خبيرة مصرفية: الارتفاع في البورصة الأمريكية مؤقت.. وستعود للانخفاض من جديد
كتب – نعيم يوسف
ضربت عاصفة فيروس كورونا المستجد، غالبية دول العالم، ولم ينجو منها أحد، إلا أن الإصابة الأقوى لم تكن فقط في أجساد الشعوب، وإنما في جيوبها أيضا، بعد أن اضطرتهم إما للانفاق بكثرة على بعض الإجراءات الوقائية، وإما تعطيل الأعمال أو تخفيض العمالة، وفقدان ملايين الوظائف، بالإضافة إلى التراجع الحاد والكبير في أسواق المال، والتوقعات باتخفاض كبير وخطير في معدلات النمو، وكل هذا يلقي بظلاله على عالم ما بعد فيروس كورونا.
عاصفة كورونا في العالم
فيروس كورونا المستجد، بدأ نهاية شهر ديسمبر الماضي (2019)، من مدينة ووهان بالصين وانتشر في غالبية دول العالم، حيث أصاب أكثر من 3 ملايين و513 ألف شخص، بينهم أكثر من مليون في الولايات المتحدة الأمريكية، وقتل نحو 245 ألف بينهم نحو 66 ألف في أمريكا.
وفي مصر، أعلنت السلطات الرسمية أحدث إحصائية، وهي تسجيل 6465 حالة من ضمنهم 1562 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و429 حالة وفاة.
اهتزاز البورصة وارتدادها
في هذا السياق، يقول مهند الأعمى، محلل مالي، إن البورصة في العالم اهتزت وارتدت، والجميع بصدد معرفة ما مدى التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا، بعد أن حدث ارتداد هو أسوأ التوقعات، ثم حدث ارتداد حاد لتسعير وردة فعل للسياسات التحفيزية الهائلة وغير المسبوقة في العديد من الدول، وحاليا الجميع ينتظر مدى تأثير هذه التداعيات على ربحية الشركات، والتي مازالت مجهولة وتعتمد على العودة للحياة الطبيعية والعودة للعمل من المكاتب وليس المنزل، وعودة الناس للاستهلاك، لأن الاقتصاد يعتمد على الاستهلاك.
الصناديق السيادية لن تحمي أحد
وأشار "الأعمى"، في لقاء مع برنامج "النقاش"، المذاع على قناة "فرانس 24"، إلى أن الصناديق السيادية لا تحمي الاقتصاد من الانخفاض، ولكن تحمي الحكومات من انخفاض ميزانيتها، لافتا إلى أن التدخل الخارجي من السيولة التي يتم ضخهها في الاقتصاد، تشوه المعادلة، موضحا أن الحكومات تضخ السيولة لتحفيز الاستثمار.
أما رانيا يعقوب، خبيرة في البورصة وأسواق المال، قالت إن الأسوأ لم يأت بعد، لأن البورصات هي مرآة عاكسة للاقتصاد، ولم يكن أحد يتوقع هذا السيناريو المخيف، مشيرة إلى أن هناك صدمة في العرض والطلب، وحتى الآن الاقتصاديات الكبرى لم تعرف حجم الخسائر التي تعرضت لها، ولن يحدث هذا إلا بعد وجود لقاح للمرض، وعودة الحياة الطبيعية.
المضاربون أكثر الخاسرين
وشددت "يعقوب"، على أن أكثر الخاسرين في هذا التوقيت هم المضاربين في البورصات، لأنهم يعتمدون على التوقعات، مشيرة إلى أن ما يحدث الآن هو أمر غير متوقع، وما يسيطر على تفكير العالم حاليا هو غريزة البقاء، وبالتالي اتجه جميع المستثمرين تأثروا وسادت حالة من الارتباك ورغم الضغوط الكبيرة على البنوك المركزية، فإنه سيحدث إعادة هيكلة في مختلف بلاد العالم، خاصة في السياسات الاقتصادية، والفترة المقبلة ستشهد إعادة تقييم للأصول والشركات والقطاعات.
ولفتت الخبيرة في البورصة وأسواق المال، في لقاء مع نفس البرنامج، إلى أن صعود البورصة الأمريكية حتى الآن يعتبر صعودا مؤقتًا.
الأسوأ قادم
ويتفق الخبير الاقتصادي، ريان ليماند، مع المحللين السابقين، ويرى أن الأتي سيكون أسوأ، بسبب العديد من الأسباب، أولها تأثير فيروس كورونا المسجد، ثم أيضا حرب الأسعار في سوق النفط، وأيضا أزمة الاستهلاك، مشيرا إلى أن هناك مرونة في مجلس التعاون الخليجي، بالإضافة إلى الصناديق السيادية التي تحتوي على احتياطيات هي الأعلى عالميا، وبالتالي فهي قادرة على امتصاص الصدمة بشكل أفضل.
ولفت "ليماند"، إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي ضخ الكثير من الأموال في اسوق، ما جعل البورصات ترتفع، ولذلك فإن الانخفاض قادم، وهذا أمر متوقع، مشددًا على أن الخوف الحقيقي هو التباطؤ الاقتصادي، خاصة وأن الأرقام الحقيقية لن تظهر حاليا وإنما بعد عدة شهور، وهناك بعض الدول قد يتراجع النمو فيها بحوالي 10 في المائة.