كتب – روماني صبري
يحتل جوزف ليستر"الجراح والطبيب البريطاني، مكانة رفيعة وفريدة بين الأطباء في العالم حتى يومنا هذا، رغم وفاته عام 1912، وذلك لإنقاذه أرواح الملايين في العالم، الذين كانوا سيموتون بالتعفن بعد العمليات الجراحية، حين اخترع "التعقيم في العمليات الجراحية"، فقبل اختراعه كان يلتهم الموت المرضى بسبب التعفنات التي كانت تطفح بأجسادهم بعد العمليات رغم نجاح معظمها جراحيا، ووفقا لإحصائيات قتل التعفن 50 % من المرضى الذين خضعوا لجراحات قبل اختراعه.
الجراح الرسمي لمستشفى جلاسكو
في مدينة أبتون الانجليزية عام 1827، ولد ليستر، وعام 1852 حصل على شهادة الطب من جامعة لندن، حيث كان طبيبا متميزا ولذلك أصبح الجراح الرسمي لمستشفى جلاسكو الملكي في عام 1861 وبقي في هذا المنصب لمدة 8 سنوات وخلال هذه الفترة بدأ يستخدم تقنيات التطهير والتعقيم في أقسام الجراحة التابعة للمشفى، وفي عام 1877 أصبح أستاذ الجراحة السريرية في كلية الملك في لندن، واستمر في هذا المنصب لمدة 15عاما.
طبيب الملكة فيكتوريا
شهدت أخر سنوات عمره تكريمات وإشادة بالغة، كون أفكاره عن التعقيم لقت قبولا وانتشارا بين الأطباء في أوروبا وأمريكا ، واعتلى ليستر كرسي رئيس الجمعية الملكية البريطانية، وطبيب الملكة فيكتوريا الخاص.
يجب إنقاذ المرضي من التعفنات
أرقام الذين يحصدهم الموت بعد العمليات الجراحية بث الرعب والخوف والقلق بـ ليستر، فحاول إنقاذ البشر من التعفنات، فشرع ينظف العنبر الذي يجرى فيه عملياته، لكن ذلك لم يفلح في إنقاذ المرضى، حتى قرأ في عام 1865 بحثا للعالم والطبيب الفرنسي الشهير لويس باستور وعرف منه نظرية الجراثيم المرضية وهي بأن الجراثيم هي التي تؤدي إلى الإصابة بالأمراض، و من هنا وجد ليستر المفتاح لأنه إذا كانت الجراثيم هي التي تؤدى إلى المرض إذا لابد من قتل هذه الجراثيم حتى لا تدخل جسم المريض فاستخدم حامض الكاربوليك كمادة مطهرة وكان ليستر يطهر يديه وملابسه وكل الأدوات التي يستخدمها في العملية كما كان ينثر حامض الكاربوليك في هواء غرفة العمليات
وكانت النتيجة هبوطا دراماتيكيا في عدد الوفيات ما بعد العمل الجراحي، فقد انخفضت نسبة الوفيات في جناح الجراحة من 45% في عام 1861 إلى 15% في عام 1869، ليصبح بعدها رائد علم التعقيم، باكتشافه الاستثنائي الذي قلب عالم الجراحة
العالم يعرف التعقيم
في عام 1867، طرح ليستر أول بحثه جول الإجراءات المطهرة قبل العمليات الجراحية ،وقام بعدة رحلات إلى ألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية ،وقام بإلقاء محاضرات دافع فيها عن نظريته الجديدة ولكن أغلب الأطباء لم يكونوا مقتنعين بأفكاره ولكن بعد مرور الوقت بدأت فكرة التعقيم تلاقي قبولا واسعا بين جماهير الأطباء وخاصة في أوروبا ومدينة لندن .
حياته الأسرية والرحيل
تزوج ليستر لكنه لم يرزق بأطفال، عاش سنوات طويلة، وغيبه الموت عام 1912 بمدينة والد في انجلترا.