كتب – نعيم يوسف
تحتفل مصر اليوم السبت، بعيد تحرير سيناء، الذي يوافق 25 أبريل، وهو ذكرى تحرير آخر جزء من سيناء، وهو شريط طابا، الذي خاضت مصر مفاوضات صعبة وشديدة مع الاحتلال الإسرائيلي لاستعادته مرة أخرى، وكان هناك كتيبة من الجنود المجهولين في هذه المفاوضات، من بينهم الدكتور يونان لبيب رزق.
في 27 أكتوبر، عام 1933، وفي منزل جده "رزق بك إبراهيم"، الذي كان يعمل مأمورًا لقسم الأزبكية، ولد الطفل يونان، ولكنه تيتم في سن صغير، عندما كان في سن السادسة، وتولت تربيته والدته، وشقيقتيه، حتى كبر وتخرج من كلية الآداب (قسم التاريخ) في جامعة عين شمس –جامعة إبراهيم باشا آنذاك- حيث كان يحب هذا المجال بشكل كبير، وحصل على "الليسانس" عام 1955.
بعد تخرجه، عمل مدرسا في محافظة الإسماعيلية، ثم محافظة القاهرة، وخلال العمل بالقاهرة واصل دراسته ليحصل بعدها على ماجستير في قسم التاريخ الحديث عام 1963، ثم حصل على الدكتوراه من جامعة عين شمس فى ١٩٦٧، والتي عمل بها مدرسا فيما بعد.
مناصب وأدوار تاريخية
على المستوى العلمي، شغل العديد من المناصب، وأشرف على العشرات من دراسات الماجستير والدكتوراة، كما عمل رئيسًا لمركز الدراسات التاريخية بالأهرام، وعضوًا بالمجلس الأعلى للثقافة والمجلس الأعلى للصحافة واتحاد المؤرخين العرب.
عاشق التاريخ الدكتور يونان، كان له إسهامًا وطنيًا كبيرًا، في العديد من القضايا الوطنية المهمة، وأبرزها مفاوضات تحرير طابا، حيث شغل عضوية هيئة الدفاع المصرى في هذه القضية عام 1988، ولعب دورا حاسما فى إعادتها لمصر من خلال الوثائق التاريخية والصور التى قدمها للجنة التحكيم، والتى حسمت بشكل قاطع ملكية مصر لهذه المنطقة فى سيناء.
دورًا آخر لعبه يونان لبيب رزق، وهو عضوية الوفد المصرى فى مؤتمر مدريد عام 1990، وعضوية الوفد المصرى فى المفاوضات مع السودان حول قضية حلايب خلال عامى 1992و1993، ليواصل دوره في الدفاع العلمي والتاريخي عن تراب مصر من شرقها إلى جنوبها.
ميراث تاريخي كبير
الدكتور يونان الذي لقبه البعض بـ"جبرتي العصر الحديث"، نظرا لعشقه الكبير للتاريخ، صدر له أكثر من 40 كتابًا، ومنها: "الأحزاب المصرية قبل الثورة"، و"مصر والحرب العالمية الثانية"، و"الحياة الحزبية في مصر في عهد الاحتلال البريطاني"، و"الوفد والكتاب الأسود"، و"مذكرات فخري عبدالنور"، و"طابا قضية العمر"، و"قراءات تاريخية على هامش حرب الخليج" و"مذكرات فخرى عبدالنور" و"مذكرات عبدالرحمن فهمى" و"ديوان الحياة المعاصرة"، و"ديوان الحياة المعاصرة"، وحصل على جائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة وجائزة مؤسسة الفكر العربى وجائزة الحركة الثقافية اللبنانية، وجائزة مبارك فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة.
وفاة بعد رحلة طويلة مع التاريخ
بعد تاريخ طويل من الغوص في بحور التاريخ، وتقديم الأدوار الوطنية البارزة، رحل في 15 يناير عام 2008، بعد صراع طويل مع المرض، لتفقد ذاكرة مصر واحدًا من أشهر مؤرخيها، وشيعت الجنازة من كنيسة العذراء بمدينة نصر.