عرض/ سامية عياد
"يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون" هكذا صلى الرب يسوع لأجل الذين صلبوه وأهانوه وجلدوه ليعلمنا سلوك التسامح والمغفرة الذى نحتاج إليه ونحن فى وسط هذا العالم الذى يسوده التعصب والكراهية ..
نيافة الأنبا تكلا أسقف دشنا فى مقاله "حاجتنا الى التسامح والمغفرة" وضح لنا ضرورة اقتناء فضيلة التسامح والمغفرة ونحن فى أسبوع الآلام ، العنف والكراهية لا تقف إلا بالمحبة والحكمة والتسامح إذ قال الرب ".. من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا.." ، والتسامح دليل المحبة التى تصبر على كل شىء وتحتمل كل شىء وتبذل من أجل الآخرين ، والتسامح لا يعنى عدم العتاب أو التغاضى عن الحقوق فالسيد المسيح له المجد عاتب من لطمه والقديس بولس الرسول أصر على اعتذار الرومان له ورفع دعواه الى قيصر.
التسامح فضيلة بها نمو فليس مرة أو مرتين نسامح بل عدد غير محدود ، وكم مرة أخطأنا الى الله وسامحنا وستر خطايانا وغفرها عندما رجعنا إليه ، التسامح له صفات فهو نابع من القلب فلا نعود نذكر الإساءة مرة أخرى ، هو عن كل الأخطاء لا عن بعضها ، لكل الناس لا الأقارب والأحباب فقط ، والتسامح فضيلة نقتنيها من خلال عدة خطوات هى عدم رد الإساءة بأخرى ، الصلاة من أجل من يسىء إلينا مثلما فعل الرب يسوع ، نكون قدوة لأبنائنا ونعلمهم كيف يسامحون ويحترمون من يختلفون معهم ، التواضع يجعل الإنسان يحتمل وبالتالى يسامح بسهولة .
يا من صليت من أجل الذين صلبوك وجلدوك وأهانوك وأنت ملك الملوك و رب الأرباب ، يا من تغفر لنا ذنوبنا وتمنحنا فرص التوبة علمنا أن نسامح نحن أيضا لمن يسىء إلينا ..