لماذا نترك جماعات تثير الطائفية في وقت مصر تحارب الإرهاب وفيروس كورونا
ما هي الضمانات لعدم تعرض السيدة لضغوط أو إكراه أو ابتزاز ؟ ولماذا لا تلتقي آسرتها ؟
لماذا تهدم عادات وتقاليد مجتمعنا تحت ستار الدين ؟
كتب : نادر شكري
في الوقت الذي تحارب فيه الدولة في عدة جهات ما بين الإرهاب في سيناء وما بين مواجهة فيروس كورونا الذي يهدد البلاد ، تقف جهات خافية بمحافظة المنوفية لإثارة الفتنة الطائفية ، لا يشغلها الحرب في سيناء أو ما يهدد بلادنا من فيروس كورونا ، بلا يشغلهم كيفية زعزعة استقرار المجتمع تحت مسمى الأسلمة فى قضية القبطية رانيا عبد المسيح بمركز الشهداء بمحافظة المنوفية .
قضايا متعددة لاختفاء القبطيات فى ملف أصبح يهدد المنظومة المجتمعية بلا ويثير الأزمات والاحتقان ويؤجج من المشاعر الطائفية ، دون وضع حلول جذرية لهذا الملف الذي تحدثنا عنها كثيرا وتم وضع حلول كثير من قبل المتخصصين في قضايا المواطنة ، وقطع الشك باليقين حول روايات الخطف والاختفاء ،فكل شخص له الحق في اختيار ما يشاء من عقيدة أو طريق ولكن في وجود ضمانات حقيقة تؤكد عدم ، خضوعه لإكراه أو ضغوط أو ابتزاز ، لاسيما عندما يكون الشخص مشهود عنه بالأخلاق وارتباطه بالأسرة مثل رانيا عبد المسيح التي لديها ثلاث فتيات ، وبتصفح صفحتها الشخصية على الفيس بوك ، كانت مواظبة خلال الفترة الأخيرة قبل اختفائها بنشر الحان أسبوع الآلام ، ولم يظهر عليها اى تغير في علاقتها بأسرتها .
ومن خلال تجربتي الشخصية مع هذا الملف الذي اعمل فيها منذ 2003 ، فالحقيقة ان معظم حالات تغير الديانة إلى الإسلام ليس مرتبط بالاقتناع بالدين كما يشاع فالأغلبية من الحالات التي تحولت إلى تجاه أخر كانت بسبب علاقات عاطفية أو مشكلات أسرية ولدينا مثال فكانت هناك 300 قضية للعائدين للمسيحية وقمت بإجراء حوارات معهم قبل عام 2010 ، وكانت جميع التحولات إلى الديانة الإسلامية كانت تتعلق بمشكلات الأحوال الشخصية أو ظروف مادية أو استقطاب عاطفي ، إذا فالدين بريء من هذه القضية ، لان الأمر يتعلق بجماعات هدفها إصابة بالمجتمع بخلل يهدد التعايش المشترك بين أبناء الوطن الوطن الواحد .
قضية رانيا عبد المسيح هي قضية إنسانية مجتمعية وليست قضية دينية ، فالسيدة قبل بث فيديو لها بعد اختفائها بثلاثة أيام تعلن إسلامها ، كانت تمارس حياتها بشكل طبيعي وتعيش الأيام المقدسة مع زوجها وأطفالها مثل اى عام ، فهل في ثلاثة أيام استطاعت التعرف على الديانة الإسلامية ، والاقتناع بها ومعرفة ما فيها ، فهل هذا يعقل ؟ ، أم ان هناك أمور أخرى ، تخشى ان تفصح عنها ، وهل على الأسرة ان تستقبل هذا النبأ وترضى بالأمر الواقع وهم على علم بابنتهم ، دون وجود حق لهم في لقاء السيدة للوقوف على الأسباب والاقتناع بعدم وجود ابتزاز أو تهديد أو أكراه .
