أثبت خطأ نظرية دوران الشمس حول الأرض.. وحوكم بتهمة الهرطقة
كتب - نعيم يوسف
مسيرة حافلة مليئة بالإنجازات والصراعات، عاشها واحد من أشهر العلماء، لدرجة أنه نال العديد من الألقاب، وهي: "أبو الفيزياء المعاصرة"، "أبو الفلك الرصدي الحديث" و"أبو العلوم".. إنه العالم الكبير جاليليو جاليلي، الذي طور التليسكوب.
من عائلة كاثوليكية بإيطاليا
في مدينة بيزا الإيطالية، الواقعة بالقرب من البحر الأبيض المتوسط، ولد جاليليو جاليلي، في 15 فبراير عام 1564، في عائلة مسيحية كاثوليكية، والده هو "فينسينزو جاليلي" وأمه هي "جوليا دي كوزيمو أماناتي"، ونظرا لأن والده كان ميسور الحال، أرسله للدراسة في جامعة بيزا، حيث كان يدرس الطب.
نبوغ مبكر
أظهر "جاليليو"، نبوغًا مبكرًا، في مرحلة الجامعة، عندما أثبت أنه لا علاقة بين حركات الخطار (البندول) وبين المسافة التي يقطعها في تأرجحه، سواء طالت هذه المسافة أو قصرت، وكانت هذه نقطة انطلاقة جديدة ليبحث في علم الهندسة إلى جانب الطب.
تطوير التلسكوب
في عام 1609، بدأ تطوير منظار عندما وضع عدستين في طرفي أنبوب مصنوع من الرصاص، وحقق شهرة واسعة، لدرجة أنه بدأ يصنع مناظير كثيرة ويبيعها، وباع منه المئات، وذاع صيته في أوروبا كلها.
يُنسب له أنه أول من استخدم التلسكوب في الاستخدامات العلمية، على الرغم من أن البعض يزعم أن هناك آخرين، مثل زاكاريوس يانسن وجاكوب ميتوس قاما أيضًا بإنشاء أدوات مماثلة في نفس الوقت تقريبًا.
إنجازات علمية
من أهم إنجازات جاليليو جاليلي أيضا، أنه أثبت خطأ نظرية أرسطو حول الحركة، وكان مهتمًا بإثبات تجاربه عن طريق التجربة والملاحظة، كما أثبت أن خطأ نظرية أن الأرض مركز الكون، الأمر الذي عرضه للمحاكمة من قبل الكنيسة الكاثوليكية وحكم عليه بالهرطقة، ولذا خاض أول صراع في التاريخ بين الدين والعلم، حيث هاجمه رجال الدين وقدموا به شكوى إلى البابا بحجة أن ما يدعو إليه مخالف تمامًا لما جاء في بعض آيات الكتاب المقدس.
الصدام مع الكنيسة
اتهموه بالجنون، وحكموا عليه بالسجن، ثم خففوا الحكم إلى الإقامة الإجبارية، ومُنع من مناقشة نظرياته وكتاباته، لكنَّه ظل يُدافع عن مركزية الشمس، فاعتكف في بيته حتى مات، في 8 يناير 1642.
في عام 1983 قدمت الكنيسة اعتذارا لجاليليو، وفي عام 1939 قام البابا بيوس الثاني عشر بعد أشهر قليلة من رسامته لمنصب البابوية بوصف جاليليو "أكثر أبطال البحوث شجاعة... لم يخش من العقبات والمخاطر ولا حتى من الموت".