ماهر عزيز بدروس
قالوا له: " يَا مُعَلِّمُ، نَعْلَمُ أَنَّكَ صَادِقٌ وَلاَ تُبَالِي بِأَحَدٍ، لأَنَّكَ لاَ تَنْظُرُ إِلَى وُجُوهِ النَّاسِ، بَلْ بِالْحَقِّ تُعَلِّمُ طَرِيقَ اللهِ" (مر 12 : 14).
من حيث كانوا يتخابثون عليه سجلوا له صدقه العظيم ممحصاً للحق، ومنصرفاً عن محاباة الوجوه..
نظروه فإذا هو الذى يعلم طريق اللـه بالصدق دون إنحيازات شخصية، أو تفسيرات مغرضة، تسلب أحكام الحق الإلهى لشخوصهم فتطابق أغراضهم الخاصة..
عرفوه لا يُحَرِّف أحكام اللـه، ولا يلوى ذراع كلماته بالكذب والبهتان..
أدركوه لا يجامل البتة على حساب الحق، لأن المجاملة إذا أخطأت الحق صارت كذباً صريحاً يحمل في طياته مآرب الذات..
فالأكاذيب تُنْسَجُ لضعف الضعفاء، وخبث الأردياء، الذين لأجل ضعفهم يحتالون بالكذب لكسب ما ليس لهم، وما لا يمكن ن يكون بحقهم..
تُطْلَب المآرب من الوجوه للنفع والاختصاص بالمغانم..
والنظر إلى الوجوه من ذلك هو كذب صريح..
أما يسوع فلم يعرف أن ينظر الوجوه.
الإنــذار الخــالد
قال وهو يطلق إنذاره الخالد محذراً من الكذب والكذابين: " أَنْتُمْ مِنْ أَبٍ هُوَ إِبْلِيسُ، وَشَهَوَاتِ أَبِيكُمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَعْمَلُوا. ذَاكَ كَانَ قَتَّالًا لِلنَّاسِ مِنَ الْبَدْءِ، وَلَمْ يَثْبُتْ فِي الْحَقِّ لأَنَّهُ لَيْسَ فِيهِ حَقٌ. مَتَى تَكَلَّمَ بِالْكَذِبِ فَإِنَّمَا يَتَكَلَّمُ مِمَّا لَهُ، لأَنَّهُ كَذَّابٌ وَأَبُو الْكَذَّابِ." (يو 8: 44).
وهكذا أَعْلَنَهُ مدوياً.. ذلك التحذير الباقى على الدهور: إن الكذابين جميعاً هم أبناء الشيطان.. أبناء إرادته الشريرة، وصناع مشيئته الغادرة.
"من فم الكذاب تخرج الروح النجسة" فالكذب ينجس الحق، وينشر الالتواء والغش والتدليس في المجال كله.. ويُضِلّ الذين ينتظرون الحقيقة الخالصة ليهتدوا بها..
غير أنه كان يدرك كذلك أن الذين يحلفون يدارون الكذب في معظم ما يحلفون فخاطبهم خطابه الحازم: "وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا ٱلْبَتَّةَ.. بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ، لاَ لاَ" (مت 5 : 34-37).
وليس ذلك فحسب.. ففي ثورته العاتية على الكذب والكذابين أنذر الكتبة والفريسيين بجسارة الصدق والحق وتأثيم الكذب: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُنَقُّونَ خَارِجَ الْكَأْسِ وَالصَّحْفَةِ، وَهُمَا مِنْ دَاخِل مَمْلُوآنِ اخْتِطَافًا وَدَعَارَةً" (مت 23 : 25).
ففضح كذبهم ونفاقهم ومخاتلتهم، حيث يُظْهِرُوُن غير ما يبطنون، ويكشفون غير ما يخفون، ويخدعون بغير حقيقتهم..
ثم زاد في إنذارهم غير مُحَتَسِبٍّ لشيء إلا الحق وحده: "وَيْلٌ لَكُمْ أَيُّهَا الْكَتَبَةُ وَالْفَرِّيسِيُّونَ الْمُرَاؤُونَ! لأَنَّكُمْ تُشْبِهُونَ قُبُورًا مُبَيَّضَةً تَظْهَرُ مِنْ خَارِجٍ جَمِيلَةً، وَهِيَ مِنْ دَاخِل مَمْلُوءَةٌ عِظَامَ أَمْوَاتٍ وَكُلَّ نَجَاسَةٍ. هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا: مِنْ خَارِجٍ تَظْهَرُونَ لِلنَّاسِ أَبْرَارًا، وَلكِنَّكُمْ مِنْ دَاخِل مَشْحُونُونَ رِيَاءً وَإِثْمًا" (مت 23: 27 و28).