علينا نتذكر جيدا منذ شهر تقريبا فجرنا قضايا شبكة وراهبة مزيفة كانت تنتحل صفة سكرتيرة البابا ، وتتواصل مع الفتيات المسيحيات وتعرف إسرارهن وتقوم بتسجيلها وابتزازهن وكانت تصريحات البابا واضحة بعدم معرفته بهذه السيدة المزيفة ، وكم من فتاة كانت تستغيث من تهديدات هذه السيدة وانه بسذاجة وقعن وتورطن معها في كشف الكثير من إسرارهن وتسجيل بعض المكالمات مع راهب مزيف يطلب منهن نطق بعض الكلمات التي تصل للإباحية ، وهذا ما يؤكد انه وارد اى شخص يتورط في خطأ يدفعه للهروب من الفضيحة والارتضاء بأن يفعل اى شيء مقابل عدم فضحه ، وهنا يأتي دور الدولة في التصدي لمحاولات بث الفتنة وقطع الطريق أمام هذه الجماعات في إحداث خلل بالمجتمع ، بالكشف عن الحقائق ولقاء السيدة بأسرتها أو كاهن من الكنيسة لمناقشتها كما كان يحدث في جلسات النصح والإرشاد الديني قبل عام 2004 ، قبل إلغائها ، وكانت هذه الجلسات سببا في عودة العديد من الفتيات تعرضن لضغوط نفسية .
هل من مصلحة الدولة استمرار هذه الجماعات في تشويه سمعة بلادنا ، وبأن يترك الأمر تحت مسمى خطف القبطيات من قبل اسر الفتيات في ظل عدم ظهورهن أو كشف حقيقة الاختفاء ؟ وإذا كان هناك ايمانا ان السيدة ذهبت بحريتها ودون أكراه تختار طريقا أخر ، فما هي المخاوف من لقائها بالأسرة أو الكاهن لقطع الطريق أمام الشائعات ؟ لان الإصرار على عدم لقاء السيدة بالأسرة يؤكد شكوك الأسرة حول وقوعها تحت أكراه .
يا سادة أننا في مرحلة بناء لدولة حديثة ، فيجب معالجة أخطاء الماضي ، والإصرار على ترك الأوضاع دون وجود تقنين قانوني لهذه الظاهرة سوف يضعنا في مأزق الطائفية والفتن والأزمات التي نحن في غنى عنها وان الأمر يحتاج لإرادة سياسية حاسمة لتحقيق الاستقرار المجتمعي ، فهل نشجع الانحراق وانهيار القيم بان تترك أم أطفالها ونصفق لجماعات تعمل على كسر عادات وتقاليد مجتمعاتنا لاسيما ان حالات التحول ليست مرتبطة بفكرة الاقتناع الديني ، وهذا ما أؤكده في لقاء الكثير من الفتيات العائدات للمسيحية ان الأمر كان متعلق باستقطاب عاطفي ، أو مشكلات أسرية ، ففي الفترة الأخيرة ومنذ أسبوع اختف فتاتين قاصرتين عمرهن 15 عاما ، وحاول البعض ان يدعى إسلامهن فهل هؤلاء في عمر الطفولة عرفوا أصول الدين واقتنعوا وفهموا ، والحقيقة ان بعد عودتهن كان الأمر متعلق بعلاقة حب مع شباب ، وهذا عمر المراهقة وفى هذا السن الكثير يخطئ وجميعنا في هذا العمر كان لدينا تكفير مراهقة فهل نشجع سلوك المراهقين ونترك الأخطاء تدمر حياة فتاة وحياة اسرتها ، فهل هذه هى القيم التى تربينا عليها .
الحقيقة اننا ضم صوتى الى بيان كهنة مطرانية كرسي المنوفية بخصوص اختفاء رانيا عبد المسيح قالوا فيه :ونحن نعيش في مجتمع يؤمن بحرية الأديان والمعتقد في دوله نأمل أن يتمتع الجميع فيها بهذا المناخ الذي يجب أن يستنشقه والجميع دون تمييز أو حجر أو إبعاد.
وأن وطننا المحبوب مصر الذي نعيش فيه ويعيش فينا هي أم الأديان ومهبطها ودائما شعب مصر يحترم الأديان فقول أن : الدين للديان والوطن للانسان،.نأمل ونلفت النظر إلى ان غض النظر عن موضوع ابنتنا رانيا عبد المسيح هو هدم لأسرة هي لبنه في بناء المجتمع المصري ،والدين يبنى الأسرة ولا يهدمها .
ويؤكد الآباء الكهنه بمطرانية كرسي المنوفية على حصهم الدائم على سلام المجتمع المصري، والعيش في سلام ووئام كامل ولم نجد المشكله حلاً وقد مر عليها عشره أيام تقريبا.لذلك يناشد الآباء الكهنه بمطرانية كرسي المنوفية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهوريه أن يتفضل بالتوجيه للمسئولين بالحكم المحلي والأمن بعوده وارجاع ابنتنا رانيا عبد المسيح التي اختفت فجاه في ظروف غامضة إلى بيتها وبناتها اللائي تتمزقن قلوبهن بابتعاد أمهن عنهن وكذلك وزوجها وعائلتها.