محمد حسين يونس
بفضل أجهزة التواصل الإجتماعية .. تحول هذا الكوكب لقرية صغيرة .. ما أن يحدث أمر في ركن من أركانها حتي يتم تداولة بسرعة بين السكان .
الشفافية في إعلان حالات الوفاة من الكورونا الجارية بكثافة في الولايات المتحدة الأمريكية .. و دول أوروبا .. ترعب .. سكان العالم .. و تجعل البعض يتصور الأسوأ..بأن استمرار النمط السائد للحياة .. قد قارب علي الإنتهاء بإلحاق الملايين بسجلات الضحايا ..في سيناريو رعب مثل أفلام هوليوود الشهيرة .
يصبح الوجود لدى الأفراد لحظة ليس لها مستقبل .. عليهم إغتنامها و التمتع بها .. قبل أن تلحق بهم النهاية .. فيرخص الغالي بما في ذلك الثروة و النفوذ و الأموال .. و لا يبق إلا برهه يرشف فيها صاحبها أكبر قدر من متعة التواجد و لو برحلة نيلية في مركب شراعي .. يغني فيها و يطبل و يرقص .و يأكل البصل و الفسيخ .
علي الجانب الأخر ..القياسات التي نعرفها في وقت الإستقرار من المفترض أن تبهت في زمن الوباء و حصد الأرواح .. و لا يدوم إلا الرغبة في المحافظة علي الذات .. و ضمان إستمرار النوع .. فيلجأ البشر .. للهروب لبعضهم بعض .. بالمتعة .. بغض النظر عن أن في الهروب .. مواجهة محتملة مع الخطر
ثم أن الهروب داخل الذات و التقوقع بعيدا عن الأخرين .يمثل تناقضا مع محاولة إستجلاب لحظات ممتعة بالإندماج مع الأخر .. فيحدث التردد و عدم الحسم الذى يحكم الموقف حاليا .
سقوط الأحلام .. و خطط الغد ..بعد أن تتضاءل أمام النجاة من الطوفان ..ومخالفة الجميع الذين أصبحوا أعداء .. تهرب منهم .. هروبك من عدوى المرض و الموت المنقض .. تفكك الحياة الطبيعية .. فيسود الشك في المحيطين بعد أن كانوا ملجأك... و تصبح فردا ساكنا .. بعد أن كنتما زوجا من المحبين أو أسرة أو جماعة عمل أو مجتمع .. يتحرك ...
الذعر من العدم (البانيك ) هذا لم يصل بالقدر الكافي للبشر في بلدنا ( 2700 مريض و 200 ضحية ).. فيمنعهم عن مزاولة حياتهم .. .. بقدر ما أصاب الحكومة .. فأغلقت .. و أغلقت .. و أغلقت .. و منعت .. و منعت .. ومنعت .. و أوقفت .. و أوقفت .. و أوقفت .. كل أسباب الإستمتاع .. لدى الناس ..وحبستهم في منازلهم كما لو أصبح وجودهم عبئا مطلوب التخلص منه
الغريب أن هذا المنع و الصد لم يطل إستمرار الإنجازات .. فهي (أى الحكومة ) حريصة عليها أكثر من مقاومة المرض .... و تسمح لأجل متعة الشعور بالتواجد من خلال الإنشاءات .. بكسر كل القواعد .. حتي لو ضاع نصف الحدادين .. و النجارين .. وعمال صب الخرسانة و المشرفين.. و المهندسين .. و اللوءات .. ففي النهاية بعد أن يفني الملايين لن يبق إلا .. كبارى و طرق .. و قصور ..و مدن خاوية كإنجازات لم تتأثر بالكرونا و تصبح ذكرى بأنه قد مر من هنا فلان .