عبد المنعم بدوى
تحكى الف ليله وليله .. عن صياد القى بشبكته فى الماء ، وعندما سحبها ، وجد بها زجاجه مقفله ، ولما فتحها .. خرج منها " عفريت " ، وأعترف بأنه كان محبوس فى قاع البحر منذ آلاف السنين .
لم يحدث فى عصر من العصور الحديثه ، أن خلت الشوارع من الناس مثل تلك الأيام على ظهر الكوكب ، الناس كلها فى رعب وهلع من هذا " العفريت " .
إن صراع الأنسان منذ أيام الغابه وحتى يومنا هذا ، فى ظل الحضاره والعلوم ، وبعد أن وصل الى القمر ، وعلى أعتاب المريخ ، وقف حائرا هلعا فزعا أمام كائن لايرى بالعين المجرده " العفريت " .
العلماء " أنبياء هذا العصر " ينظرون الى الزجاجه المقفله ، التى خرج منها العفريت القوى المخيف ، ويحاولون أن يروضوه ويعلموه الأدب ... يحاولون أن يدخلوه مره ثانيه الى الزجاجه .
لعل الأنسان يدرك بمدى تفاهته ، ويدرك أن أى واحد فينا يمكن أن يكون فى لحظه واحده لاشيىء .. تراب .. وهم ، ان كل شيىء فى هذه الدنيا سراب خادع ، وظل زائل ، والبقاء لله وحده .