوجاجات وتوحيد الصفوف لكي نكون اقوياء في دفاعنا عن تاريخنا وتراثنا وحضارتنا وعدالة قضيتنا .