عرض/ سامية عياد
على مر تاريخها قامت الكنيسة بدورها فى مساندة المجتمع وقت الأزمات وبث روح الانتماء فى نفوس أبنائها عملا بقول الرب يسوع "أنتم نور العالم" ، "أنتم ملح الأرض" ، وقد أوصنا الكتاب المقدس بالوطن والانتماء..
نيافة الأنبا مكاريوس الأسقف العام بالمنيا فى مقاله "الكنيسة فى أزمنة الكوارث الطبيعية" حدثنا عن بعضا من المواقف المشرفة للكنيسة فى أزمنة الكوارث الطبيعية لاسيما الأوبئة ، القديس الأنبا باخوميوس الذى أسس نظام الشركة حيث يحيا كل مجموعة من الرهبان معا يصلون ويعملون ويتناولون طعامهم معا ويعزون بعضهم بعضا ، فى أيامه ضرب البلاد وباء الطاعون وامتد الى مجموعة أديرته فكان ينتقل بين الأديرة يخدم المرضى والشيوخ فيها ويشرف على دفن من ينتقلون حيث انتقل عدد كبير من الرهبان بسبب الطاعون .
أصيب الأنبا باخوميوس بنفس المرض فمضى الى نفس المكان الذى ينام فيه المرضى ، وشدد على عدم تمييزه فى شىء وكانت حالته الصحية قد تدهورت ، لدرجة أنه بعد مرور أربعين يوما من المرض ، لم يكن قادرا على احتمال ثوبه من شدة المرض ورفض أن يعامل معاملة أفضل من بقية الإخوة المرضى واستمر فى رقدته حتى الخماسين المقدسة وفى ساعة نياحته كان الإخوة جالسين حوله ، أما تادرس تلميذه انهار باكيا فقال له القديس "أنا منصرف عن هذا العالم مثل أبائى وأجدادى ، الى الله الذى خلقنى وأحبنى وفدانى" وقد أوصاه القديس أن لا يترك جسده فى المكان الذى سيدفن فيه ويذكر أن القديس رشم نفسه بعلامة الصليب ثلاث مرات ثم فتح فمه وأسلم الروح، بعد موته كوصيته قام تلميذه وبصحبته ثلاثة من الرهبان بحمل جسد الأنبا باخوميوس الى موضع أخر حتى لا يعلم أحد بمكانه كوصيته .
لم تكن الأوبئة بعيدة عن رجال الدين والرهبان بل طالتهم ونالت منهم علينا أن نتعلم منهم ومن مواقفهم وكيف سلكوا تجاه الاخرين وكيف واجهوا المرض وكيف ان المرض والموت ليس له علاقة بالقداسة والدليل القديس الانبا باخوميوس قديسا لكنه تعرص للمرض الذى أدى الى موته ، فكم من أشرار لم يصيبهم شيئا ، الأمر لا علاقة له بقدسية الشخص من عدمه لأن هناك يوم الدينونة الذى يجازى فيه الله الديان العادل كل واحد حسب أعماله ..