عبد المنعم بدوي
هالنى أن أسمع من رجل الأعمال المليونير " حسين صبور " : لما شويه يموتوا ، أحسن ما البلد تفلس ... هل النفس البشريه عنده أرخص من أفلاس البلد ؟ ، لاشك أن تعبير " إفلاس " تعبير مكروه ، يثير فى النفس أحاسيس سلبيه ، فهو تعبير عن الفشل والعجز .
ولكن ماذا فعل أمير المؤمنين " عمر بن الخطاب " فى عام المجاعه أو عام الرماده ؟؟؟
يروى التاريخ أن المطر قد شح عن الجزيره العربيه كلها ، لمدة تسعة أشهر ، فهلك فيها الزرع والضرع والحرث والنسل ... ماذا يصنع عمر ؟؟؟
طبعا هو يدعو الله ، ثم ماذا ؟ يدبر لكل المحتاجين من الناس الطعام ، فى حصص شهريه ، ثم ماذا ؟ بدأ أمير المؤمنين بنفسه ، فيخضع للقيود الصارمه التى فرضها ، بأن يقتسم مع الناس جوعهم ... لقد تسائل : كيف يعنينى شأن الرعيه إذا لم يمسنى ما يمسهم ؟؟
إنه رفض إمتيازات السلطه ، ووسائل المنصب ، مادام الناس يجوعون فهو أيضا يجوع ، لكن عمر فعل أكثر من هذا إذ أوقف حد من حدود الله ، وهو حد السرقه ، ورأى أن تطبيق الحد فى هذه الظروف الطارئه سيكون بلاء للناس فوق بلاء .
لقد أسود لونه ، ورق عظمه ، وضعف جسمه ، وشحب وجهه ، حتى ظن الناس أن عمر يموت ... لم يكن عمر مجرد حاكم أو مسئول ، لقد أدرك أن أخلاقيات الأمه تبدأ قوتها من " فوق " ، وإنهيارها يبدأ أيضا من " فوق " ...
لعل حسين صبور وأمثاله يكون لهم فى سيرة عمر بن الخطاب قدوه حسنه ... وإلا سيكون مصيرنا مثل إيطاليا ... فكل الطرق تؤدى إلى روما ، والكورونا لايميز بين الغنى والفقير