فواصل فضحهم وإسقاط الأقنعة الكثيفة عن وجوههم الخادعة لتظهر الحقيقة العارية تخبر عنهم وعن واقعهم المرائى الأثيم.
المتكلـون على الكــذب
الحق أن المتكلين على الكذب قد يحققون مغانم عاجلة لكن نهايتهم أليمة، كذلك المتسترون
على الكذب يكذبون على نحو أبشع وخاتمتهم تدمرهم، والساكتون عن الحق كذابون كأبشع
وأبشع وهم شركاء الظلم ووقود النار، والسامعون الكذب ويدركون كذبه ولا يفضحونه هم شركاء حقيقيون فيه، و"الذين يتكلمون بِالْمَكْرِ ينطقون بِالْكَذِبِ "(مز 139 : 20)، هم الأعداء الحقيقيون
الذين ينبغي أن نَحْذَرَهُم، "أولئك عقدوا عهداً مع الموت، وصنعوا ميثاقاً مع الهاوية، فجعلوا من الكذب ملجأهم وبالغش استتروا"(إش 28: 15).. ولهجوا بالمعصية والظلم..
لقد أحب الناس الكذب أكثر من التكلم بالصدق، والشفاة الملقة لا تزال تتحدث بالباطل في كل حدب وصوب، وكثيرون يخادعون بأفواههم وحنجرتهم قبر مفتوح.. يصمون آذانهم عن الصوت الصارخ عبر الدهور: "حَتَّى مَتَى تُحِبُّونَ الْبَاطِلَ وَتَبْتَغُونَ الْكَذِبَ؟" (مز 4 : 2).
فمن هو ذاك الذى بضمير نقى وإرادة لا تلين يعلنها قوية لا تتزعزع: " أَبْغَضْتُ الْكَذِبَ وَكَرِهْتُهُ، أَمَّا شَرِيعَتُكَ فَأَحْبَبْتُهَا " (مز 119: 163(، و"من وصاياك أتفطن" (مز 119: 104).
وليعلم الجميع أن "كَرَاهَةُ الرَّبِّ شَفَتَا كَذِبٍ، أَمَّا الْعَامِلُونَ بِالصِّدْقِ فَرِضَاهُ" (إم 12: 22).
لمــاذا يكــذب الكذابــون؟
وإذا سألنا: لماذا يكذب الكذابون؟ فإننا عندئذ أمام درجات من الكذب يفضحها صدق يسوع وشجاعته..
... ..
فالكذابون يتراوحون دائماً بين "مرضى الكذب"، و "كذابى المبالغة والتهويل"، و" كذابى التزييف والمخاتلة والتضليل"، و"الكذابين الأفاكين من أهل التبرير"..
مرضـــى الكـــذب
أما مرضى الكذب فهم بشر لا يملكون إلا أن يقولوا كذباً.. ولا يجدون أنفسهم إلا مقهورين على الكذب قهراً.. ذلك أن الحدود الفاصلة بين الوهم والحقيقة لديهم، أو بين الواقع والخيال فيهم، قد إمَّحَت تماماً عندهم.
وأولئك الكذابون بالمرض يعجزون عن رؤية الحقيقة، لأنهم يعيشون في عوالم وهمية حافلة بالتهويل والأخيلة.. إنهم لا يرون الأحداث بعيونهم، ولا يسمعون الحقائق بآذانهم، بل هم ينظرون كل شيء بمخيلتهم التي لا ضابط ولا مُنَظِّم لها، ويتلقون كل شيء من خلال أهوائهم التي لا زمام لها.
وإذا كان "مرضى الكذب" يكذبون دون أن يفطنوا إلى أنهم يكذبون، فذلك لأنهم صَرْعَى لمرض نفسى لا يدرون من أمره شيئاً، وربما كانت السمة الأساسية التي تميز "مرضى الكذب" أنهم بشر غير أسوياء لم يستطعوا أن يحققوا أي "تكيُّف" بينهم وبين "الواقع".. فهم قاصرون عن "التكامل"، ومفتقرون تماماً إلى "التوافق"، و"الكذب" الذى يحتمون به ويلجأون إليه لا يخرج عن كونه قوقعة هشة ينكمشون داخلها، حتى لا تمتد إليهم ضربات "الواقع".
وقد يكون الدافع الأصلى الذى حدا "بمرضى الكذب" إلى اصطناع الكذب في كل حياتهم النفسية والشعورية أنهم لم يلقوا في طفولتهم من الثقة والأمن والأمان والحدب والرعاية ما يشجعهم على مواجهة "الواقع"، فارتدوا يقبعون في عوالمهم الذاتية الضيقة، دون القدرة على تحقيق أي توافق بين ووجودهم الشخصى ومجتمعهم الخارجي.
