كتب – محرر الأقباط متحدون أ. م
نشرت صحيفة إيلاف، عرضًا لرواية "دمشق" Damascus للروائي الأسترالي كريستوس تسيولكاي، والتي تتكون من 432 صفحة، وتكشف حقيقة الإنسان بالكامل وراء السرد الكتابي الذي شكل الحضارة الغربية.
ويشير الكاتب في روايته كيف أن دمشق أصبحت مثلًا شائعًا بل شكّلت مرجعية أساسية عند كل تحول يطال البنية الفكرية والإنسانية لأولئك الذين غيّروا مسار حياتهم باتجاه الإيمان.
حاول الكاتب التطرق إلى فهم شخصية بولس الرسول، اليهودي المتدين مضطهد المسيحيين الذي تحوّل بعد لقاء مع المسيح على طريق دمشق، إلى المسيحية وتغير مسار حياته بالكامل، حيث كرس حياته لنشر تعاليم المسيحية في الإمبراطورية الرومانية.
فكان بولس في السابق لا يجد راحة ما دام يوجد مسيحي مستريح، وإذ علم أن المسيحيين في دمشق في سلام، انقض عليهم كالوحش المفترس، لعله يفقدهم سلامهم وراحتهم، وفي أحلك لحظات شره، أشرق نور المسيح عليه ليفضحه أمام نفسه، ويسأله معاتبًا: "لماذا تضطهدني؟".
حيث أرسى لقاء بولس الرسول مع المسيح قاعدة أساسية للتحول من مسار إلى مسار، من ضفة إلى ضفة، فالمضطهِد أصبح مضطهَدًا في تحول فكري جسدي وروحي.
هذا الحدث شكّل، بحسب الرواية، اللحظة المؤسسة لتجربة بولس الوجودية ولفكره اللاّهوتي، وهنا اكتشف بولس أنه مَدين بالكامل لنعمة الله، وهذا بدَّل مرتكزاته وتأكيداته السابقة.