كتب – روماني صبري
يعد الراهب والعالم "غريغور يوهان مندل"، رائد علم الوراثة في العصر الحديث، نجح في إجراء تجارب على تهجين النبات، علاوة على أبحاثه التي استعان فيها بنبات البازلاء لكشف من أين تأتي الصفات، ومرد استخدمه لهذا النبات هو كون إزهار هذا النبات تميل إلى التلقيح الذاتي بواسطة القليل جدا من حبوب اللقاح الذي ينتقل من زهرة إلى أخرى، وقتها أدرك أن للبازلاء العديد من الصفات المنفصلة ومنها: لون الزهرة :أبيض أو بنفسجي، موقع الزهرة : طرفي أو محوَري لون البذرة : أخضر أو أصفر، شكل البذرة : مجعد أو أملس، شكل الثمرة : متخصر أو منتفخ، لون الثمرة : أصفر أو أخضر، طول النبات : قصير أو طويل، ومن هنا نجح مندل في وضع العديد من قواعد الوراثة ويشار إليها الآن باسم قوانين علم الوراثة المندلية، وكان ذلك بين عامي 1856 و 1863 .
البداية .. وطفولته الصعبة
في العشرون من شهر يوليو عام 1822 ولد مندل في بلدة هيندزدورف على الحدود المورافيا سيليزية في الإمبراطورية النمساوية التي باتت الآن جزءا من جمهورية التشيك، لأبوين هما أنطون وروزين مندل مزارعان يعملان في مزرعة تابعة لعائلة مندل منذ 130 عام، كانت له أختان فيرونيكا وتيريزيا.
عمل مندل خلال طفولته كبستاني ودرس تربية النحل، درس الفلسفة والفيزياء العملية والنظرية في المعهد الفلسفي بجامعة أولوموك من عام 1840 إلى عام 1943 وتوقف سنة أخرى بسبب المرض، كافح أيضا ماليا لدفع تكاليف دراسته وأعطته أخته تيريزيا مهرها، ساعد مندل أبناء أخته الثلاث فيما بعد في دراستهم حيث أصبح اثنان منهما أطباء
مندل يلتحق بكلية الفلسفة
التحق بكلية الفلسفة عندما كان عميد قسم التاريخ الطبيعي والزراعة يوهان كارل نستلر الذي أجرى أبحاثا مكثفة عن الصفات الوراثية للنباتات والحيوانات وخصوصا الأغنام، دخل مندل دير القديس أوغاستينوس في برنو، تنفيذا لتوصية من مدرس الفيزياء فريدريك فرانز، وبدأ تدريباته ككاهن.
حتى اختياره رئيسا للدير
عمل مندل مدرسا بديلا في المدرسة الثانوية ولكنه لم ينجح في الامتحان الذي يخوله بأن يكون أستاذا مؤهلا للتعليم في المدرسة الثانوية بشكلٍ رسمي، أُرسل مندل في عام 1851 إلى جامعة فيينا للدراسة ليتمكن من الحصول على مزيد من التعليم الرسمي ثم عاد إلى الدير في عام 1953 ليبدأ العمل كأستاذ فيزياء، تقدم مندل للامتحان مرة ثانية في عام 1853 لكنه لم ينجح به أيضا، تم انتخابه رئيسا للدير في عام 1857، حيث استلم هذا المنصب في السنة التالية وانتهى عمله العلمي فورا مما وضع على عاتقه الكثير من المسؤوليات الإدارية وخصوصا النزاع مع الحكومة المدنية حول محاولتها لفرض ضرائب خاصة على المؤسسات الدينية.
تجاهلوه بسبب داروين
طرح مندل أبحاثه حول علم الوراثة عام 1860م، لكن للأسف لم يلتفت لها العلماء آنذاك، حيث كانوا أولوا اهتماما كبيرا بنظرية داروين، وفي العام 1900 تم العثور على أبحاثه والتي لقيت شهرة واسعة ليصيب اسم العالم نجاحا عظيما بعدها.
رائد علم الوراثة
دعا رائد علم الوراثة الصفات التي تظهر في الجيل الأول باسم الصفات السائدة، بينما الصفات التي تظهر في الجيل الثاني، واختفت في الجيل الأول، فسماها باسم الصفات المتنحية، تفرز صفات كل الكائنات الحية من جين من الأب، وجين من الأم، وتنفك جينات الصفة الواحدة خلال الانقسام، إذ ينتقل جين واحد فقط إلى الذرية، وتنفك جينات الصفات المنفصلة خلال الانقسام بصورة مستقلة عن بعضها.
الرحيل
غيبه الموت في السادس من يناير عام 1884 عن عمر يناهز 61 عاما في برنو، مورافيا، النمسا "جمهورية التشيك حاليا" جراء إصابته بالتهاب الكلية المزمن.
