مصر قد تواجه رياحا عاتية
بقلم :أنطوني ولسن / أستراليا
سبق وكتبت مقالا بعنوان " صراع القوى ...والحاجة لـ ( دكر ) مثل عبد الناصر .
جاءتني تعليقات وجميعها يؤيد مطلبي . لكن إخترت تعليقين لكل من الأستاذ " المصري المصري " و الأستاذ " المعلم المعلم " .
أنقل لكم أهم ما جاء في التعليقين :-
أولا : المصري المصري
فهناك تخبط فى الساحة السياسية فى مصر و ظهور بعض القيادات من الاخوان (أ/ محمد مهدى عاكف ) على الساحة الاعلامية و كأنة هو من يدير شئون الجماعة بل يدير شئون مصر لا بل يدير شئون العالم اجمع ( من يهين مصر باللفظ او بالفعل او بالشعور الداخلى لذاتة فهو ليس مصرى و لا يستحق ان يكون مصرى ).
ما جاء في تعليقكم أشكركم عليه والفقرة التي ذكرتموها "فهناك تخبط في الساحة السياسية في مصر.." .
** نعم هناك تخبط في الساحة السياسية في مصر .. ولكن هذا التخبط هل هو مصادفة نتيجة عدم وجود ثقة بين أطياف الشعب والقوتان المسؤلتان على الساحة السياسية بعد11 فبراير 2011 وأعني بهما المجلس الأعلى للقوات المسلحة وجماعة الإخوان المسلمين وحزبهم " الحرية والعدالة " مما سبب ويسبب وجود عدم الثقة والتخبط في الساحة السياسية في مصر ؟
الحقيقة هذا التخبط في رأي المتواضع لم يكن مصادفة ، لكنه جاء نتيجة تطورات على الساحة كانت فيها الجماعة تخطو بخطوات ثابتة ويقظة لإقتناص كل فرصة تواتيها للتتقدم خطوة تتبعها خطوات مماثلة للوصول إلى السلطة تدريجيا أو دفعة واحدة .وأستند إلى أقوالهم والتي تناقض أفعالهم مثل :
إعلانهم في بداية الثورة عدم إشتراكهم بل والإستهتار بها.
في أواخر شهر يناير 2011 إدعو ا أنهم كانوا هناك منذ بداية الثورة بل قبلها .
قبل بدء إنتخابات مجلس الشعبأعلنوا بالإكتفاء ب 30% من المجلسوتغيرت النسبة عندما بدأت الإنتخابات إلى 100% .لكنهم حصلوا على نسبة أقل ولكنهم أصبحوا الأغلبية .
أيدوا ودعموا حكومة الجنزوري . وعندما تغير وضعهم وصاروا الأغلبيةإنقلبوا على الجنزوري مطالبين المجلس الأعلى بإقالةالحكومة بحجة أنها لم تؤد المطلوب منها بل وقف أحد نواب الإخوان في المجلس في حضور بعض من الوزراء متهما وزراء الجنزوري بالحصول على أجور مبالغ فيها مماحدى الوزراء بترك القاعة . وهذا شيء طبيعي فقد إستولوا على المجلسين ، وكونوا اللجنة الإدارية لصياغة الدستور بأغلبية أيضا مع وضع 50+ 1 كموافقة على مواد الدستور .
عندما رفض المجلس الأعلى للقوات المسلحة إقالة الوزارة وضيع عليهم فرصة تكوين وزارة منهم إلتفتوا إلى رئاسة الجمهورية وإختاروا د . خيرت الشاطر كمرشح محتمل لرئاسة الجمهورية على الرغم من أنهم رفضوا طلب عبد المنعم أبو الفتوح للترشح بحجة أنهم لا يريدون الخوض في سباق الرئاسة . وأعتقد أن هذا هو سبب التخبط في الساحة السياسية في مصر ولا نعفي المجلس الأعلى للقوات المسلحة مشاركته في هذا التخبط لأنه منذ البداية وحتى الأن مازال يميلإلىتشجيعهم ومساندتهم للوصول إلى مآربهم .
