عرض/ سامية عياد
كل هذا الألم يا يسوع .. لست أنت بإنسان حقا يا يسوع .. أنك لملك يا يسوع ..أحسك فى داخلى .. بين ضلوعى .. تربت على قلبى المبهور الجريح فيهدأ القلب يا يسوع .. أنا منك .. يا يسوع يا حبيبى .. هكذا أخذ يردد باراباس أمام يسوع المصلوب ...
القمص جرجس توفيق فى مقاله "باراباس يبرأ" وضح لنا كيف تحول باراباس أعتى مجرم فى أورشليم الى إنسان مولود من جديد فقد برأ من كل خطاياه إذ مات يسوع من أجله ومن أجل كل الخطاة ، باراباس كان من المجرمين المحكوم عليهم بالإعدام إذ كان أعتى مجرم حقا كان يروع أورشليم يسلب البيوت ويقطع الطرق ويقتل الناس ويغتصب العذارى ويعتدى على كل ما هو مقدس كان ضخم الجثة فظ الطباع ، خشن الملبس لا يهتم بتقليم أظافره وكان يطلق شعر رأسه ولحيته حتى ليبدو كأنه وحش كاسر خرج من الجبل توا ، هذا المجرم سمعه الحارس يهمهم من داخل محبسه كأنه يناجى أحدا فيقول "أنا باراباس .. سأموت .. سأعلق على خشبة الخزى أمام كل الناس .. أمام من كان يرهبونك .. وهذا جزاء عادل يا باراباس .. إن الزمن ليكاد يوقف دقاته عند هذه اللحظات الرهيبة فى عمر الكون الواسع اللانهائى .." واستمر بارباس فى حواره مع نفسه كأنه شخص آخر .
وعندما سطع شمس اليوم التالى قال باراباس لنفسه "هذا أخر صباح أراه .. ما أجمل النور الذى يغمر كل شىء فى هذا الكون .. يا الله." كان يرتجف فالوقت اقترب لكى يأخذ ليصلب ، وفجأة كل شىء اختلف لم يصدق نفسه عندما فتح الحارس الباب وقال له "امض ..أنت حر يا باراباس " خرج متهلل الى شوارع أوشليم التى أحبها وكانت الحقيقة التى تنتظره يسوع المسيح الناصرى مكلل بالأشواك مزقت جبهته إنه يحمل صليبا عملاقا يسوقه الجلاد ويسبه بأفذع السباب ، عرف باراباس أن يسوع حمل الصليب عنه اقترب من يسوع وحاول أن يساعده وإذ بيسوع ينظر إليه أغرب نظرة .. نظر فى حب وحنان ، تراجع بارباس الى الخلف منهزما ومخذولا يسوع الملك يصلب عنه ، أحس بضألته ولجأ الى مكان هادىء بأحد الجبال يتأمل يسوع المصلوب ويهمس فى نفسه "يا الله .. أنت تولد يا باراباس .. أنت تولد.. " انطلق مسرعا مرة ثانية الى أورشليم فسمع الناس يهمسون "يسوع قام" فانطلق بأسرع ما يملك من قوة لا يعرف الى أين يجرى ـ أخذ يردد بأعلى صوته : برئت يا باراباس.. برئت .. مات من أجلى كأنه يغنى أعذب الألحان : مات من أجلى قام من أجلى ..