كتب – روماني صبري
حين كان يصاب الناس بـ (السكري)، سرعان ما كان يتسبب هذا المرض المزمن في إتلاف الكلى خاصتهم، وإصابتهم بارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، فيعرفهم الموت بعد سنوات أو شهور قليلة، لاسيما الأطفال منهم، ولكن كل ذلك تغير بشكل كبير حين اكتشف الطبيب الكندي " فردريك جرانت بانتنج"، ( الأنسولين) واستخدمه في علاج السكر عام 1921، لينقذ الملايين بعدها، وحتى الذين لم يولدوا بعد، لذلك ستظل البشرية مدينة لهذا الرجل حتى انقضاء الأعوام، واكتشف بانتنج الأنسولين حين تعاون مع تلميذه "تشارلز بست"، وبعد 3 سنوات تم منحه جائزة نوبل في الطب عام 1923 مناصفة مع الاسكتلندي جون مكليود، فلم يرضيه ذلك فمنح تلميذه بست، جزء من أموال الجائزة، كونهم استبعدوه من الجائزة لأنه كان لازال طالبا حينها، أما مكليود فتقاسم جائزته مع ج. ب. كوليب J. B. Collip، كونه ساعده في تنقية الأنسولين، حصل بانتنج من قبل الحكومة الكندية على مرتب مدى الحياة تكريما لأبحاثه، كما حصل في عام 1934 على رتبة (نبيل) بيد الملك جورج ألبرت، كما احتل عام 2004 المركز الرابع ببرنامج أفضل الكنديين وجاء ذلك بالتصويت.
بمنزل ريفي ولد مكتشف الأنسولين
في يوم 14 نوفمبر عام 1891 ولد بانتنج بمنزل ريفي بالقرب من ألستون ، أونتاريو، وكان الأخ الأصغر وسط 5 أشقاء، ارتاد مدرسة حكومية ومدارس راقيه في ألستون، حاول أن يدخل الجيش لكنه رفض لأن لديه ضعف في البصر.
الصليب العسكري لشجاعته
التحق بكلية اللاهوت بجامعة تورنتو، لكنه قرر فيما بعد دراسة الطب، حصل على شهادة ماجستير في سنة 1916 وتطوع في الهيئة الطبية في الجيش الكندي، الذين كانوا بحاجه إلى مسعفين في الحرب العالمية الأولى، وقد أصيب في معركة كامبراي في عام 1918، على الرغم من إصاباته، ساعد الجرحى الآخرين لمدة 16 ساعة، حتى أمره طبيب آخر بالتوقف،ومنح الصليب العسكري في عام 1919، لشجاعته.
قبل اكتشاف الأنسولين .. قراءة المقالات العلمية حتى التنفيذ
أولى بانتنج، اهتماما كبيرا بمقال تحدث عن البنكرياس، جراء اهتمامه بمرضى السكري، وخلص بحث لنويين، منكوسكي، أوبي، شيفر وآخرون، إلى أن مرض السكري هو نتيجة لنقص في هرمون البروتين الذي تفرزه جزر لانجرهانس في البنكرياس.
أطلق شيفر على هذا الهرمون اسم الأنسولين، وقد كان يعتقد أن الأنسولين يتحكم في استقلاب السكر، وهذا النقص أدى إلى رفع معدل السكر في الدم وإفرازه اثر ذلك عبر البول، باءت محاولات استخراج الأنسولين من أولى خلايا البنكرياس بالفشل، ويرجح أن يكون سبب ذلك هو قضاء أنزيمات البنكرياس على الأنسولين.
نشر موسيس بارون مقاله عن الإغلاق التجريبي لقناة البنكرياس بواسطة ضمادة والذي أثر في تفكير بانتنج، تسببت العملية بإتلاف خلايا البنكرياس التي تفرز التربسين لكنه ترك جزر لانجرهانس سليمة، فهم مخترع الأنسولين في ذلك الوقت أن هذه العملية سوف تتلف الخلايا المفرزة للتربسين وليست الأنسولين، وعندما تموت الخلايا المفرزة للالتربسين، يمكن استخراج الأنسولين من جزر لانجرهانس، تباحث وقتها حول هذه الطريقة مع جون جيمس ريكارد مكليود، أستاذ في علم وظائف الأعضاء في جامعة تورنتو، فقدم له الوسائل والمساعدات التجريبية لأحد طلابه، "د. تشارلز بست" ومن هذا السبب بدأ بانتنج وبست بإنتاج الأنسولين حتى نجحا."
الرحيل
غيب الموت هذا الرجل العظيم في 21 فبراير عام 1941 في حادث طيران عن عمر 50 عاما.