أم الدنيا يتحكم فيها صعاليك؟!
بقلم- شريف منصور
محطة البنزين التي أعبئ منها يملكها رجل كندي من أصل كردي. بعد قداس أحد الشعانين ذهبت للمحطة كالعادة للتعبئة قبل بداية الأسبوع، ونظر إليّ الرجل بنظرة أسى وحزن، وقال: "كيف يتحكم الصعاليك في أم الدنيا؟!! مصر أكبر دولة عربية في الشرق الأوسط وأكبر حضارة عرفتها البشرية يصل بها الحال أن يتحكم بها جرذان؟!!"
فقلت له: هذه مرحلة لن تستمر طويلاً، وحتمًا ستنتهي نهاية تتناسب مع مصر وعراقة شعبها. فقال لي: كيف هذا ونحن نرى من يتسابقون على رئاستها دُمى تلعب بهم القوى السياسية في المنطقة، ومنهم "حازم أبو إسماعيل"؟ هل يُعقل أن هذا الرجل مرشح للرئاسة وهو مزور وسيُسجن بسبب التزوير في الطلب الذي قدّمه للتسجيل كمرشح رئاسي بسبب أن والدته أمريكية؟ ومازال يكذب ويثير أتباعه على مهاجمة السلطة؟ أي رئيس هذا الذي يكذب ويزور في أوراق رسمية قبل أن يصبح رئيسًا؟ فماذا سيفعل إذن إن انتخبه الشعب بسبب كذبه؟!!
فقلت له: هذه هي عظمة مصر تجد فيها كاذبين يلبسون لباس الشيوخ ويقلعون لبس الشيوخ لكي يكذبوا أكثر فأكثر، ويتصور هذا الرجل أنه سيخدع الجميع وسيطلق أعوانه لكي يهددوا سلامة الوطن حتى يجد مخرجًا لكذبه.
ولا تقلق يا عزيزي، سيحلف "حازم أبو إسماعيل" أن أمه أخذت الجنسية الأمريكية دون أن يعرف، ولم يكن يعرف أنها حاصلة على الجنسية الأمريكية.
فضحك الرجل، وقال: كيف أن سلفي ممن يقولون عن "أمريكا" أنها الشيطان الأعظم وأمه تعيش فيها وتحمل جنسيتها؟ ولكي تحصل على الجنسية الأمريكية فأكيد أنها قضت مدة طويلة هناك ودخلت "أمريكا" على أنها مهاجرة، أو عن طريق الزواج من أمريكي؟ أو أن أحد أبنائها أو بناتها قدَّم لها طلب الهجرة.. الموضوع أكبر بكثير من مجرد أنه يستطيع أن يدَّعي أنه لم يعرف أن أمه أمريكية، أو ربما دخلت "أمريكا" لاجئة هاربة من "مصر"، وإن كان هذا هو السبب الذي لأجله أعطتها "أمريكا" الهجرة ثم الجنسية فهي أيضا مزورة، لأنها عادت إلى مصر بالجواز الأمريكي 3 مرات ولم يتعرض لها أحد.
المهم، تركت الرجل وأنا أفكر في أول جملة قالها: "كيف يتحكم الصعاليك في أم الدنيا؟"..
أتمنى بعد نظر لجنة الطعون في طلبات المتقدمين لمنصب الرئيس أن نجد ولو مرشحًا واحدًا يقول إنه مصري أولاً وثانيًا وثالثًا، أما عن عقيدته فهي آخر شيء يهمني، لأن مصريته سنحاسبه عليها كمصري وعقيدته يحاسبه عليها إلهه.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :