مُتخصص في علم الفيروسات : فيروس كورونا ليس مُصنعاً .. الفيروسات لا تموت .. أنصح المسئولون بعمل فحوصات للأجسام المضادة

 

استضاف الإعلامي " محمود سعد " في برنامجه " باب الخلق " علي شاشة " النهار " ، المتخصص في علم الفيروسات الدكتور " علي محمد زكي " أستاذ الميكروبيولوجي بكلية طب جامعة عين شمس .

 

و قال الدكتور : " الخفافيش بينهم و بين بعض يتبادلون فيروسات الكورونا ، بعض هذه الفيروسات تحدث لها طفرات جينية ، التي تسمح لها بالانتقال إلي حيوان أخر ، و يتمكن الفيروس بتأسيس نفسه مع ذلك الحيوان ، ثم يقفز إلي الإنسان ، فقفزته إلي الإنسان لم تأتي مباشرةً من الخفاش ، لأن الاحتكاك قليل ، و بناءً علي ما رأيناه خلال فيروس " سارس " لابد من وجود وسيط عائل ، و كان حينها " الجمال " عام 2003 ، حيث فقد 29 وحدة من وحداته البنائية ، جعلته أقل حدة مع الإنسان " .

 

و تابع : " هناك 3 منظومات من الحيوانات مرتبطة مع بعضها ، مثل الإنسان و الحيوانات الأليفة و الإنسان و الحيوانات البرية ، و رغم أنه هناك تعارض كبير بين الحيوانات البرية و الإنسان ، إلا أن النمو السكاني الكبير ، و أخذ الغابات و شق الطرق ، بدأ يحدث اتصال بين الإنسان و الحيوانات البرية و أيضاً مع الحيوانات الأليفة " .

 

و أوضح : " الفيروس الحالي يجمع صفتين ، الأولي التكاثر في الجهاز التنفسي العلوي بكميات كبيرة جداً في منطقة الأنف و الحلق مثله مثل الأنفلونزا ، و تصل معدلات الفيروس إلي تلك المناطق إلي معدلات كبيرة جداً ، فيسهل انتقاله عن طريق الرذاذ و يُسبب العدوي بسهولة .

 

أما الأمر الثاني فهو امكانية انتقاله إلي الرئة ، و تسببه في حدوث التهاب رئوي ، و قد يؤدي إلي الوفاة ، خاصة مع كبار السن الذين لديهم مضاعفات مثل السكر .

 

و أكمل : " هذه العدوي في القرن الماضي كانت تُصيب الشباب الصغير ، نتيجة إصابة الرئة بالتهاب شديد جداً ، كرد فعل من الجهاز المناعي ، و كانت الوباء يستهدف الشباب عكس الأنفلونزا العادية التي تبدأ من الأطفال ثم الشباب فالكبار علي شكل "U  " أما في هذا الوباء فكان علي شكل " W " .

 

و أردف : " بحسب الخبرات الواردة من الصين ، فهناك نسبة " 80% " من المصابين لا يحتاجون الذهاب إلي المستشفيات ، و هناك نسبة " 15 % " تحتاج عناية لكن ليست رعاية مركزة مثل البقاء في المستشفيات ، و يتبقي " 5% " عندما يتعرضوا لالتهاب رئوي شديد يتعرضون للوفاة " .

 

و استمر قائلاً : " بحسب بيانات وزارة الصحة ، المنحني هو عدد الحالات أمام الوقت ، نحن نريد أن يتم إبطاء المنحني و تسطيح المنحني ، فالدولة تسعي لذلك ، لكي تكون الحالات الحرجة التي تحتاج إلي رعاية مركزة ، تكون قليلة ، و تستطيع حينها العمل براحة ، و أعتقد إننا في الدراع الهابط من المنحني " .

 

و بين : " أنصح المسئولين ، بعمل فحوصات أجسام مضادة ، و سيتضح من كثرتها يبقي احنا في المنحني النازل ، أما إذا أثبتت الفحصوات قلة الأجسام المضادة ، فاحنا كده في المنحني الصاعد " .

 

و كشف عن : " رد جهاز المناعة العنيف ، هو ما يسبب تدمير للرئة " .

 

و أضاف : " لأ .. لكن إمكانية تصنيع الفيروسات داخل المعامل فهو وارد ، مثل تجميع قطع الغيار ، فالخفافيش هنا قطع الغيار ، من خلال تجميع الأنسجة و البراز ، و تم العمل علي فك الشفرات و وضعها في بنك الجينات العالمي ، و هناك علماء اعترضوا علي الاحتفاظ بتلك الجينات ، و أرادوا تصنيع فيروسات ، عن طريق عكس الجينات الوراثية في الخلايا ، لدراسته و معرفة مواصفاته ، و بهذه الطريقة تمت دراسة فيروس الأنفلونزا الأسبانية 

 

و ذكر : " جسم الإنسان لديه إنزيمات ، قادرة علي تكسير أي شيء ، حتي الحامض النووي " .

 

و اختتم : " الفيروسات لا تموت ، فجهاز مناعة الخفاش ، يختلف عن نظيره في الإنسان ، فالفيروس داخل الخفاش لا يأذيه ، فأنواع فيروس الكورونا الثلاث " سارس – ميرس – كوفيد " ، تعمل علي إبطاء إنتاج مادة " الأنترفيرون " داخل جسم الإنسان ، لذلك الاستجابة سريعة في الإنسان ، و تحرم جهاز المناعة من مهاجمة الفيروس " .