كتب – نعيم يوسف
في الآونة الأخيرة، ومع انتشار فيروس كورونا'> كورونا المستجد، ظهرت منظمة الصحة العالمية بقوة على الساحة الدولية، وعلى رأسها رجل ذو تاريخ طويل في مكافحة الأوبئة والأمراض المعدية، إنه الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس.
من مدينة أسمرة إلى بريطانيا
والدكتور تيدروس من مواليد مدينة أسمرة بإريتريا، وهو حاصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة في مجال صحة المجتمع من جامعة نوتنغهام، وعلى شهادة الماجستير في علوم المناعة من الأمراض المعدية من جامعة لندن. ويُعترف عالمياً بالدكتور تيدروس على أنه باحث متخصّص في مجال الصحة ودبلوماسي يتمتّع بخبرة شخصية مباشرة فيما يخص البحوث والعمليات والقيادة في ميدان الاستجابة للأوبئة أثناء الطوارئ.
من عائلة مسيحية تنتمي إلى كنيسة التوحيد الأرثوذكسية الإثيوبية، ولد "تيدروس"، في أسمرة، بإريتريا، عام 1965، عندما كانت جزءًا من إثيوبيا، واستكمل تعليمه إلى أن تخرج من جامعة أسمرة عام 1986، ثم استكمل التعليم في جامعة نوتنجهام بلندن، وتخصص أكاديمي علم الأحياء، وعلم المناعة، وصحة المجتمع.
ناشط في مجال الصحة
رغم أنه ناشطًا في مجال الصحة، والتي هي مجال عمله بالأساس، إلا أنه سياسي كبير، حيث انضم إلى حزب "جبهة تحرير شعب تيجراي".
إنجازاته الصحية
في الفترة من عام 2005 إلى 2012، تولى منصب وزير الصحة في إثيوبيا، وقاد جهودا كبيرة لإصلاح النظام الصحي، تحسين إتاحة خدمات الرعاية الصحية أمام الملايين من الناس، وتمكّنت إثيوبيا بفضل قيادته من توظيف الاستثمارات في البنية التحتية الصحية الحاسمة، ومن زيادة أعداد قواها العاملة الصحية، ومن وضع آليات مبتكرة بشأن تمويل قطاع الصحة.
إنجازاته السياسية
من الصحة، إلى السياسة، حيث عين في 2012 وزيرا للخارجية، وكانت العلاقات بين بلاده ومصر متوترة جدًا، وقاد "أدهانوم"، خطة بلاده لتوفير التمويل اللازم لخطة التنمية وعلى رأسها سد النهضة.
يعتبر "أدهانوم"، مثل باقي المسئولين الإثيوبيين الذين يتحمسون بشدة لسد النهضة، إلا أنه كانت له تصريحات إيجابية تجاه القاهرة، ووصف المصريين بأنهم "أخوة"، لافتا إلى أنهم يسعون للتفاوض مع القاهرة، ولكن في نفس الوقت عملية بناء السد مستمرة ولن تتوقف.
منصب مدير منظمة الصحة العالمية
في عام 2017، انتخب مديراً عاماً لمنظمة الصحة العالمية لمدة خمس سنوات، ويعتبر أول شخص من الإقليم الأفريقي التابع للمنظمة يشغل منصب مدير الشؤون التقنية والإدارية في المنظمة، وقال حينها إنه سوف يهتم بالتغطية الصحية الشاملة؛ والطوارئ الصحية؛ وصحة المرأة والطفل والمراهق؛ والآثار الصحية للمناخ والتغير البيئي؛ وتحوّل المنظمة.
بصفته ناشطا في المجال الصحي، ترأس مجلس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في عام 2009، وكان له أثراً كبيراً في مجال مكافحة الملاريا والأيدز والعدوى بفيروسه وتعزيز صحة الأم والطفل، وحصل على جوائز وشهادات اعتراف بأعماله من جميع أنحاء العالم. كما حصل في عام 2016 على وسام يحمل زخرفة مُطرّزة بالعلم الصربي، ومُنِح في عام 2011 جائزة جيمي وروزالين كارتر للشؤون الإنسانية تقديراً لإسهاماته في مجال الصحة العمومية.
خلافات بلاده مع مصر، لم تمنعه عن الإشادة بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي مرتين أثناء توليه منصب مدير منظمة الصحة العالمية.
تيدروس.. والسيسي
في عام 2019، أشاد بجهود السيسي و"تصميمه القوي على مواصلة تنفيذ مبادرة 100 مليون صحة"، لافتا إلى أن ذلك "أبهره شخصيًا"، كما أشاد أيضا بالسيسي بعد قراره تحمل صندوق تحيا مصر نفقات الحجر الصحي للعائدين من الخارج، وكتب قائلا: "نشكر الرئيس المصري على جهوده المبذولة لوقف انتشار فيروس كورونا'> كورونا، وضمان حصول المتضررين على دعم واسع النطاق".