فعجز الإنسان عن مواجهة "الواقع"، يؤدى به إلى الارتماء في أحضان الخيال.. ويستحيل أسلوب حياته إلى مرض عضال قائم على الوهم والخداع واختلاق الأكاذيب..
وليس من السهل على ضحايا هذا النوع من الكذب أن يعيشوا في عالم الحقيقة ليبصروا الوقائع بعيون رءوسهم، وإنما لابد وأن يتعرضوا لعلاج نفسى طويل قبل أن يتمكنوا من التغلب على أوهامهم وأخيلتهم.. ليعودوا قادرين على مجابهة الواقع، ومواجهة الحقيقة، دون أن يخلطوا ثانية بين عالم الواقع وعالم الخيال.
أولئك جميعهم لا خطر منهم ولا هم يعثرون.. لأن المتعاملين معهم متى أدركوا أنهم "مرضى كذب التغيير والتبديل" للواقع والحقيقة، يستطيعون دون مشقة أن يتعرفوا كذبهم ويتجنبوا أثره.
كــذب المبالغــة والتهويــل؟
أما "كذابوا المبالغة والتهويل" Exaggeration فليسوا مرضى أو عُصَابيين، لكنهم نتاج تربية قامت على استثارة العواطف والمبالغة في الانفعالات.. وإذ يحفل المجال كله حولنا بكذابى المبالغة والتهويل هؤلاء، فذلك لأن التربية التي تسود منذ أمد طويل من الزمن ليست سوى تربية عاطفية تنمى في النشء روح المبالغة والسَرَف والإغراق والشطط، بعيداً عن أى نضج عاطفى يكرس الاتزان والاعتدال والتكامل وضبط النفس..
أولئك يجعلون من خمس دقائق انتظار ساعة.. ومن مشاهدة طائرة في السماء ألف طائرة.. ومن ثمن سلعة زهيد ثمناً باهظاً..
وتنسحب هذه النقيصة الأخلاقية كثيراً على وسائط إعلامية عديدة تحيط الأخبار والوقائع بهالة من المبالغات والتهويل.. فلا نعود نصدق رواياتها، ولا نستطيع أن نتقبلها سوى بالشك والحذر والتكذيب، وقد تتحول نوعاً من الطرافة والغرابة والتنكيت..
لكن ذلك عادة لا يدفعنا للاستغراب لأننا ندرك أن العقلية التى لا تعرف الدقة، ولا تحرص على الالتزام بالواقع، لا تكون إلا عقلية انفعالية اندفاعية عاجزة عن "تصوير الحقيقة كما هى"، كما أن الأفراد المصابين "بكذب المبالغة والتهويل" هم أسرى عوامل نفسية قاصرة، تدفعهم إلى الارتماء في أحضان هذا الكذب، كالكبرياء والغرور وتعاظم المعيشة والميل الدائم للفخر الكاذب..
أولئك جميعهم كذلك خطرهم محدود لأننا سرعان ما نقف على عوراتهم النفسية ونرثى لهم..
كــذب التزييف والتضليل
لكن كذباً آخر خطير بالفعل ينتشر بين الناس.. لعله أخطر الكذب كه على الإطلاق، ألا وهو "كذب التزييف والتضليل" Falsification.
الأصل في "كذب التزييف والتضليل" هو الخوف، وانهيار الأمان، وسقوط الشجاعة الأدبية.. فالتربية التي تقوم على الترهيب والتخويف تخلق في الناس جحافل من المنافقين والمرائين، وأهل الزيف والغش والبهتان..
فالكذابون دائماً خوافون من المصير ومن المآل.. يدخلون في خشيتهم العقاب إلى انهيار الشجاعة وتهاوى الصراحة والإخلاد للجبن والتراجع.. لتحل محلها في كل معاملتهم مجاملات الزيف القائمة على النفاق والرياء وإسقاط الضمير، فتنقلب النميمة والاغتياب والوشاية والرذائل المذمومة كلها أساليب معتادة في السلوك والحياة..
على أن أخطر المخاطر في "كذب التزييف والتضليل" أن يمتد من الأفراد فرادى إلى مجموع الأفراد كمجتمعات.. فيصيروا جماعات لمزيفى الحقائق، وواضعى الأقنعة على الوجوه، وبائعى الضمائر في سوق المصالح، وحارقى البخور لجميع الأصنام، مما يدمر التنظيم الاجتماعى السليم، الذى تسود فيه علاقات فردية واجتماعية تقوم على الصراحة والشجاعة الأدبية، وتترسخ للناس فيها ثقتهم بأنفسهم واطمئنانهم بعضهم للبعض.
