المتنيح القمص "بيجول باسيلي" .. احد "عمالقة اللغة القبطية وأشهر ناطقيها" ترك ثمار وبصمات للرعية وماذا تعلم من "المقدس يوسف حبيب" وهو صغيرا ؟

رحل عن عالمنا بالأمس الاثنين، القمص "بيجول باسيلي مقار" كاهن كنيسة القديس مارمرقس الرسول بفرانكفورت بألمانيا، التابعة للكنيسة الأرثوذكسية المصرية، وهو شقيق نيافة الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي وأنصنا والأشمونين، وتاسوني أنجيل زوجة المتنيح القمص بيشوي كامل والتي توفت منذ 5 أشهر في نوفمبر من العام الماضي، وبعث قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، رسالة تعزية في نياحة باسيل، كشف خلالها أن الراحل خدم بالروح و الحق في مصر و ألمانيا و له تعب و بذل في خدمته ومحبته الفياضة في الرعاية الروحية و الكنسية و كان مثالا عميقا في محبته للكنيسة و عقيدتها و طقوسها و لغتها.

 

وقالت كنيسة العذراء مريم ارض الجولف، أن المتنيح القمص "بيجول باسيلي" يعتبر من أوائل الكهنة الذين خدموا بالكنيسة وله ثمار مباركة وبصمات واضحة يجنيها حتي الآن شعب الكنيسة.

 

وكشف الباحث إسحاق الباجوشى، إن القمص بيجول باسيلى كان علم من أعلام اللغة القبطية ومتحدثيها، وانه شقيق الأنبا ديمتريوس أسقف ملوى، وهو مناضل في تاريخ الكنيسة، وله عدة كتب في  مكتبة الإسكندرية، منها هل "رحب الأقباط بالفتح العربي"؟ وعدة كتب في اللغة القبطية وانه له دراسات كثيرة حولها.

 

وفي تصريحات خاصة لفضائية "مي سات"، قال الراحل انه من مواليد فبراير عام 1935، بمدينة رفح العريش، كان والده يعمل ناظر محطة بهيئة السكة الحديد، وهو السادس بين 11 أخ، ولفت إلى أن أسرته كانت ميسورة الحال."

 

وتابع :" والدي تربى في كنف أسرة مسيحية، والده جدي كان كاهنا بإحدى كنائس أسيوط الواقعة في قرية صغيرة تسمى الجنادلة، فنشأ والدي على التربية الكنسية السلمية وحب الكنيسة والانتماء لها، حيث من المهم أن ينتمي كل إنسان لكنيسته ويولي لها اهتماما كبيرا." 

 

ولفت :" دور الأسرة في تنشئته أبناءهم عامل أساسي يعكس كيف سيعيش أبناءهم في المستقبل، فأن كانت التنشئة سليمة  سيعيش الأبناء بكيفية صحيحة ويكونوا ناجحين ومحبين للرب، وطالما كانت أسرتي مرتبطة بالكنيسة ارتباطا قويا، حيث يرث الأبناء عن الآباء كل شيء، وأنا تربيت في كنف أسرة تحب الله وتمارس الطقوس الكنسية فكان لهذا أثرا كبيرا في محبتي للغة القبطية ومحاولة معرفتها." 

 

موضحا :" في صغري كنت دايما بسال نفسي يعني إيه "أقباط"؟ .. ويعني إيه لغة قبطية ؟ .. وكانت "جمعية المحبة" يد العون لي للإجابة على هذه الأسئلة حيث أرسلت لنا آنذاك مجالات تتضمن معلومات عن التاريخ والتراث القبطي، فكان والدي يقرا علينا هذه المعلومات فأدركت أن جدودنا أقباط وأننا لنا لغة قبطية." 

 

وواصل :" ده خلاني عاوز أتعلم واعرف اكتر عن اللغة القبطية، وفي مدارس الأحد علمونا شوية كلمات قبطي، حتى انتقلت مع أسرتي إلى محافظة الإسكندرية وكنت وقتها في المرحلة الابتدائية، بعدها أصبحت من أبناء كنيسة العذراء محرم بك، وهناك تتلمذت على يد "المقدس يوسف حبيب"، وكان الرجل بارعا في دراسة اللغة القبطية والإلحان ... كان واخد الموضوع جد يعمل لنا امتحانات ويدينا جوايز رغم إننا كنا لسة صغار." 

 

وبعث برسالة للشعب قائلا :" مرحلة الطفولة هي مرحلة تسجيل الأطفال لكل شيء وكذا بناء الشخصية، فكل ما يسجلونه في طفولتهم لا يمحى من ذاكرتهم بعد ذلك، لذلك احرصوا على غرس حب الله وكل ما هو جميل فيهم خلال هذه المرحلة." 

 

ونعت مطرانية ملوي وأنصنا والأشمونين للأقباط الأُرثوذكس، المتنيح في بيان جاء فيه : وَلَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ".(لو ١ : ٢٣) ..انضم إلي الأربعة وعشرون قسيساً اليوم قدس الأب الموقر القمص بيجول باسيلي مقار كاهن كنيسة مارمرقس الرسول بفرانكفورت بألمانيا.

 

مجمع كهنة إيبارشية ملوي وأنصنا والأشمونين ورهبان دير آفافيني وراهبات دير البتول والشمامسة والمكرسين والمكرسات والخدام والخادمات وكل شعب الإيبارشية يطلبون تعزيات الروح القدس من فم أبينا الأنبا ديمتريوس في نياحة شقيق نيافته أبينا المحبوب القمص بيجول باسيلي. نياحاً لروحه الطاهرة وتعزيات السماء لكل أفراد الأسرة ولشعبه وكل مُحبيه بصلوات سيدنا أنبا ديمتريوس

 

وسط أفراح القيامة، نزف إلى الوطن السماوي النفس البارة التي لأبينا القمص بيجول باسيلي ... الأب الجليل الحنون، الذي خدم بأمانة وأستحق أن يسمع الصوت الفرِح القائل: نعماً أيها العبد الصالح والأمين .. كنت أميناً على القليل فأقيمك على الكثير .. أدخل إلى فرح سيدك ... أذكرنا يا أبي في صلواتك أمام عرش النعمة، لكيما يعيننا المسيح الإله كما أعانك .. نياحة القمص بيجول باسيلي كاهن كنيسة القديس مار مرقس بفرانكفورت بألمانيا وشقيق كل من نيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي والقمص كيرلس باسيلي بفلوريدا، وتاسوني أنجيل زوجة المتنيح القمص بيشوي كامل، والراهبة يوستينا أبو سيفين والراهبة أغابي أبو سيفين والدكتور فايز باسيلي، والمهندس فيكتور باسيلي، والمهندس ماهر باسيلي بالإسكندرية.

 

ويتقدم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وقناة مي سات رئيسَا ومديرين وعاملين بالعزاء طالبين من الله نياحًا لروحه الطاهرة وتعزيات السماء لأسرته ومحبيه، ولنيافة الحبر الجليل الأنبا ديمتريوس أسقف ملوي.