- "حبيب جرجس".. علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة المصرية (1876- 1951م)
- كنيسة السيدة العذراء بدوسلدورف بألمانيا وتأبين قداسة البابا شنودة الثالث
- ماذا قال قداسة البابا "شنودة الثالث" عن اللائحة القادمة لتولية البطريرك المنتظر؟
- صورة مشرفة للمجلس العسكرى
- صفحات مشرفة من تاريخ قداسة شنودة الثالث البابا رقم(117)(1971-2012م)
- عمر سليمان هل هو طوق النجاة الأخير لمصر من الإسلاميين
- "رمسيس النجار": المجلس العسكري يريد جعل الكنيسة مؤسسة اجتماعية تابعة للدولة
- عن "خيرت الشاطر" أتحدث
- طلاب المدارس يتطوعون لإزالة القمامة من شوارع "بني سويف"
- الإدرة التعليمية بالمنيا تقر تدريب للأخصائيين الاجتماعيين في أيام أعياد دينية للمسيحيين ومطالب بالغاء التدريب
"حبيب جرجس".. علامة مضيئة في تاريخ الكنيسة المصرية (1876- 1951م)
بقلم- د. ماجد عزت إسرائيل
التاريخ الكنسي القبطي يسجل لنا العديد من العلمانين- يُعرف العلماني في المفهوم الكنسي بأنه المشتغل بمهنة (حرفة ) أو العامل في الدنيا أي بعمل دنيوي (بين الناس)، ومن هذه الأعمال على سبيل المثال: الطبيب، والمهندس، والمدرس، والمحاسب، والمحامي، والــتاجر، والصانع، أو الأرخن أو العين (صاحب الأملاك ) الذي يعرف في وقتـنا الحاضر بـ "رجل الأعمال"ــ الذين تركوا علامة مضيئة في تاريخ كنيستنا القبـــطية في العـصر الحديث، نـذكر على سبيل المثال وليس الحصر: "راغب مفتاح" الذي ضحى بكل ما يملك من أجل جمع الإلحان القبطية، والدكتور "عزيز سوريال عطية" (1898-1988م) الذي أصدر الموسوعة القبطية وأسـس كرسي للـــدراسات القبطية بإحــدى الجامعات الأمريكية، والدكتور "مــراد كامل" الذي أفنى عمره في الدراسات اللغوية المـتعددة، ومن يطــــــالع تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية يجد أن هنـاك العديد ممن ساهموا في بناءها والحفاظ على أصالتها التي ميزتها بين الكنائس العالمية.
والأستاذ "حبيب جرجس" هو أحد العلامات المضيئة في تاريخ الكنيسة المصرية. وُلد "حبيب جرجس" بمدينة "القاهرة" بمنطقة "القبيصي" بـ"الظاهر" في عام 1876م من والدين تقـيين، في أسرة بسيطة مثل غالبية الأسر المصرية في ذلك الوقت، فكــان والده موظفًا بسيطًا بنظارة الداخلية (وزارة الداخـلية حاليًا) بقلم إلغاء الرقـيق (العبيد)، حيث كان يقـوم بتسجيل الرقيق بشتى أنواعه (الأســود والأبيض) الذي يحصل على حريته من سيده وقدم ما يثبت ذلك، وظل يعمـــل بهذا القلم إلى أن أصدر خديوي مصر "إسماعيل" (1863-1879 م) فرمانًا بإلغـاء قلم إلغاء الرقـيق من وزارة الداخلية، وبعدها أحيل والده "حبيب" إلى التقاعد (المعاش) إلى أن تنيح في عـام 1882م عن عمر يبلغ نحو 45 عامًا، وتولت أمه قيادة الأسرة وتربيته في خوف الله، وكان "حبيب جرجس" وقتهـا قد بلغ ما يقرب من نحو 6 سنوات.
على أية حال، تلقى "حبيب جرجس" تعليمه بالمدارس المصرية المنتشرة بحي "الظاهر" إلى أن تخرج في المدرسة الثانوية للأقباط في عام 1892م مع نهـــــاية حكم الخديوي "توفـــــيق" (1879-1892م) وبدايـــة حكم الخديوي "عباس حلمي الثاني" (1892-1914م)، ثم التحق بالكلية الإكليريكية التي افتتحها قـداسة البابا "كيرلس الخامس" البطريرك رقم (112) (1874-1927م) في نوفمبر عام 1893م، وكان من باكورة الدارسين، وتلقى تعليمه على يد القمــص "فيلوثاؤس" الذي كان ناظرًا لها، وبعد تخرجه بفترة وجيزة أصدر قداسة البابا "كـيرلس الخامس" قرارًا في عام 1918م بتعينه مديرًا للكلية الإكـليريكية (1918-1951م)، ولعب دورًا بارزًا في توجيه بعض الأراخــــنة الأقبـــاط بوقف بعض أملاكهم من (العقارات والأراضى) لصالح الكلية الإكليريكية وإنشاء العديد من الجمعيات والمدارس الوعظية بشتى أنحاء البلاد.
وفي عام 1949م قام بإعداد نظام علمي منهجي لمدارس الأحد بكنيستنا القبطية الأرثوذكيسة، معــتمدًا فيها على شباب الأقبـــاط حاملي الشهادات الجامعية، وكان من بينهم هــؤلاء الأب "متى المسكين" وقـداسة البابا "شنودة الثالث" البطريرك رقم (117) المتنيح في 17 مارس 2012م والدكــــتور "وهيب عطا جرجس"– صار فيما بعد الأنبا "غريغوريوس" أسقف البحث العلمي-، وأصبحت مدارس الأحد النبع الرئيسي لتعليم الكنيسة القيطية الأرثوذكسية ولاتـــزال حتى كتابة هذه السطور.
وتم اختياره عضوًا بالمجلس الملّي العام 1948م، ورفض "حبيب جرجس" الأسقفية عندما تم ترشيحه ليتولى خلافة مطران الجيزة والقليوبية ومركز قويسنا (فبراير1949م)، ولكنه رفض ذلك المنصب وفضل البقاء في عمله السابق ذكره.
وترك لنا "حبيب جرجس" العديد من المؤلفات، نذكر منها على سبيل المثال: "الوسائل العلمية في الإصلاحات القبطية" الذي صدر في عام 1943م، وأسرار الكنيسة السبعة، وسر التقوى، والصخرة الأرثوذكسية، وعزاء المؤمنين، واشــتهر بالوعظ والشعر وتأليف الترانيم الروحية، كما قام بإعداد كتب الدين المسيحي للمدارس المصرية في وزير المعارف "سعد زغلول" عام 1907م.
عاش "حبيب جرجس" بتولاً (بدون زواج)- البتولية لا يقصد بها دائمًا عدم الزواج لأن أهم من البتولية الجسدية (أي عـدم الزواج ) البتولية الروحيـة وهي التي تعني خــــتان القلب بالروح أي التـــــكريس للخدمة الدينية والرعاية الكنسية حتى وإن كان متزوجًا وله أولاد - وتنيـح في 21 أغسطس 1951م في عهد ملك مصر "فاروق الأول" (1936-1952م)، ودُفـن بمدافن العائلة بمنطقة "الجبل الأحمر" بـ"القاهرة" عن عمر يناهز الـ 75 عامًا، عاشها فى جهــــاد روحي وعطاء مستمر، ولــذا أصبح علامة مضيئة لكنيستنا القبطية.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :