د.جهاد عودة
تزايد عدد المتوفين بشكل متوال نتيجة مرض الكرورنا. بزغت المشكله الحقيقيه ،اولا، انه لا يمكن تحديد عدد المتوفين الحقيقى الاجمالى نتيجة المرض . الامر الذى اوقع سلطات الدول الاحصائيه فى معضله حقيقيه حيث لا يمكن تحيد الرقم الحقيقى من توفى من هذا الوباء. ثانيا ، الوفاه فتحت الباب على مصراعيه للاديان الابراهيميه للاختلاف الفقهى والذهبى حول طريقة الدفن فى حالة الوباء المستمر، ثالثا، انها فتحت الباب اكثر على حقيقه الصراع السياسى والاجتماعى فى بلدان العالم الثالث وخاصه الاسلاميه واليهوديه منها، رابعا ، ظهر واضحا وجليا فى بلدان العالم الثالث او العماله الاجنبيه المتسربه لاوربا وامريكا ان الكثير من المدفونين لن يتم الاجراء الصحى المناسب للدفن حيث ان وباء متغير جينيا وبسرعه ، هذا فضلا عن ان هناك الكثير من المتوفين مجهولو الهويه او لا يمكن اليقين بظروف الوفاه.
المشكله المفهوميه الاعمق انه من الصعب استيراد مفهوم اللوجستيات للمساعده فى تنظيم الماده المجمعه واقتراح الحلول لتصريف الجثث بطريقه آمنة. اولا، (اللوجستية (بالإنجليزية: Logistics)، أو ما يعرف بالعربية فَنُّ السَّوْقِيَّات :هو فن وعلم إدارة تدفق البضائع والطاقة والمعلومات والموارد الأخرى كمنتجات الخدمات وحتى البشر من منطقة الإنتاج إلى منطقة الاستهلاك. ومن الصعب أو حتى من المستحيل إنجاز أي تجارة عالمية أو عملية استيراد/تصدير عالمية أو عملية نقل للمواد الأولية أو المنتجات وتصنيعها دون دعم لوجستي احترافي. وتتضمن اللوجستيات: تجميع المعلومات، النقل، الجرد، التخزين، المعالجة المادية والتغليف . ثانيا، يظهر بشكل واضح ان هذا التعريف الاولى والاطارى من الصعب ان يتوافق مع حاله الوباء . ثالثا، الامر الذى يتطلب من المحلل تعديل هذا المفهوم العقلانى النفعى القائم على مبدأ الاكثر ربحا وخساره ليصير مفهوما انسانيا واجتماعيا فى العموم وليس محكوما بقوانين السوق واداره الاعمال. رابعا، ومقترح هنا ان نفهم الوفاه والدفن فى الوباء ليس كفعل مقصود ولكن كفعل يجبر الانسان عليه وبالتالى لابد من عمل مدافن جماعيه بأشكال مختلفه خاصه ويوضع لها شاهد على حدث الكورونا والامر شبيه بمدافن الحرب العالميه وهى موجوده فى بلدان اوربيه عده. خامسا، فى الدول الحديثه هناك بنيه تحتيه للوفيات تخضع للمنطق اللوجستى العام وغير المعدل وليس كما هو الامر بالنسبه للعام الثالث حيث تتناثر المدافن من غير قيد او شرط غير القيود المرتبطه بالصحه العامه والامن العام.
أكبر مشكله في مدن مثل لندن ونيويورك وغيرها من الأماكن الصغيرة هى تصاعد عدد المتوفين بشكل سريع . ولم تجد السلطات المحليه من بد الا تخزين الجثث فى شاحنات ضخمه حتى يتم نقلها لمكانها الاخير. وصارت هذه الاماكن تعانى من اشكاليات صناعة المدفن وشروطه الخاصه الصحيه واشكاليات الجنازه والعدد الملائم للحضور واشكاليات الرغبات التفضيليه فى الوصيه حيث صارت هناك قواعد لا يمكن تجاوزها. هذا ولا يجب ان ننسى أبدًا أن جثث COVID-19 تتصاعد لأن البشر فشلوا في توقع ما تفعله الفيروسات الجديدة بشكل دائم تقريبًا - وبقدرتها على تخلق جثث متوال، وللاسف وكأنها مسأله تصنعيه.
وكانت عملية الجنازة أكثر تعقيدًا بالنسبة لمسلمي نيويورك، الذين يشكلون حوالي ثلاثة في المائة من السكان عبر أحياء المدينة الخمسة ، من حيث صعوبه سلسلة الممارسات الدينية اللازمه للدفن. قال الإمام خالد لطيف ، المدير التنفيذي للمركز الإسلامي في جامعة نيويورك (NYU) ، عن الشعور العام في المدينة: "إنه أمر ساحق بسبب المرض وعدد الوفيات" . ان الكثير من الناس يتواصلون قائلين ،" لا يمكننا التواصل مع أي شخص ، والأماكن التي نتصل بها ، يخبروننا أنه سيكون قبل أيام من حدوث أي شيء ".وهذا مشكله كبيره بالنسبه للمجتمع المسلم . حيث ان كل الاجراءات لابد وان تكون سريعه طبقا للعقيده الاسلاميه. وقال لطيف إن الأسر أثارت مخاوف بشأن تكلفة الدفن. وقال لطيف إن خدمة الجنازة الإسلامية في مدينة نيويورك ستكلف عادة حوالي 2000 دولار ، بما في ذلك قطعة أرض للدفن ، ولكن هذه الأيام ، قال بعض أفراد الجالية المسلمة إنهم يتقاضون حوالي 10 آلاف دولار. وقال "في الإسلام ، تعتبر طقوس الجنازة واجبا جماعيا". "هنا ، لدينا مسؤولية لضمان أن الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمل تكاليفها لابد من مساعدتهم". "ولكن فى ضوء ارتفاع التكايف والتى من المنتظر ان ترتفع اكثر من العمل".
هذا وتوضع عبوات الخبز على طاولة مع صندوق من التفاح ليأخذه المارة خارج مسجد التقوى المغلق في حي بروكلين بنيويورك بعد إغلاق المسجد بسبب COVID- 19 . ساعد لطيف في إنشاء حملة لجمع التبرعات عبر الإنترنت جمعت ما يقرب من 195000 دولار هذا الشهر لدعم خدمات الجنازة الإسلامية في نيويورك ، وهي مجموعة مقرها بروكلين تعرف أيضًا باسم مشروع الجنازة. سيتم صرف الأموال إلى دور الجنازة لتعزيز خدماتها - بما في ذلك شراء المركبات والشاحنات المبردة لنقل وتخزين الجثث عندما تكون المستشفيات غير قادره ، ومعدات الحماية الشخصية للعمال. وقال لطيف إن الضغط المالي لا يجب أن يكون سببا لعدم حصول الناس على فرصة لتذكر أحبائهم بشكل صحيح ، لذا فإن الأسر المحتاجة ستتلقى مباشرة بعض الأموال لتغطية تكاليف الجنازة.
