د. وسيم السيسي: كلوت بك أسس القصر العيني ولهذا السبب قدس المصري القديم القطط واعتبرها مبعوث العناية الإلهية

 

قال د. وسيم السيسي، أستاذ الجراحة والباحث في علم المصريات، أن العالم واجه العديد من الأوبئة، وأخر وباء في مصر كان وباء الكوليرا عام 1947 ، وقبل هذا العام، الكوليرا زارت مصر 3 مرات، وكان المرض ينتقل للمصريين عبر الأجانب، فانتقل إلينا من الإنجليز أثناء احتلالهم لمصر، في عام 1883 عبر قبطان هندي.

 

وأضاف في لقاءه ببرنامج "الستات ميعرفوش يكدبوا" المقدم عبر شاشة cbc، وفي عام 1902 جاءت الكوليرا لمصر للمرة الثانية عن طريق معسكر إنجليزي في التل الكبير، وثالث وآخر مرة ظهرت الكوليرا في مصر كان عام 1947 وانتقل من جنود إنجليز إلى مصريين وكان وباء شديد في ذلك الوقت، لدرجة أن علي بك الجارم وهو أحد الشعراء المشهورين في ذلك الوقت كتب قصيدة شعرية عن هذا الوباء وكان فيروس الكوليرا يشبه حرف الواو فقال "لست كالواو أنت كالمنجل الحصاد إن أحسنوا لك التشبيه يا ثقيل الظلال أذيت بالمال وبالنفس فالرحيل الرحيل، رب طفل تركته أمه من غير ثدي يضرب الأرض ضجة وعويلا، وفتاة طرقتها ليلة العرس وقبل الحليل أنت الحليلا".

 

وتابع، زار وباء الطاعون مصر أيضًا، لكن نصيب مصر من الأوبئة كان قليل على مدار التاريخ، مقارنة بالدول الأخرى، والسر في هذا يرجع إلى ما قاله هيروديت عن المصريين منذ آلاف السنين "عجبت للمصريين يتناولون طعامهم بالخارج ويقضون حاجاتهم بالداخل، وذلك لأن مصر كانت البلد الوحيدة الموجود بها صرف صحي، فكيف يمرضون ودائمًا في طعامهم البصل والثوم والليمون".

 

وأشار السيسي إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية عملت قائمة بأطعمة منذ خمس سنوات أسمتها "الأطعمة السوبر"، وهي أطعمة تمنع الإصابة بالسرطان، ومن أوائل هذه الأطعمة البصل والثوم والليمون.

 

وفي العصور ما بعد الميلاد يقول المقريزي، "سلمت مصر من الحر والبرد، طاب هواؤها وخف بردها وضعف حرها وسلم أهلها من صواعق تهامى جري باليمن دمامل الجزيرة طواعين الشام"، ويفسر ذلك بالنظافة حينما قال هيرودوت "قيود النظافة في مصر شديدة جدًا، فالمرأة تستحم مرتين ورجال الدين يأخذون حمام قبل كل صلاة ولكن يبدو أن مناصبهم الرفيعة تعوضهم عن هذا العناء".

 

وحذر السيسي من الإفراط في تناول المضادات الحيوية مع الأدوار المرضية البسيطة، إذ أن الإكثار منها يؤدي إلى تثبيط مناعة الجسم، ومن ثم عدم القدرة على مواجهة أي أمراض، ودول مثل الولايات المتحدة وغيرها معقمة أي مرض اجري للدكتور، هنا بنقاوم الأمراض وأطفالنا يلعبون بالشارع أو الحقل فيكتسبون مناعة طبيعية عالية، لأننا مش معقمين زي هناك.

 

بالإضافة إلى أن الكثير من الأطعمة المصرية ترفع عمل جهاز المناعة مثل الفول والطعمية والثوم التي ترفع من عمل جهاز المناعة إلى حد كبير.

 

كلوت بك أسس لفكرة الحجر الصحي وكلية طب القصر العيني

وأوضح السيسي دور محمد علي في النهضة بالطب المصري، والذي أنشأ في عهده أول مستشفى مصرية، وفي عهده أستحضر كلوت بك وهو أول من عمل فكرة العزل أو الحجر الصحي، وأنشأ القصر العيني، وفي كلية طب القصر العيني يوجد تمثال لكلوت بك.

 

لا يمكن لمهنة الطب تتقدم في أي بلد الا إذا وضعنا حاجز بين يد الطبيب وجيب المريض

وتابع، محمد علي كان يطبق ما كانت تطبقه مصر القديمة قبل الميلاد، وكان الطبيب يأخذ مرتب ولا يأخذ مقابل من المريض، وهذا ما قاله برنارد شو في إنجلترا "لا يمكن لمهنة الطب تتقدم في أي بلد الا إذا وضعنا حاجز بين يد الطبيب وجيب المريض"، مؤكدًا أن الطبيب المصري القديم كان يسير بهذا النهج.

 

وأكد السيسي على أن المصريين أول من أسسوا لعلم الطب، ومنهم طب الأسنان، حيث وجدنا العديد من البرديات التي تتحدث عن طب وعمليات الأسنان وجراحات المخ، التي كانت من أول جراحات المخ بالعالم، قبل 4 آلاف عام.

 

وكان في مصر القديمة قسم في الطب يسمى تخصص في الأمراض المجهولة الهوية، وكانوا يقومون بعمل جراحات عملية المياه البيضاء على العين.

 

وأكد السيسى على أن المصري القديم قدس القطط واعتبرها مبعوثة العناية الإلهية، حيثما كثرت يختفي الطاعون، وتقضي على الأوبئة، وعند موتها كان يأخذ أمعاءها لصناعة أوتار القيثارة والهارب والخيوط الجراحية لاستخدامها في العمليات.