أما عن قول الأستاذ مهدي عاكف المرشد السابق للإخوان" طوز في مصر " وتفضيله لماليزي مسلم على مسيحي قبطي . الرجلنطق و تكلم بما يؤمن هو به ومن الطبيعي إذا كان هذا إيمان المرشد العام فيكون هو إيمان الجماعة وأي مرشد للجماعة . ومصر التي يتشدقون بحبها والعمل من أجلها ومن أجل شعبها . في الحقيقة مصر لا تعنيهم لا من قريب ولا من بعيد . إنما هدفهم الأعلى هو إستيلائهم على كل السلطات في مصر تمهيدا لإعلان الخلافة حلمهم الكبير.
ثانيا : المعلم
جاء في تعليقكم :
" المخلوع كان أكبر دكر ويمكن يكون أكبر من عبد الناصر " ..
في راي المتواضع قد يكون كان أكبر دكر في بداية حكمه .لكنه بدأ بعد الإعتداءات أو التهديدات المتكررة على بعض رموز الدولة ومن يقف في وجههم من المفكرين الرافضين لهم جعله يلجأ إلى لعبة القط والفار معهم أو لعبة شد الحبل إذا شدوه أرخاه والعكس .
" المخلوع دمر التعليم تدميرا تاما " ..
بدأ تغير التعليم مع الوزير كمال الدين حسين وزير التربية والتعليم لكنه كان تغير على نار هادية وساعده عبد الناصر بإنشاءه الفرع التعليمي العلمي بالجامعة الأزهرية .
أما في عهد السادات فقد خطى خطوات واسعة في تدمير مصر بعد أن تولى الحكم أتذكر أول زيارة له لمجلس " الشعب " وركوعه أمام التمثال النصفي لعبد الناصر وإنتفاضي واقفا صارخا ومشيرا إلى التلفزيون وأنا أقول" هذا محطم التمثال .. هذا محطم التمثال " . وبالفعل تم تحطيم التمثال وصاحبه وصارعكسه . معذرة نحن نتكلم على التعليم .. أتذكر أيضا في أيام السادات ذهاب طاقم من المراسلين الأسترالين من تلفزيون أستراليا الرسمي بدعوة من الصحافي إبراهيم شكري الذي إستضافهم وشاهدنا المدارس المصرية البعيدة كل البعد عن مصر .العلم سعودي ولا مكان للعلم المصري . نشيد الصباح لا ذكر لمصر . الزي المدرسي للبنات إسلامي سعودي . وكانت مصر قد بدأت التحجب . ومن هنا بدأ هبوط التعليم المدرسي من عهد عبد الناصر إلى عهد السادات إلى عهد مبارك وأنتشرت المدارس والمعاهد الدينية مع زيادة نفوذ الإخوان والنتيجة كما تفضلت وذكرت أن التعليم قد دمر تدميرا تاما .
في مجال الخدمات: "
" مياه الشرب والمياه الملوثة وبناء السلفيون لـ600 محطة تحلية مياه في 600 قرية لتوزيع جركت مياه نظيفة على كل بيت "
هذا عمل عظيم .. لكن محطات تحلية المياه " وطبيعي من البحار لا الأنهار " تكلفتها عالية جدا لذا أظن أنك تقصد شيئا آخر . لكن على العموم هذا عمل أكثر من ممتاز . لكن هل كان ذلك من أجل خدمة الناس لوجه الله أم لضمان ولائهم ؟؟!! .
" الأسلاميون وتقديمهم خدمات للشارع والحارة عندما غابت الحكومة بقيادة الدكر المخلوع "
لقد ألقى الدكر المخلوع بالشارع المصري فى أحضان الإسلاميين وخاصة الإخوان كما فعل مع المسيحيين الذي ألقى بهم في أحضان الكنيسة .وبهذا تم لهم" الإخوان " السيطرة سيطرة كاملة على الشارع المصري . قدم الإخوان الخدمات الصحية ومياه الشرب والعلاج والعمل لكل من ينضم إليهم ويرون فيه أو فيها نفعا للجماعة . وما أكثر المحتاجين وخاصة ان الهدف ديني ومن يستطيع أن يرفض أو يعارض طلبا هكذا . فإتسعت دائرتهم وأزدادت سلطاتهم وسيطرتهم على الشارع المصري . البعض يقول أن ذلك في القرى المصرية فقط . أقول بل في جميع أنحاء الجمهورية . وواضح تأثير ذلك في إنتخابات 2005 وحصولهم على 88 مقعدا مما لفت نظر المخلوع وإرتكب خطأ فادحا . وفي إنتخابات 2010 عمل المخلوع على عدم إنجاح أحد منهم.
