كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
ترأس البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القديس يوسف شفيع العمال وافتتاح الشهر المريمي ، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
شارك في القداس الأب حبيب مراد القيم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، والأب روني موميكا والأب كريم كلش أمينا السرّ المساعدان في البطريركية، والراهبة الأفرامية الأخت إخلاص شيتو. وقد جرى نقل القداس بالبثّ المباشر على الصفحة الرسمية للبطريركية على موقع الفايسبوك، كي يتسنّى للمؤمنين المشاركة الروحية بسبب تعذّر حضورهم الشخصي من جراء التدابير الوقائية درءاً لتفشّي وباء كورونا.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، تحدّث غبطته عن تكريم الكنيسة للسيدة مريم العذراء والدة الإله، وتكريس شهر أيّار للصلاة والتشفّع لديها، والتوجّه "إلى هذه الأمّ السماوية بالصلوات والتضرّعات، والسير نحو المزارات المخصَّصة لها، طالبين منها طوال هذا الشهر وعلى الدوام أن تشفع فينا لدى ابنها الحبيب كي يشفق علينا وعلى هذا البلد لبنان وعلى بلادنا المشرقية والعالم بأسره والمعرَّض لخضّة وباء كورونا الخطير، ويحمينا من جميع المخاطر والأمراض، ويعيننا كي نحتمل هذه الضيقات في هذه الأيّام الصعبة، لا سيّما الضيقة الاقتصادية والمشاكل السياسية التي ولّدت هذه المحنة، ونحن نبقى دوماً شعب الرجاء".
ونوّه غبطته إلى أنّ الكنيسة تحتفل اليوم في الأوّل من أيّار "بعيد قديس عظيم هو مار يوسف النجّار شفيع العمّال، لذلك نسمّيه عيد يوسف العامل، هذا العيد عيّنه البابا بيوس الثاني عشر في الخمسينات من القرن العشرين، ولا تزال الكنيسة تحتفل فيه، متذكّرةً هذا النجّار، نجّار الناصرة المتواضع والبسيط، الصامت الذي نال هذه الحظوة والنعمة العظيمة، أن يكون مربّياً للطفل الإلهي يسوع وحامياً للعائلة المقدسة في جميع مراحل حياتها الأليمة التي نعرفها من خلال الإنجيل".
ولفت غبطته إلى أنّ مار يوسف "نال ميتة صالحة بين يدَي مريم ويسوع، لذلك سمّي بحقّ شفيع الميتة الصالحة، ومن هذا القديس العامل نتعلّم أن نكون ذوي قلوب وديعة متواضعة بسيطة، وأن نجتهد في أعمالنا مهما كانت هذه الأعمال التي نقوم بها في حياتنا، لأنّ كلّ عمل نقوم به بقناعة ونزاهة هو عمل يشرّف الإنسان وكرامة الإنسان".
وأشار غبطته إلى أنّ "الكنيسة منذ عشرات السنين التفتت إلى الوضع المؤلم والصعب الذي يعيشه العمّال، لذلك شدّدت في تعاليمها ورسائلها وتوجيهاتها على كرامة العمل، وعلى دعوة الإنسان كي يشارك الخالق في جعل هذه الخليقة أجمل وأكمل، بما فيه خير المجتمع والوطن"، مؤكّداً على أنّ "الكنيسة تجد في هذا الرجل البارّ يوسف الشفيع المكرَّم لجميع العمّال"، ومذكّراً بأخويات عديدة تأسّست على اسم "مار يوسف شفيع العمّال" في أبرشيات عديدة في كنيستنا شرقاً وغرباً.
وخلُص غبطته إلى أنّنا "نتعلّم من هذا القديس الوداعة، وقبول الآخر، وتتميم إرادة الله حتّى في أصعب الأوقات والظروف وأحلكها، كما هي الحال الراهنة اليوم، حيث نجتاز الضيقات والمصاعب"، مبتهلاً إلى الرب يسوع، بشفاعة مار يوسف، "أن يحمي الكنيسة وجميع عائلاتنا، ويجمعها بالمحبّة والمودّة واحترام بعضنا البعض، والمشاركة في تحقيق إرادة الله في حياتنا".
وقبل نهاية القداس، أقام غبطته زيّاح العذراء بمناسبة افتتاح شهر أيّار المكرَّس لتكريم والدة الإله مريم، ثمّ بارك المؤمنين بأيقونتها.