كمال صدره او سدره
لفت انتباهي كمية ضخمة من الفيديوهات باللغة الانجليزية علي السوشيل ميديا وفيها ترجمة بالعربي، الترجمة العربية ليس لها علاقة باللي بيتقال في الفيديو الاصلي باللغة الانجليزية، بل تشويه متعمد للكلام، طب ليه؟، علشان اللي عمل الفيديو -سواء فرد او لجنة اليكترونية- عايز يقنع العامة بأكاذيب وخزعبلات وبيتستغل جهلهم باللغة الانجليزية للترويج لافكاره او بناء قناعات مشوهة في المجتمع.
المشكلة ان الفيديوهات ده بتلقي رواج وبتشكل معلومات وقناعات الناس ده، واللي بتكون مشوهه وتحوي اكاذيب تلبس ثوب الحقيقة، المثال ده في اللغة هو هو في حاجات تاني كتير، زي تناول الاعلام السلطوي في الدول الديكتاتورية او الدينية مفاهيم الديمقراطية والحريات وحقوق الانسان، طول ما الانسان جاهل بالمفاهيم الانسانية ده، سهل اوي تترجم له اي تصرف او حدث علي هواك.
وقصة المفكر أحمد لطفى السيد والديمقراطية دليل واضح علي اللي بقوله، فى عام ١٩١٣ رشح لطفى السيد نفسه لمجلس النواب فى مركز السنبلاوين- محافظة الدقهلية-، ودعا فى خطبه إلى الديمقراطية، واستغل مُنافِسه جهل الناخبين وحداثة كلمة الديمقراطية في العشرينات من القرن الماضي، فزعم لهم أن الديمقراطية معناها أن تتزوج المرأة أربعة رجال، كما يتزوج الرجل أربع نساء!، وان لطفي السيد استبدال إيمانه بالله بالديمقراطية، وعندما سألوا لطفى السيد: هل ينادى حقاً بالديمقراطية؟، أكد ذلك، دون أن يشرح لهم المعنى الحقيقى للديمقراطية، فظنوا أن ما قاله خصمه صحيح، وأسقطوه فى الانتخابات.
فالجهل احد اهم اعمدة بناء الديكتاتوريات ويشكل بجانب البطش الضمان لاستمراريتها.