كتب – روماني صبري
ما بعد كورونا لن يكون كما قبلها، كثير من القادة الدوليين أجمعوا على ذلك آخرهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي دعا إلى ضرورة بناء سيادة وطنية وأوروبية، مشددا على ما وصفه بتقليص التبعية وزيادة الإنتاج في وقت يشهد فيه العالم طلبا كثيفا على المعدات الطبية والكمامات الضرورية للوقاية من الفيروس، ماكرون الذي طرح فكرة قرض كورونا الأوروبي أشار إلى أن بلاده لم تتجاهل نداءات إيطاليا العاجلة، لكن الواقع يظهر أنها تلقت مساعدات من روسيا والصين في غياب حلفائها الأوروبيين فهل تعكس تصريحات ماكرون الضرر الحقيقي الذي أصاب الدول الأوروبية جراء تفشي الوباء ؟ ..وهل يخرج الاتحاد من الأزمة بكامل عافيته أم أنها ستقضي عليه قبل أن يقضي عليها ؟ .. وما سر تخوف باريس من المساعدات المقدمة من موسكو وبكين في ظل عجزها عن مد يدها لروما؟
كيف ستقدم بلاد تنهار المساعدة لغيرها !
وقال ناصر زهير، باحث في الاقتصاد السياسي والعلاقات الدولية، لبرنامج "اسأل أكثر" المذاع عبر فضائية روسيا اليوم ،:"حديث ماكرون جاء بعد الأزمة التي شهدتها دول الاتحاد الأوروبي، والدول الأكثر تضررا وهي ايطاليا واسبانيا وفرنسا، جراء فيروس كورونا، وجراء الأصوات التي تعالت وانتقدت عدم التضامن الأوروبي، وعدم استطاعة دول الاتحاد تقديم العون لبعضها البعض في الأزمة."
لا تلوموا بلاد فقدت السيطرة على الفيروس
وأردف :"عندما نتحدث عن أزمة ايطاليا، وعدم تقديم المساعدة لها من قبل أوروبا، إذا كان الوضع في اسبانيا أو فرنسا أو اسبانيا تحت السيطرة ، هنا يمكن أن نتحدث عن غياب التنسيق، لكن الوضع في هذه البلاد كارثي، فمثلا اسبانيا تتسابق مع ايطاليا في عدد الإصابات والوفيات، إذا المشكلة أوروبية بشكل عام، وليست فقط ايطالية، لذلك لا يجب القول إن الدول الأوروبية أدارت ظهرها لايطاليا."
لم تستعد أوروبا للازمة
ولفت :" ثمة استشعار للفشل الذي واجه الاتحاد الأوروبي في معركته مع أزمة فيروس كورونا الصحية، حيث لم تكن دول الاتحاد مستعدة لها، كان تنتج الكمامات والمعدات الطبية بشكل كبير حتى إذا ضرب وباء أو فيروس كما حدث تنجح في مواجهته."
لم تولي القارة اهتماما للمعدات الطبية
موضحا :" الآن ينتظرون الاستيراد من الصين، وخرجت تقارير أوروبية تنتقد المعدات التي جاءت من الصين وإنها لم تكن فعالة وقوية، هل ماكرون تحدث أن بلاده تحت وقع الأزمة ؟ .. لا اعتقد ذلك، كون جميع المؤشرات كانت تشير على أنها تحت خط الأزمة وضربات الفيروس، ولفت:" مشكلة أوروبا أنها لم تكن مستعدة لأي أزمة صحية، التضامن موجود لكنه لم يكن بالقدر الكافي المسؤول، نعم الدول الأوروبية لم تكن على قدر إرسال المساعدات لايطاليا، بحسب فرنسا وألمانيا أرسلتا مليوني كمامة وعشرات الآلاف من البدل الوقاية مساعدات."
الفيروس عكس الفشل الأوروبي
وبدوره قال عدي رمضان، باحث ومحلل سياسي، فشل العالم أوروبا ليس فقط مقتصرا على وباء العصر الذي نسميه كورونا، الفيروس كان دليل كبير على أن أوروبا لم تكن قريبة في يوم من الأيام من الشعوب التي تواجه الموت اليوم."
ولفت :" أين تلك الأموال التي صرفت من اجل القطاع الصحي في أوروبا ، أين وحدة إدارة الأزمة هناك؟... أوروبا عبارة فقط عن مصارف تأخذ أموال الشعوب تارة تحت الستار السياسي، وتارة تحت الستار الاقتصادي."
لم تكن صديقة لشعوبها
وأردف :" المنظومة الأوروبية منذ قيامها لم تكن إلا اتحادا في السوق، تجلب الضرائب من الشعوب، استكفت بذلك مع فتح حدود دولها عبر تأشيرة تشنجن.. لم تساوي بين المواطنين في الدخل والمعيشة، والوباء اثبت أنها ليست صديقة لشعوبها وان قرارها السيادي يخضع لدول أخرى وراء المحيط الأطلنطي."