سبت النور – درب الصليب -8-
Oliver كتبها
-ثلاثة ايام تفكر المريمات في تجهيز الحنوط و السبت يمنعهن من العمل أما رب السبت فقد نزل إلي الجحيم ليعمل.بين الذين ماتوا علي رجاء و الذين ماتوا بلا رجاء هوة عظيمة.لأن الذين رقدوا علي رجاء لا يحتاجون لكرازة فلهذا عبر و كرز للآخرين الذين ماتوا و هلكوا.عبر المسيح الهوة و كرز.
- لكى نفهم كرازة المسيح في الجحيم نبهنا الكتاب أنه في تلك اللحظات كان مماتاً في الجسد و لكن محيى في الروح. كان ثلاثة ايام حي و ميت معاً.إنفصلت روحه الإنسانية عن جسده الإنساني فهو ميت, لكن اللاهوت لم ينفصل لا عن روحه و لا عن جسده فهو حي, لذا قال المرتل: لم تترك نفسي في الهاوية و لم تدع قدوسك(أي الجسد) ير فساداً -بسبب إتحاده باللاهوت- مز16: 10 أع2: 27 .ثلاثة أيام يكرز في سجن الأرواح فيما ظن الذين علي الأرض أن المسيح مات كما يموت الجميع. 1 بط 3 : 18-19.
- حين شبه الرب موته بيونان كان يقصد الكرازة في الجحيم أيضاً.لأن يونان فى كرازته مكث ثلاثة ايام في بطن الحوت .كان يونان يسجد و يعبد .كان يونان في حكم الميت و هو حي كذلك المسيح أيضاً. و رغم أن يونان لم يكن مطيعاً في بادئ الأمر أما المسيح فقد أطاع حتي الموت فى 8:2.
-في إنجيل مارلوقا يقول :لأن إبن الإنسان جاء –يطلب- و يخلص ما قد هلك.لو19: 10.ما قد هلك تنطبق حرفياً علي الذين في الجحيم.كما أن القديس لوقا كتب الإنجيل للأمم التي كانت هالكة بلا إله أف2: 12 و تحتاج من يطلبها لكي تخلص لأنهم كيف يسمعون بلا كارز رو10: 14.المسيح طلب أي كرز للذين هلكوا بالفعل و نزلوا الجحيم. المسيح يتكلم مسبقاً عن الكرازة في الجحيم..أما مار متي فلم يذكر كلمة ( يطلب) بل قال أن إبن الإنسان جاء ليخلص ما قد هلك.لأنه كتب الإنجيل لليهود الذين تمت كرازتهم بالفعل بالأنبياء ثم بشخص المسيح ذاته.و ما تبقي لهم سوي أن يقبلوا المسيح.
- في بداية خدمته أعلن رسالته واضحة.روح الرب علي لأنه مسحني لأنادى للمسبيين بالعتق إش 61: 6 لو4: 18 فالمسيح وضع في قلبه أن يخلص الجميع لأنه مخلص العالم و لم ينس المسبيين في الأسفل. طلبهم حتى تجهزوا للصعود معه للعلاء أخرجهم من سبى إلي سبى .من سبي الجحيم إلي سبي المحبة الأبدية و تم المكتوب إذ صعد إلي العلاء سبي سبياً و أعطي الناس عطايا أف 4 : 8.
- أما لغة الكرازة في الجحيم فلا نعرفها.لكن المسيح سبق أن تكلم مع موسي الخارج من الجحيم علي جبل التجلي و كما يتكلم االله الروح مع الملائكة الأرواح هكذا بنفس القياس كرز المسيح في الجحيم بروحه للأرواح.أما و نحن في الجسد لا يمكننا أن نفهم لغة الأرواح لذلك سمح الرب لتلاميذه بالنوم حين كان يتكلم مع موسي و إيليا و لما أستيقظوا لم يسمعوا شيئاً بل شاهدوا التجلي قبل نهايته مت17: 2 . لغة كرازة فريدة من الوحيد الجنس.
- الكرازة في الجحيم سبقها تهيئة.كما أرسل الله الأنبياء للذين علي الأرض كذلك سمح لموسي النبي أن تخرج روحه من الجحيم و يقابله علي جبل التجلي و يعود للجحيم.موسى كان روح تهيئ الأرواح لمخلص الأرواح. حاملاً رسالة المسيح ليمهد لعبور المأسورين مثلما إستئمنه الله فيما سبق لعبور شعبه من أرض العبودية إلي كنعان.كذلك تمجد الإبن بموت حبيبه لعازر أربعة ايام و أستئمنه علي الإعداد لكرازة المسيح في الجحيم.كرز للأرواح عن قرب الخلاص.
- لم تكن الكرازة في الجحيم أمراً هامشياً في رسالة خلاص المسيح لأن خطة خلاصه للجميع مكتملة الأركان.الذين غابوا عن العالم الحاضر لم يغيبوا عن عينيه و لا تغاضى عن محبتهم.تمم وعده للهالكين كما يتمم وعده نحن الذين لم نكن موجودين.المسيح له المجد خلص كل الذين الذين قبلوه بكماله.