حمدي رزق
لم يكن يفوّتها بدون غناء، رحل المطرب «شعبان عبد الرحيم» قبل جائحة كورونا، ولكن مؤلفه الخصوصى «إسلام خليل» لا يزال يكتب، وابنه «عصام» يغنى، الابن على طريق أبيه، أغنية «كورونا الحلزونة»، تحصد إعجابات فى الفضاء الإلكترونى.
تصلح الأغنية (الحلزونة) لحملة توعوية «شعبوية» من الفيروس المميت.
تحمل تحذيرات وقائية بلهجة «شعبولية»، مقطع منها يقول: «مسكت فرخة.. دبحت حمامة.. نصيحة منى البس كمامة»، ولطيف قوله: «بلاش تبوس أحسن تلوص»، على طريقة «بلاش تبوسنى فى عينيا..»، حذار.. البوسة الآن تعدى، تحذير من القبلات، مشبكية أو أبوية، والأخيرة قبلة مراوغة تتحايل بها الذئاب المنفردة على العذارى فى خدرهن.
وعلى طريقة الفنانة التوعوية «إليسا» فى أغنيتها الوقائية التى تحمل عنوان «كرهنى»: «ما بدى تقرب لى، وتسلم عادى على، ضلك حبنى عن بُعد»، وكذا الفنان الشعبى حكيم فى موال توعوى: «من قبل فيروس كورونا كان السلام بالإيد.. صبح السلام بالإشارة.. من بعيد لبعيد».. بعيد الشر عليه وعلينا.
أحصيت (13) أغنية توعوية مصرية وعربية جميعها فى سياق مقاومة «الكورونا»، وهذا جيد وحسن، الغناء دخل بثقله المعركة ضد كورونا من الفضاء الإلكترونى، وكذا التحذير «الشعبولى» يأخذ بعدا توعويا: «ولا حتى تنفخ بالونة..» ولا تنفخ فى الشوربة، ولا تنفخ فى الشيشة، ولا تنفخ أصلا، النفخ فى القربة المقطوعة لا يسوى شيئا، ولكن النفخ الآن يساوى عدوى وربك ستار.
شعبولا الابن ومؤلفه يذهبان إلى تشخيص المرض وبيان خطورته: «مرض خطير وملهش كبير ويموت.. لا دا الحكاية كبرت يا ناس واحلوت»، خارج السياق تماما كلمة «احلوت» مؤكد يقصد «استوت ونضجت»، يكمل القصيدة: «كورونا أصبح زى الشبح على العالم طل/ كورونا مرض مش بس عرض وعاوز له حل».
التخويف والترهيب من الحجر مقصد «شعبولا الصغير» بعد رحيل الكبير، وتحذير من الغدر، غدر الفيروس، الحضانة 14 يوما، ثم هجوم مفاجئ يتحول إلى وحش كاسر: «دا مش فانوس صينى وتليفون/ دا وباء وجاى زى المجنون»، وينصحك فى الأخير بالتهوية المستدامة وشرب السوائل: «اشرب ينسون وميه ولمون وافتح شباك البلكونة.. الحلزونة ياما الحلزونة، الحلزونة ياما الحلزونة.. آل يعنى كانت ناقصة كورونا».
ما علاقة «عائلة شعبولا» بالجوائح الفيروسية، «عدوية» الابن الأصغر لشعبان، هو الآخر يغنى للفيروس، أغنية «فيروس كورونا» من كلماته وتلحين سيد شعبان، وستحتل الأغنية الفضاء الإلكترونى مع توالى أيام الجائحة، يوتيوب يحتفظ لشعبان الوالد بأغنية شهيرة عن إنفلونزا الخنازير، تنبأ فيها بالحجر والعزل يغنى على يوتيوب من قبره: «فى كل مطار ومينا هانكتب بخط كبير.. ممنوع تخش مصر وتجيب معاك خنزير»، شعبولا ومؤلفه إسلام كانا مستشرفين الكوارث، يغنى شعبولا «كوارثنا زادت كارثة.. الوضع شكله خطير.. قال يعنى كانت ناقصة أنفلونزا الخنازير..». ولو عاش شعبولا وتم حجره منزليا، لغنى «فيروس متنكر فى كورونا.. واحنا بنحب المكرونة».. وإييييه.
نقلا عن المصرى اليوم