كتب – محرر الاقباط متحدون ر.ص
بعث البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس رسالة إلى الرعية بمناسبة عيد الفصح.
وقال البابا في رسالته التي نشرها المكتب الإعلامي للكنيسة :" شهوة اشتهيت أن أكل هذا الفصح معكم قبل أن أتألم لأني أقول لكم: أنى لا أكل منه بعد حتى يكمل في ملكوت الله" (لوقا 15-16: 22) اخوانى الأعزاء وأبنائي في الرب يعيش اليوم عدد ليس بقليل من الشعوب مأساة الواقع الذي يمر به عالمنا الآن والمتمثل في الوباء وذلك "بصمت" و"بسكون" أو في أسوأ الأحوال "كغياب " لله.
ولكن بالنسبة لنا كمسيحيون أرثوذكس فان الله ليس عبارة عن فكرة عامة مجردة وغير مرئية، ليس عبارة عن إرضاء للتوجه الغريزى للتدين، أن الله اله ابائنا المثلث في الأقانيم هو علاقة، هو تواصل، هو اله شخصي. ان حقيقتنا التى نحياها في هذه الليلة وتشد على يدنا بقوة وتعبر بنا من الموت إلى الحياة قد إقامتنا ! أن الفصح بالنسبة لنا نحن المسيحيون يعنى العبور من القبر إلى النصر. وهو حدث فريد من نوعه وتجربة غير قابلة للتفاوض وهو ليس فقط تجربة في هذه الفترة العصيبة ولكن تجربة لحياتنا كلها. هو العظة الأزلية للكنيسة.
لأجل ذلك فان عيد الفصح يقف صامدا أمام الظروف والمؤثرات الخارجية بمختلف مسمياتها على مر الزمان من: الاستشهاد أو الحياة في المُغر أو نفى أو سجون أو اضطهاد وأزمات عالمية كما هي في الوقت الحاضر.
ليس هناك أي قوة تستطيع ان تطيح بالهيئة الفصحية للكنيسة مهما كان المستقبل لا يمكن اختراقه. نعم فعندما تشتد الظروف الخارجية صعوبة وقسوة عندها يسود الصمت والسكون أو غياب الله كما يرى البعض. لكن عندها نلجأ إلى التواصل وجها إلى وجه في علاقة شخصية معه. حيث نستجيب للرغبة القوية بان يتناول معنا الفصح في هذه السنة ايضا كما يقوم به على مدى قرون عديدة بلا انقطاع.
ان الله في هذه الظروف الصعبة يتكلم معنا كلام واضح ويحيطنا بنعمة العودة اليه، ويسمح لنا بان نبحث عنه بشوق الهى صريح. لعل استجابتنا إلى صوت الله الجهور هي مسئوليتنا بان نكون أو لا نكون احرار ومن غير اجبار تحت ستره. أن ستر الله ليس رخاء دنيوى بل هو صليب وقيامة أيضا. أن ستر الله ليس وعد برخاء مادى بل هو عبارة عن مسيرة شاقة إلى الجلجثة كمعينا لنا بصلوات والدة الاله وجميع القديسين في توجهنا إلى ملكوت السماوات.
ابنائى الأعزاء.
اننا في هذا الفصح ربما نعيش بشكل أوضح رغبة الرب بان يأكل معنا. فاليوم تتراجع الاهتمامات الدنيوية أمام الظهور والانتشار الجائح لهذا الجرثوم الخبيث، ولكن يبقى الوقت والفرص متاحة من اجل أن نتواصل معه. "لان ها ملكوت الله داخلنا" (لوقا 21:17 ). سوف تدق الاجراس والاهم من ذلك هو تأهبنا في العودة إلى الله والتوبة والامل الفصحى على لقاء كل شخص منا وجه الاخر، وعلى المنى ان نتواجد كلنا سويا داخل أو خارج كنائسنا. فالجميع يتشوق لتناول جسد ودم الرب يسوع المسيح.
أن بطريركم من على الكرسى الرسولى للقديس مرقس الإنجيلي يصلى من أجلكم جميعا حاملا صليبه، متألما ومجاهدا معكم انتم ابنائى الأعزاء، ومحافظا على الرجاء بالرب يسوع المسيح انه بقيامته سوف يأتى النور وينتصر على ظلمة هذا الوباء.
بهذه المشاعر أقبلكم وأبارككم وأسامحكم، متضرعا لرحمة الله عليكم وبركة الأب والابن والروح القدس.
المسيح قــــــــــام أبنائي الأعزاء
"ولكن ثقوا: أنا قد غلبت العالم"