كــذب الأفاكين من أهل التبرير؟
وإلى هنا يتشكل أمامنا ذلك الكذب الأخطر إطلاقاً.. ألا وهو "كذب الأفاكين من أهل التبرير" Rationalization.. وهو وشيج الصلة "بكذب التزييف والتضليل".. فالأفاكون أرباب الكلام المعسول والمنطق المغلوط المزيف، وهم الذين سخَّروا أنفسهم لأصحاب المطامع، وعلى استعداد تام للدفاع عن مطامعهم، والتماس التبرير والحجج لأعمالهم، شريطة أن يحظوا بالأجر المطلوب منهم.. وهو لذلك "كذب التبرير والتعليل".. وهو كذب بارع يحتاج إلى "المهارة المنطقية"، و"السفسطة" اللفظية، و"الألعبانية الشقلباظية".. التي هي في جوهرها عملية نفسية احتيالية تلتمس الحجج العقلية لتعليل وتبرير أحداث وأقوال أو سلوكيات هي في حدِّ ذاتها غير قابلة للتفسير العقلى!!!
... ...
الحق أن الكذابين جميعاً أناس ضعفاء!!!
وفئات الكذابين وجماعاتهم أكثر من مجرد التقسيم السابق.. ولكن الأنماط الأربعة للكذب: "كذب التغيير أو التبديل"، و"كذب المبالغة أو التهويل"، و"كذب التزييف أو التضليل"، و"كذب التبرير أو التعليل" هي مظاهر للضعف البشرى والعجز النفسانى.. ذلك أن الإنسان القوى لا يشعر بأدنى احتياج إلى تشويه الحقائق واختلاق المعاذير واختراع الكذب.. فالكذابون سواء أكانوا مرضى نفسيين، أم حالمين واهمين، أم مرائين منافقين، أم دجالين أفاقين، هم ضحايا التربية السيئة والبيئة الفاسدة والتشكيل الاجتماعى المراوغ.
المسيــح الصــادق
كان المسيح صادقاً لأنه كان شجاعاً..
وكان شجاعاً لأنه كان مملوءاً بحق الأرض وحق السماء،
وكان الحق لديه يمنحه قوة روحه في مواجهة الخوف والأنانية والطمع والاستئثار بالحقوق..
كان صادقاً لأنه كان شجاعاً..
... ...
كان باستطاعته أن يكذب ويغش، وأن يكسب من وراء ذلك مكاسب طائلة..
لكنه بصدقة اللامتناهى وقف يدافع عن الحقيقة الساطعة دون مراء..
الكذب هو أصل كل شر..
والصدق منجى..
الخيانة كذب، والغش كذب، وانعدام الأمانة كذب، وتلفيق الفتن كذب، والإدعاء بالباطل كذب، وكل باطل كذب، والتزييف كذب، وأنصاف الحقائق كذب، ومداراة الأخبار كذب، وتبرئة المذنب كذب، وتذنيب البريء كذب، والاستمساك بالشكل على حساب الجوهر كذب، وابتلاع الحقوق كذب، والوشاية كذب، وإلصاق التهم بالباطل كذب، والتجنى على البريء كذب، وكل حِيَل الإسقاط النفسى كذب، والغدر كذب، وكل تبرير كذب، والتملق كذب، والمبالغة في المديح كذب، وكل خطية تمتد جذورها في أرض الكذب، أرض الخراب، أصل كل شر.. " فالذين يتمخضون بالإثم يلدون كذباً " (مز 7 : 14)، وها هو صوته الآتي بالنذير: "حَتَّى مَتَى تُحِبُّونَ الْبَاطِلَ وَتَبْتَغُونَ الْكَذِبَ؟" (مز 4 : 2)، "لاَ تَكْذِبُوا، وَلاَ تَغْدُرُوا أَحَدُكُمْ بِصَاحِبِهِ" (لا 9 : 12)، و"اِبْتَعِدْوا عَنْ كَلاَمِ الْكَذِبِ"(خر 23 : 7)..
لأن اللـه لا يبرر المذنب، فلا "تكونوا ملفقين للأكاذيب" (أي 13 : 4) " فَتُسِرْع أرْجُلَكُم إلى اَلْغِشُّ " (أي 31 : 5).
" وَلا تَكَلَّمُواَ كُلُّ وَاحِدٍ مَعَ صَاحِبِهِ، بِشِفَاهٍ مَلِقَةٍ " (مز 12 : 2).
بل كونوا "طَّاهِرى الْيَدَيْن وأنقياء الْقَلْبِ، الَّذِين لم تَحْمِلوا نفوسكم إِلَى الْبَاطِلِ، وَلاَ حَلَفْتُم كَذِبًا"
(مز 24: 4)، "بل صادقين فى المحبة، تنمو فى كل شئ إلى ذاك الذى هو الرأس: المسيح"
(أف 4 : 15).