كتبت – أماني موسى
قال الكاتب أحمد العسيلي، أن الشخص لكي يكبر وينضج يحتاج لمراقبة لنفسه، ولكي تنضج لا بد أن تراقب نفسك، وأفعالك وكذا أفكارك، وتكررها لكي تدخل هذه الأفكار والسلوكيات إلى سلسلة منظومتك القيمية.
وأضاف في فيديو بثه عبر قناته باليوتيوب، كل ما تتعلمه من سلوكيات أو أفكار لا بد أن تراقبه وتسأل نفسك: هل أنا بفتي دلوقتي؟ هل أنا بقول الحقيقة ولا بدّعي المعرفة؟ هل أنا بقول أي كلام وخلاص عشان أملا الوقت؟ هل أنا بقول الكلام يمثل قناعاتي وتجربتي بالحياة ولا بقول كلام سمعته قبل كدة؟ هل أنا اللي بتكلم ولا دة تاريخي وثقافتي؟ ولا بد أن تفعل هذا دائمًا أن تتوقف وتراقب نفسك، تبقى واخد بالك من نفسك، واعي لنفسك، شخصك، أهدافك، احتياجاتك، طموحاتك، لكي تتمكن من أن تكبر وتتعلم وتنضج وتخرج خارج حدودك الآمنة ودائرتك المقفلة.
وتابع، إذا سار الإنسان كما هو دون توقف وتأمل في حاله ونفسه سيأخذه العمر، دون أن يدري أو يعي من هو وماذا يريد، ويستمر في حياته دون أن يدري أنه على خطأ أم صواب، وليس المطلوب أن تكون خائف من التغيير والمعرفة، بل المطلوب أن تجرب وتخطأ فحتى الخطأ هو حقك في الحياة.
وأضاف عسيلي، راقب نفسك ونواياك من الكلام والأفعال لكي تدرك من أنت، وتغير ما تريد تغييره، فتسأل نفسك دائمًا: هل أنت بتتكلم عشان تغير حاجة حواليك؟ بتتكلم عشان نيتك سليمة أو نيتك شريرة تجاه آخرين؟ هل بتتكلم عشان عايز تصفيق ممن حولك أو نظرات إعجاب، هل بتتكلم عشان تظهر اختلافك وتميزك وفقًا لقاعدة خالف تُعرَف، هل بتتكلم عشان تنال قبول ورضا من حولك؟ وهكذا تنظر دائمًا لنيتك من خلف ما تتكلمه.
مستطردًا، في رحلة اكتشاف الذات وتطويرها، تجد ضرورة أن تكون نفسك، وألا تقبل أن تعيش حياة ليست حياتك، مشددًا بأن سماع فيديوهات تروج لأن تكون نفسك من خلال سماع الفيديو، فتنام وتستيقظ صباحًا لتجد نفسك وقد تغيرت واكتشفت ذاتك، وهذا بالطبع لن يحدث، بل هي رحلة تحتاج تدريب وخطوات، لكي تعرف من أنت وتحارب لأجل ما تريد أن تكونه وأن تقبل بدفع الثمن برضا وصفاء.
وشدد بأن بطولة المرء ليست بعيدة عنه كما يعتقد، بل هي قريبة جدًا منه، فمن يتدرب على ألة موسيقية جديدة أو يتدرب على هواية جديدة، أو يتعلم شيء جديد، فهو بطل، بطولتك قريبة جدًا منك فيما تجيد أن تصنعه، الأمر لا يستلزم أن تحرر القدس، فعلى الرغم من أن ليس كل الناس قادرين على أفعال كبيرة، إلا أن ليس كل البطولات أفعال كبيرة.
فالبطولة لكل شخص وفق ظروفه وليست بالضرورة أمور كبيرة، فمن يمتنع مثلا عن التدخين وسط أصحاب مدخنين فهو بطل، ومن تمتنع عن الانضمام لرفقاء سوء فهي بطلة، من يعمل على فقدان وزنه والتخلص من إدمانه وعاداته وأكله العاطفي، فهو بطل حقيقي، البطولة سهلة ليست بعيدة عنك، فهذه أمور تستحق أن تفخر بنفسك، أن تقدر إنجازاتك، أن تشعر جيدًا عن نفسك، أن تقدر إنجازاتك الصغيرة المهمة والمؤثرة التي هي بالنهاية جزء من أنك تكبر وتنضج.