كتب – روماني صبري
قلب المتشددون الدنيا ولم يقعدوها، حين قرر قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تعطيل كافة الأنشطة والفعاليات الكنيسة وغلق الكنائس، تماشيا مع إجراءات الدولة لمجابهة فيروس كورونا المستجد، كما سبقتنا بعض الدول، متهمينه بأنه تعمد إغلاق الكنائس في وجه شعبه.
وكان أكد البابا في بيانه الرسمي :"القرار يأتي خوفا على مصلحة الأقباط وأبناء الوطن جميعا إذ اتخذته الكنيسة بدافع مسئوليتها الوطنية والاجتماعية تجاه المصريين وهو الأمر الذي تزامن مع قرار مماثل أوقف فيه الإمام الأكبر الصلوات بالجامع الأزهر وكذلك وزير الأوقاف،موضحا بعدها إن القداسات لن تتوقف وستبث عبر المواقع الرسمية للكنائس الأرثوذكسية والقنوات القبطية على أن تقتصر على الكهنة فقط، وفقا لصوت الأمة.
وهو ما استغلته التيارات المتشددة المسيحية لانتقاد البابا، وتصفيه الحسابات معه، بقولهم البابا الذي أغلقت الكنائس في عهده، غاضين بصرهم عن الكهنة الأرثوذكس الذين أصيبوا بالفيروس في الخارج، وعن الحقيقة التاريخية التي تؤكد إغلاق الكنائس أبوابها حين ضرب الطاعون مصر في القرن الرابع عشر، ووقتها حصد الطاعون أرواح 200 ألف مصري.
ويقول المؤرخ الجبرتي:" أن وباء الطاعون ضرب أيضا الأديرة التي كان الأقباط ينعزلون فيها عن الناس للعبادة، حيث كانت أديرة مثل دير القديس انطونيوس في الصحراء الشرقية وفي وادي النطرون في صحراء غرب النيل المعاقل الحقيقية لعقيدتهم."
ولفت :" كانت طريقة بناء الأديرة تناسب بشكل جيد الاحتياجات الغذائية للفئران الحاملة للبراغيث حيث كانت توجد طاحونة للدقيق بالقرب من أماكن معيشة الرهبان، وضربت هذه الأماكن بشدة بالطاعون، وفي حين كان يوجد 100 دير معزولة بعيداً في صحارى مصر عام 1346 كانت سبعة منها فقط تعمل عام 1450".