كتبت – أماني موسى
قال الكاتب أحمد العسيلي، أن مسألة العدل والحقانية لها تأثير كبير على نفسية الشخص، ولا يوجد فرق كبير بين الهروب من واقعك في التفاهة أو الفلسفة، والهروب من الواقع في أمور تافهة هو أمر معروف لدى الجميع وجميعنا يمارسه، وهناك البعض الآخر يهرب من الواقع إلى الفلسفة، فحين يمر بحدث صعب أو كبير يهرب منه لفلسفة الحدث نفسه، وتيجي تنزل الشارع فتجد فارق كبير بين الواقع والفسلفة فتشعر بالصدمة.
وأضاف عسيلي في فيديو بثه عبر قناته باليوتيوب، البعض يمارس الهروب من واقعه في الانعزال، وهذه حيلة قد تضر بالبعض ولكن تفيد البعض الآخر حسب الوعي بالأمر وكيفية تنفيذه دون إيذاء، وهناك هروب قد يحدث نتيجة الاختلاف مع الآباء والأمهات، فبعض الآباء يرون أبناءهم أنهم غرباء في الطباع والتصرفات، والواقع أنهم بالفعل غرباء لاختلاف الأجيال، والفكر والطريقة، ولكن بعض الأبناء يشعرون بضيق أو اضطراب نفسي أو عدم ثقة بالنفس وقدراتها، مشددًا: هذا الأمر قد يصيبك بعدة أمراض نفسية تقعد تعالج فيها يجي 20 سنة كدة، لكن وعيك بالأمر من بدايته وأن الجيل اللي فوق ميبقاش فاهمك، دة أمر مش خطير لكنه طبيعي وهناك طرق للتعامل والتكيف والفهم، دون تأثر سلبي ومشاعر سلبية وسوء للعلاقات مع والدك.
وتابع، مجرد وعيك وأنك تعرف ستحل المشكلة، لأنك ستنظر للأمر بعين مختلفة، فستجد أن المشكلة بدأت تتصلح وتتحسن، مشددًا: أن العلاقات السيئة بين بعض الشباب وأهاليهم تكون بسبب عدم وعي كل طرف بالآخر، وكلاً منهم يقوم بوضع مشاعر وأفعال سيئة لدى الآخر، ولكن بعد أن تكون في حالة وعي لتصرفات والدك مع قدر من التعاطف، وشوية حب ستجد أن الأمر ليس بهذا السوء.
وأوضح عسيلي أن ممارسة فعل الحب قد تنقذ الكثير من العلاقات، والمقصود هنا ليس التعبير عن الحب بالكلام، فهو سهل والكثير من الناس تمارس الحب فقط بالكلام، ولكن فعل الحب وقت الأزمات قد ينقذ العلاقات خاصة العلاقات المهمة مثل علاقة الأب بابنه، وعلاقة الأزواج وغيرها من العلاقات الهامة بالحياة.
وأردف، دون الوعي لن تتمكن من إنقاذ العلاقات التي بها سوء فهم أو مشكلات، فالوعي مع التعاطف يجعلك تفهم الطرف الآخر وتقدر ردة فعله، لتجد بعدها أن حب سيتولد منك للطرف الآخر، ثم الشعور بالسلام، وتضع من هذا التعاطف والحب والسلام المأخوذ من الله لتضعه في هذه العلاقات لتنجح وتستمر.
وشدد أخد من الله وأضع في العلاقة، أخذ من الله حب وسلام، وأضع في هذه العلاقة ليتم علاجها وترميمها، "خذ من الله وضع في علاقاتك المضطربة واتفرج على السحر الإلهي".
