عبد المنعم بدوى
من المتوقع أن يبلغ عدد سكان مصر 130 مليون نسمه خلال العشر سنوات القادمه ( حسب رؤية وزيرة التخطيط ) ... سيبنى الكثير منهم مساكنهم على الأراضى الزراعيه فى الدلتا ووادى النيل ، ومن المتوقع أن تتقلص مساحة الدلتا الى النصف بسبب النمو السكانى ، وأنخفاض حصة مصر فى مياه النيل بسبب سد النهضه ، ونتيجة لتقلص المساحه الزراعيه ، فسوف يهجر الكثير من سكانها أماكنهم والأنتقال الى المدن الرئيسيه وخصوصا القاهره والأسكندريه للبحث عن فرص للعمل .
من المتوقع أن يصبح عدد سكان القاهره الكبرى ثلاثون مليون نسمه ، يعيش الجزء الأكبر منهم مكدسين فى أحياء شعبيه ، ومناطق عشوائيه لاتتوافر فيها الأشتراطات الصحيه ، وسيهجرها القادرون من سكانها الى المدن الجديده ( العاصمه الأداريه ، والعلمين الجديده ) بعيدا عن الزحام والضوضاء .
سينقسم المجتمع المصرى الى قسمين : ـ
ـ قسم منه نخبه قليله العدد واسعة الثراء ستعيش فى المدن الجديده وفى تجمعات سكانيه بعيده خارج المدن ، محاطه بأسوار عاليه يقف عليها حرس خاص وعام ، يلحقون أبنائهم بمدارس وجامعات خاصه ، ويرفهون عن أنفسهم فى أماكن بعينها .
ـ القسم الأخر ( كتلة الشعب المصرى ) ، ستهمش تماما ، حيث يعيش الجزء الأكبر منهم على الفتات ، وستترك لهم النخبه المرافق ، والمدارس والجامعات والمستشفيات الحاليه ، والتى سيكون مصيرها مزيدا من التدهور والأنحدار .
سيحتاج للحفاظ على هذه التقسيمه ، الى مزيد من القوانين الأستثنائيه ، والتمديد لقانون الطوارىء بإستمرار ، ومنح وزارة الداخليه ، وأجهزة الأمن المزيد من الصلاحيات والأمكانيات التى تمكنهم من السيطره على أى محاوله للتزمر أو الأعتراض ، وأغلب الظن سيزداد الأعتماد على أجهزة الأمان الألكترونيه وكاميرات المراقبه ، والأعتماد على شركات الأمن والحراسه الخاصه ، وبناء الأسوار العاليه وأجهزة التجسس والتصنت .
ومن المتوقع زيادة الأعتماد على الخارج لتوفير السلع الغذائيه الرئيسيه مثل القمح وزيت الطعام ، والألات وقطع الغيار .
لابد من التفكير فى تنفيذ المشروع الذى تقدم به العالم المصرى فاروق الباز " ممر التنميه " أو أحياء مشروع منخفض القطاره ، والمحطات النوويه لأنتاج الكهرباء بالضبعه ، وتمنح الأولويه لتلك المشروعات ، لأستيعاب غول الزياده السكانيه ، التى ستلتهم الأخضر واليابس ..... " شأنا أم أبينا "