بهذا جعلهم أكثر شراسة وترقبا لإقتناص الفرصة مع حيطتهم بعد قيام ثورة 25 يناير 2011والإبتعاد عن الثورة إلى أن تأكدوا من إصرار الثوار على رحيل الدكر فدخلوا بثقلهم وأحضروا الشيخ القرضاوي من قطر لمؤزارتهم .
العشوائيات مازالت كما هي لم تحظ لا بعناية المخلوع ولا بالإخوان ولا السلفيين . مات الناس وقوفا في طوابير " العيش " . ولم يفعل لا المخلوع ولا الإخوان على مساعدة الناس بالحصول على رغيف عيش . كلما إرتفع ثمن رغيف العيش الغير مدعوم يلقون باللوم على مسيحي المهاجر الأقباط فيزداد غضب الشارع المصري من المسيحيين الأقباط في داخل مصر وتزداد الهوة بين أشقاء وطن كان إسمه مصر.
الحقيقة المرة .. لم يعمل أحد على رفع مستوى الشعب طبياً وعلميأ وثقافياً ولا إيجاد وظائف للعاطلين وإزدادت قبضة الإخوان على النقابات في جميع المجالات . وإنضم إليهم السلفيين بعد إعطاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة الضوء الأخضر وأحضر من كانوا غير مسموح لهم بالعودة .والحكاية أصبحت حكاية كما قلت في مقالي صراع القوة بين شعب أعزل ، حكومة لا حول ولا قوة لها ، مجلس أعلى لا أحد يستطيع التكهن ما الذي في سريرته ، جماعات إسلامية أقواها الإخوان والسلفيين وضح هدفهم وهو السيطرة التامة على جميع السلطات التشريعية والتنفيذية ورئاسة الجمهورية ووضع دستور يفصلونه على أحلامهم .
بدأت الأصوات ترتفع معارضة صارخة مهددة بثورة غضب هذه المرة سيدفع الثوار ثمنا باهظا من دماءهم دفاعا عن مطالبهم - كرامة ، حرية ، عيش وعدالة – ولا أظن أن هذه المرة ستمر مرور الكرام ويحصل الإخوان على كل مايريدون ويعود المجلس الأعلى للقوات المسلحة إلى ثكناته تاركا لهم الجمل بما حمل .
المشهد العام الأن يوحي بأن مصر قد تواجه رياحاً عاتيةً قادمةً لا محالة ....
ومع ذلك فقد بزغ نور شعاع خافت من الأمل بعد كشف المسنور لبعض المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية وواضح أنه لا يحق لهم الترشح وإلا !!! .أضف إلى ذلك خبر قبول اللواء عمر سليمان التقدم بأوراق ترشحه بعد أن إعتذر . هذا الخبر يعيد لمصر الأمل في إيقاف حالة الفوضى والإرتباك والتخبط في السياسة على الساحة المصرية من بعد ا ن بدأنا في فقدان الأمل .
المقال السابق كنت أبحث مع الأستاذة إسعاد يونس عن رئيس" دكر " مثل عبد الناصر . وقد إستجاب الله ووجدنا الرجل الذي قبل الإستمرار في تحمل المسؤلية بكل شرف وأمانه كما كان يتحملها في كل منصب تولاه .وبالفعل سمعنا ترديد المؤيدين للواء عمر سليمان سبب إختيارهم له " لأن فيه كل صفات جمال عبد الناصر " . نتمنى أن تتجنب مواجهة الرياح العاتية المتوقع قدومها إذا إستمر الحال على ما هو عليه .
اللواء عمر سليمان من مواليد 2 يوليو عام 1936 في محافظة قنا . قنا التي نقلت إليها ظلما وتعسفا وحرمت من تكملة دراستي للخدمة الإجتماعية والتي ضحية من أجلها بعام ونصف من دراستي للقانون بكلية الحقوق جامعة القاهرة ، تعلمت في خلال فترة وجودي في قنا أضعاف أضعاف ما كان يمكن أن أتعلمه في أي جامعة أو كلية .
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :