حمدي رزق
جميل تبرع الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بمبلغ 5 ملايين جنيه لحساب صندوق «تحيا مصر» مساهمة فى دعم جهود مكافحة تفشى فيروس كورونا'> فيروس كورونا، خليق بوصف «الأُسوة الحسنة» له الأجر والثواب، وأتمنى على فضيلته أن يكمل جميله، ويتقصى خبر مصارف الزكاة الشرعية، مستوجب المراجعة فى زمن الجائحة، لتذهب الزكاة المقررة إلى ما هو مستوجب، فى ظل جائحة فيروسية تمرض وتقتل الفقراء وتفقر الأغنياء.
تحوطا لا أفتى والإمام الأكبر فى «المشيخة» والمفتى الدكتور محمد شوقى علام فى «دار الإفتاء»، وليتعاونا ومعهما كبار هيئة العلماء على البر والتقوى، وتوجيه مصارف الزكاة خلال هذا العام (وبجواز إخراجها لعامين مقبلين)، لشراء مستلزمات المستشفيات والحجر والعزل والأدوية، وكفالة ضحايا كورونا موتى أو مصابين، أو متعطلين بسبب الحظر.
سيقول قائل لئيم كورونا وضحاياها خارج المصارف الشرعية، ومعلوم أن مصارف الزكاة محددة فى الشرع ومحصورة فى الأصناف الثمانية لقوله تعالى: (إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) التوبة/60.
والرد فى الفتوى رقم 184 بتاريخ 25 فبراير 2005 على الموقع الإلكترونى لدار الإفتاء المصرية: «المقصود الأعظم من الزكاة هو سد حاجة الفقراء والمحتاجين، وكلما كان جنس المخرج من الزكاة أوفق لحاجة المساكين وأنفع لهم، كان ذلك أقرب إلى تحقيق مقصود الزكاة فى الإسلام».
وبناءً عليه: « فإنه يجوز إخراج جزء من الزكاة على هيئة أدوية مناسبة لاحتياج المرضى من الفقراء والمساكين، مع التنبيه على أن يكون ذلك مما يحتاجونه، لا مما يُفْرَض عليهم من غير اعتبار لاحتياجهم».
وقالت دار الإفتاء: «جعلت الشريعةُ الإسلامية كفايةَ الفقراء والمساكين هو آكد ما تصرف فيه الزكاة» ؛ حيث كانا فى صدارة مصارف الزكاة الثمانية فى قوله تعالى: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِى الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِى سَبِيلِ اللهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللهِ وَاللهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ» (التوبة: 60)؛ للتأكيد على أولويتهم فى استحقاقها، وأن الأصلَ فيها كفايتُهُم وإقامةُ حياتهم ومعاشهم؛ إسكانًا وإطعامًا وتعليمًا وعلاجًا.
وخَصَّهم النبى صلى الله عليه وآله وسلم بالذِّكر فى حديث إرسال معاذٍ رضى الله عنه إلى اليَمَن: «فَإن هم أَطاعُوا لَكَ بذلكَ فأَخبِرهم أَنَّ اللهَ قد فَرَضَ عليهم صَدَقةً تُؤخَذُ مِن أَغنِيائِهم فتُرَدُّ على فُقَرائِهم» (متفقٌ عليه). «ولا شك أن شراء الأجهزة للمرضى المحتاجين وتوفير الأدوية والمستلزمات لهم داخل فى علاجهم الذى يجوز شرعًا الإنفاق فيه من الزكاة.. ويجوز شرعًا الصرف مِن زكاة المال فى علاج فقراء المسلمين ومستحقيهم وتوفير الرعاية الصحية الشاملة لهم بكل صورها، وذلك من أَوْلى مصارف الزكاة الشرعية».
نقلا عن المصرى اليوم