الأقباط متحدون | ثَبِّتْ أسَاسَات الكَنِيسَةِ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٣٤ | الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٢ | ٢٠برمهات ١٧٢٨ ش | العدد ٢٧١٤ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ثَبِّتْ أسَاسَات الكَنِيسَةِ

الخميس ٢٩ مارس ٢٠١٢ - ٥٧: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: القمص أثناسيوس چورچ

نطلب للكنيسة أن يثبت الله قيامها كفُلك نجاة تجمع أولادها وتلدهم وتنميهم وتربطهم في شركتها الواحدة؛ خلال التنوع والتمايز والتعدد؛ عاملة ومنادية بالسلام والبنيان كوظيفة أساسية لمجد الثالوث القدوس، تلك الوظيفة التي لا تتحقق إلا بالحضور الإلهي العملي وسط شعب الله؛ كحقيقة نذوقها ونعيشها واقعيًا. نحب ونسالم بعضنا بعضًا ونجاهد بحكمة من أجل التجميع لا التفريق، من أجل الوحدة لا النزاع والانقسام والشجار... لأن إكليل وحدة الكنيسة يوازي ويضارع إكليل الاستشهاد، وكل من يترك محبة وتعليم ووداعة المسيح؛ ينتحل لنفسه مشيئة خاصة وانقسامًا ويصنع تحزبًا من أجل ربح قبيح.
 
والكنيسة لا تؤمن بعصمة أحد، ولا تعطي العصمة لأحد منفردًا بعيدًا عن الحق المُعلن بالروح القدس في الكتاب المقدس والعبادة وعموم الآباء وتقليد المجامع والعقيدة، ولازال التاريخ الإلهي مستمرًا في أعمال الله العظيمة، ولا زالت تُجرىَ عظائم الله المتعجَب منه بالمجد؛ لأنها ليست وقفًا على الماضي؛ لكنها قادرة دائمًا أبدًا؛ ويدوم تكميلها في العالم بواسطة الكنيسة كجماعة للمؤمنين؛ لأن يسوع أمس واليوم وإلى الأبد... لذلك لا يصحّ أن ينطق أحد إلا بإلهام الله؛ وبما ينطق به الشعب كجنس إلهي مختار في اتفاق ومحبة وتراضٍ؛ حتى يتطابق الجميع رعاة ورعية مع صورة المسيح في الفعل والكلمة والفكر. فالرعاة والرعية؛ والرعية مع الرعاة هم الكنيسة؛ من دون انتقاص أو إخلال.
 
في الشبكة هناك السمك الجيد والسمك الرديء، وفي الفُلك توجد حيوانات طاهرة وغير طاهرة، وفي الحقل يوجد الحنطة والزوان... وعلى كل واحد أن يختار لنفسه ما سيكون!!! لكن المحبة والمشاركة هي عصب الوحدة وهي التي تحفظ الترابط والهارموني؛ وبدونها جميع الأعمال تُحتقر احتقارًا؛ لأن الله ينظر إلى القلب وهو لا يحابي بالوجوه... أما الغضب والرياء ونفاق العالم ومحبة النصيب الأكبر والتحزبات وزخرف الكلام والأكاذيب؛ هذه كلها من الشرير... جميعنا وُجدنا لنكون نورًا، جميعنا ملح، جميعنا خميرة، جميعنا سفراء... لأننا رعية ورعاة عاقلة أو هكذا هي دعوتنا. يجمعنا معًا تحقيق حضرة الله وبنيان ملكوته، تتأصل فينا وحدانية القلب لنكون جسدًا واحدًا وروحًا واحدًا؛ ليس على مستوى مجازي رمزي؛ لكن كل عضو بمعونة ومساندة الجميع يعطي ويأخذ؛ من أجل عمل التكميل والمصالحة والروح المجمعية والبنيان؛ وشركة الكل في رضائية وإجماع.
 
ثبات الكنيسة لن يكون بحِيل بشرية؛ ولا بتدخل سلطات زمنية؛ ولا بتربيطات المصالح الذاتية... ثبات الكنيسة لن يكون بالهتاف والصياح والتصفيق وهزل العالم، إذ قيل عن كنيسة الرسل أنهم لمّا سمعوا نُخسوا في قلوبهم. لذلك ثبات الكنيسة في توبة أعضائها ورجوعهم... إذ أن الكنيسة وُجدت لتكنسن العالم؛ أي تجعله كنيسة كونية وتقدسه... لا أن يقوم العالم بعلمنة الكنيسة... فالأنشطة والكرنفالات والاستقبالات والمظاهر والإفراط؛ وكل ما يستجد من غيبيات؛ إنما نستكمل به عجزنا الروحي وشكل التقوى؛ على حساب العمق في التعليم والتكريس وروح الشهادة التي تُثمر وتُزهر وتملأ جنبات الكنيسة من أقاصيها إلى أقاصيها.
ثبات الكنيسة يكون في بهائها المتمثل في حفظ قوانينها وتقليدها الروحي ودورها الكرازي؛ البعيد عن الصراعات وشهوات الأنصبة والخصومات ولغة القذف والتجريح والتلاسُن والتراشق والشللية والمؤامرات والعثرات... فالويل لمن تأتي بواسطتهم العثرات لأحد إخوتنا هؤلاء الأصاغر؛ لأن الكبرياء والشجار والعجرفة لا مكان لها البتة في الكنيسة؛ وهي ليست من خصال خدام الله. وكل مسيحي هو تابع لأسقف نفوسنا الحقيقي، وكل مسيحي يسمع من فم الأسقف إنما يسمع تعليم (الله والحَمَل)، وما أخطر كل كلمة تخرج من فم الأسقف، وكم يجب أن تكون حقًا كلمات (الله والحمل)!!! وكل واحد سيُحاسب على قدر طاقته وحسب دعوته ووفقًا لرتبته.
 
إننا نحتاج إلى وقفة مُنصفة بروح الصلاة للمراجعة من غير تفريط ولا تهويل أو تهوين، من أجل الغروس الجديدة التي لكرمة الله المُشتهاة... لأن الغصن إمّا أن يثبت في عُصارة الكرمة؛ أو أن يُلقىَ في النار... وكنيستنا العريقة تنادينا جميعًا كي نلتفّ حولها وفيها لكي نعمل جميعًا، ونحن نتطلع إلى قفزات مُرتقبة في التلمذة والتعليم اللاهوتي وفي طريق التكريس ونهج الرعاية والقيادة المتجددة؛ وفي نشر المعرفة الإلهية والكرازة؛ ومواجهة التحديات والتيارات المعاكسة... وهذه جميعها لن تكون إلا بصون وتثبيت وحفظ نظام الكنيسة؛ فلا تتزعزع أساساتها... حمانا الله وحمى كنيسته من أي تهاون أو عثرات أو مهاترات، وجعلها منارة دائمة؛ كما كان وهكذا يكون.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :