كتبت – أماني موسى
قال د. نادر نور الدين، أستاذ كلية الزراعة جامعة القاهرة، وصلني بيان صحافي منسوب إلي وزارة الرى مفعم بالأخطاء عن زيادة أمطار مياه منبع النيل الأبيض في دول منابع البحيرات الاستوائية وهم ست دول، ويدّعي البيان أن هذه المياه ستفقد ولن تستفيد منها مصر، وكاتب البيان من الواضح انه غير مُلم لا برحلة نهر النيل ولا حتى بمسميات ثوابت النهر.
ورد نور الدين على هذا البيان في تدوينة عبر حسابه بالفيسبوك، قائلاً: فهمت أن كاتب هذا البيان غير متخصص في نهر النيل ولا يوجد حاجة اسمها مستنقعات "بحر الجبل" ولكن عندما يخرج نهر النيل من اوغندا تحت اسم "نيل البرت" وبمجرد دخوله الي اراضي جنوب السودان عند مدينة "نيميل" الحدودية يتحول اسمه الي "بحر الجبل" ثم يواصل التقدم حتى يدخل منطقة معدومة الانحدار فيتوقف تحرك المياه، وتنتشر على مساحة كبيرة مكونة اكبر مستنقع للمياه العذبة في العالم اسمها مستنقعات "السد" لانها تمثل سدًا لعابريها، وليس مستنقعات بحر الجبل كما كتبها الجاهل.
وتابع نور الدين، في المستنقع يتم فقد وتبخير نحو ٣٠ مليار متر مكعب سنويًا من ايرادات النيل الأبيض وبالتالي اي كمية زائدة ترد من أوغندا مع النيل الابيض ستعبر المستنقع كما هي، حيث أنه وصل الي نهاية سعته للمياه وسبق أن زادت تدفقات النيل الابيض التي تصل الي مصر وبلغت ٣٠ مليار مترا مكعبا بدلا من ١٣ مليار نتيجة السحب من البحيرة لتوليد الكهرباء في اوغندا في سبعينات القرن الماضي.
مستطردًا، من الأخطاء أيضًا القول أن أوغندا تحتل المساحة الأكبر من بحيرة فيكتوريا، وهذا خطأ وصحته أن تنزانيا هي صاحبة اكبر قدر من البحيرة ٤٩٪ ثم اوغندا ٤٥٪ ثم كينيا ٦٪.
كما أن أوغندا ليس لديها أي روافد تساهم في إيرادات نهر النيل كما أدّعى البيان بل هي دولة مصب مثل مصر، وتستقبل المياه الواردة اليها من بروندى ورواندا عبر تنزانيا، ثم من الكونغو الي بحيرة البرت، ثم انهار كينيا وتنزانيا عبر بحيرة فيكتوريا ولذلك نعتبرها اي اوغندا دولة مصب ودولة منبع ولا تزيد مساهمتها في النهر عن ١.٥٪ فقط ومن الامطار التي تسقط على بحيرة فيكتوريا.
وأختتم نور الدين قائلاً: الخلاصة أن زيادة تدفقات النيل الأبيض الواردة من فيكتوريا لن تتوه او تفقد في مستنقعات "السد" كما ادعى البيان بل ستضاعف كميات مياه النيل الابيض الواصلة الي مصر والسودان وربما تتجاوز ٣٠ مليار مترًا مكعبًا بزيادة ٣٠ مليار متر مكعب عن المعدل المعتاد.