أعلنت محافظة الغربية رفع الحظر الصحي عن قرية الهياتم، رسميا في الثامنة من مساء أمس الاثنين لتعلن أول قرية خالية من فيروس كورونا، كما كانت أول قرية تصاب بالوباء ويفرض الحظر عليها بداية من 28 مارس الماضي.
ورصدت "الشروق" ردود فعل أهل القرية بعد إلغاء الحظر، ويقول أحمد حسن من سكان القرية، إن الهياتم إحدى أكبر قرى مركز المحلة الكبرى بمحافظة الغربية ويبلغ تعداد سكانها ٩٠٠٠٠ نسمة، ونسبة التعليم بها مرتفعة جدا، وتكاد تكون خالية تماما من الأمية.
وأضاف المواطن محمود عليوة، أن القرية يوجد بها مركز للغسيل الكلوي أقيم عام ٢٠١٨ بمبلغ ٦ ملايين جنيه من حصيلة تبرعات أهالي القرية، فيما أشار سامح الحجار، إلى أن أزمة فيروس كورونا ليست الأولى في تاريخ القرية فقد واجهت الهياتم أكبر أزمة في تاريخها وهي حريق الهياتم الكبير عام ١٩٧٧ والذي دمرها عن آخرها ثم تعافت مرة أخرى وأعيد بناؤها من جديد على طراز أحدث.
وقال الدكتور خالد شويته، أخصائي طب الأطفال والحميات، وهو أحد أقارب ربيع "الحالة صفر بالقرية"، أن الأخير بحكم عمله كمدير لأحد المطاعم الكبرى، ربما انتقلت إليه العدوى من خلال الاجتماعات المستمرة التي تعقد على مستوى مديري الفروع فيمكن أن تكون مثل هذه الاجتماعات هي مصدر العدوى في القرية، مشيرًا إلى أن جميع الحالات التي ظهرت بعد ذلك كانت من المخالطين بشكل لصيق.
ويقول رضا غندور، من أهل الهياتم إن حالة الغضب بدأت عقب تداول بعض وسائل الإعلام ومواقع التواصل بشكل مكثف أخبار منافية للحقيقة، تظهر أن الهياتم تعاني من الجهل والفقر وهو أمر غير صحيح وغير مقبول.
وقال الدكتور طارق رحمي محافظ الغربية، إن أهل الهياتم قدموا أروع مثال يحتذى به في مواجهة الأزمات، وتجلت أخلاق القرية المصرية الأصيلة والموروثات العظيمة التي تتناقلها الأهالي جيلا بعد جيل، حيث قام أهالي القرية بعمل مبادرات ذاتية لمساعدة الأسر الأشد احتياجا ومدهم ببعض المواد الغذائية التي تلزمهم في الفترة الحالية لحين انتهاء فترة الحظر، بالإضافة إلى إعانة الأسر التي تعتمد على الدخل غير المنتظم تماشيا مع القرارات الحكومية الأخيرة.