تنتشر المخاوف المالية بشكل خاص بين الأشخاص العاملين في الصناعات التي تواجه الجمهور - مثل سائقي سيارات الأجرة أو سائق أوبر أو موظفي المطاعم أو عمال البناء - الذين تضرروا خلال الوباء فى نيويورك . قال أحمد محمد ، مدير التقاضي في مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية في نيويورك (CAIR-NY) ، إن مسلمي نيويورك يشكلون نسبة عالية من هؤلاء العمال في المدينة. قال محمد "خاصة بالنسبة للمجتمعات المهاجرة ، العمل عن بعد والعمل من المنزل ليس ممكنا. أن تكون محصورا في منزلك يعني أنك لا تملك وظيفة وليس لديك أجر". وقال إن العديد من الممارسات الإسلامية التقليدية قد انقلبت خلال أزمة COVID-19 : لا يمكن أن تكون العائلات مع أحد أحبائها المرضى لأن المرض معدي للغاية ولدى معظم المستشفيات قواعد صارمة للزيارات ، كما تم تقييد التجمعات العامة أيضًا. تأتي التحديات أيضًا فيما يستعد المسلمون في جميع أنحاء العالم لبدء شهر رمضان المبارك. في ولاية نيويورك ، تم تصنيف دور الجنازات والمقابر على أنها خدمات أساسية ، لكن الحكومة حثتها على تجنب التجمعات الشخصية. وقالت الولايه في رسالة إلى مديري الجنازات في 10 أبريل: "إذا كان من الضروري إجراء خدمات شخصية ، فيجب أن يقتصر التجمع على العائلة المباشرة فقط ، مع وجود أقل عدد ممكن من الأشخاص جسديًا قدر الإمكان". ونتيجة لذلك ، كان على المجتمع المسلم - مثل الجماعات الدينية الأخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة - التكيف مع توصيات الصحة العامة المصممة للحد من الانتشار المحتمل للفيروس التاجي. أغلقت المساجد أبوابها ، بالإضافة إلى ممارسات أخرى ، مثل خطبة (الخطبة قبل صلاة الجمعة) - تجري بدلًا من ذلك عبر الإنترنت. وتقوم بعض العائلات بجنازات مباشرة. قال لطيف ، على سبيل المثال ، "سوف يقوم الفرد بشكل أساسي بالضغط على أيديهم على الأوساخ أو الأرض النظيفة ، ثم وضع أيديهم على أجزاء مختلفة من جسم المتوفى كعملية تطهير بدلًا من الغسيل". هذه العملية تعرف باسم التيمم.
أفادت وكالة «فرانس برس»، بأن مدينة غواياكيل العاصمة الاقتصادية للإكوادور تدفع ثمن إخفاق البلاد بإدارة أزمة فيروس كورونا لتصبح واحدة من أكثر المدن تضررًا من الوباء بأمريكا اللاتينية. حيث أن مئات الجثث تركت لعدة أيام في المنازل والشوارع ملفوفة بالبلاستيك الأسود وعجزت مكاتب الدفن عن دفنها. وانهار القطاع الصحي الذي يفتقر إلى الأموال والموظفين. وانتشرت رائحة الموت حول المستشفيات وكما اصطفت طوابير من السيارات أمام المقابر محملة بتوابيت من الورق المقوى. وأعلن مسؤول أن قوة خاصة مكونة من الشرطة وعناصر من الجيش، قامت بسحب نحو 800 جثة من منازل في غواياكيل ويضاف إليها 631 جثة من المستشفيات والتي غصت مشارحها بالموتى. وتتنبأ سلطات الإكوادور التي يبلغ عدد سكانها 17،5 مليون نسمة أن يبلغ عدد الوفيات 3500 حالة بسبب فيروس كورونا. وكانت الإكوادور سجلت أول إصابة بكورونا في منطقة ميناء غواياكيل المطل على ساحل المحيط الهادئ، وتعود لسيدة مسنة عادت من إسبانيا. وقال عالم الأوبئة في جامعة اكوينوكسيال التقنية في كيتو، دانييل سيمانكاس، إن الإكوادور «استجابت بشكل متأخر» مشيرا إلى أن ذلك التأخير أدى " إلى عواقب وخيمة كالتي شاهدناها». وقال: «اعتذرت السلطات نفسها عن الافتقار إلى خطط في إدارة الدفن والتزود بالمواد الطبية، كما حدث تأخير في شراء اختبارات الفحص وترافق مع ضعف في وضع خطة مراقبة وبائية».
ورغم انتشار الجنود في الشوارع وحظر التجول لمدة 15 ساعة باليوم الذي فرضته الحكومة، إلا أن نحو 3300 شخص انتهكوا الحظر ولم يقم الباعه الجائلون في الشوارع من دون ارتداء أقنعة، واصطفت الطوابير أمام المتاجر من دون احترام المسافة الموصى بها. وكانت حكومة الرئيس لينين مورينو والسلطات المحلية التي وجهت لهم انتقادات شديدة، اعترفت بوجود خلل فادح وبخطأ من «الجميع».