د. علي جمعة: من رفضوا دفن جثمان طبيبة كورونا يمثلوا الجهل والغباوة والشر.. العبادة وحدها لا تصنع إنسان

 

قال د. علي جمعة، مفتي مصر سابقًا على واقعة تجمهر البعض ورفض دفن جثمان طبيبة متوفية بكورونا، أن هذا القطاع الذي قام بالفعل المشين لا يزيد عن 25 إنسان، وهم غفلوا عن الدين والأخلاق والضمير والرحمة والرجولة والشهامة.

 

وأضاف في لقاءه ببرنامج "من مصر" المقدم عبر شاشة cbc، ما حدث في هذا الموقف لا يُقاس عليه، هؤلاء هم الذين يمثلون الشر، الجهل، الغباوة، وللأسف قد يكونوا لم يجدوا من يعلمهم هذه الأشياء، فترى بعضهم يقول أنا سمعت، ويهتف في الحضور وهو يستخدم ميكرفون المسجد، مال الدين والمسجد بهذا الانحطاط؟

 

وتابع، العبادة وحدها لا تصنع الإنسان، ولا بد من تنقية القلب من كل قبيح حتى نصل بالإنسان إلى درجة الإنسانية، فقارون عبد الله لمدة 40 سنة ولكن الله خسف به وبداره الأرض، فالعبادة وحدها لم تنفع، وهؤلاء الناس الذين استعملوا المسجد في الفساد ورفض أن يدفنوا الشهيدة دة شيء غريب جدًا، وفوق الوصف، في مسلمات وبديهيات، وأسألهم: ألا تخافون أن تصابوا أنتم بهذا الوباء؟ 

 

وأرجع جمعة، هذه السلوكيات إلى سوء التربية وسوء الأخلاق، وسوء الصحبة لهؤلاء الناس، فما حدث كان بمثابة جرسة عالمية، يجعلنا نركز على ضرورة مراجعة التربية المجتمعية والأخلاق حتى لا تتكرر مثل هذه المواقف الفاسدة مرة أخرى.

مؤكدًا على تعاطفه الكامل مع المتوفية وأسرتها، قائلاً: الكورونا هنسيطر عليها إن شاء الله لكن مصابنا هنا أكبر من الكورونا.

 

وأكد على أن من مات بوباء الكورونا فهو شهيد بدون شك، وذلك وفق ما رسّخه الدين بأن الشهيد هو من مات بهدم أو بغرق أو في حريق ومن ماتت أثناء الولادة، والمطعون شهيد أي من مات بالوباء، وعليه كل من ماتوا بالكورونا هم شهداء، ومن أحكام الشهيد في الفقه الإسلامي ألا يغسل وألا يكفن وألا يصلى عليه عند بعض المذاهب.

 

موضحًا أنه يجوز القيام بعملية الغسل للمتوفي بكورونا برش الماء فقط دون التقليب أو الوجه الآخر أو الدلك أو أي شيء، وكل هذه الأمور يتم الاستغناء عنها لضبط المسألة، وقد قال ابن شاث من المذهب المالكي إذا عم البلاء سقط الغسل، وهو مثل ما نشاهده هذه الأيام من انتشار الوباء، ويجوز أن يكون الكيس الأسود البلاستيك كفن للمتوفي.