تنفس محمود مصطفى، 26 عاما، الصعداء بعدما جاءت نتائج التحاليل التى أجريت له فى أحد فنادق مرسى مطروح سلبية، وأثبتت عدم إصابته بفيروس كورونا المستجد (كوفيد ــ 19)، نتيجة انتظرها مصطفى نحو 3 أيام قضاها فى الحجر الصحى خائفا يترقب نتائج التحاليل، كما يقول لـ«الشروق».
وكان مصطفى ضمن طاقم عمل المركب السياحى (قطاع الخدمات) فى مدينة الأقصر الذى اكتشفت وزارة الصحة على متنه 12 حالة مصابة بفيروس كورونا يوم الجمعة 6 مارس 2020، بعد مخالطتهم لسائحة تايوانية من أصل أمريكى مصابة بالفيروس.
فيقول مصطفى لـ«الشروق» فرضت وزارة الصحة عزلا صحيا على جميع المخالطين، كنت واحدا منهم، ذهبنا فى الأول إلى مستشفيات حميات أسوان، وأجريت تحليلا، وقال الأطباء لى فى البداية إنه إيجابى، ثم أجريت تحليلا آخر، وقالوا لى إن النتيجة سلبية».
ولزيادة الحرص أخذ الأطباء جميع المخالطين ــ بما فيهم محمود ــ لوضعهم تحت الملاحظة حتى الذين ثبتت سلبية نتائجهم إلى مرسى مطروح، سافروا عبر طائرة خاصة، وقضوا 14 يوما فى الحجر الصحى..» أنا قضيت 3 أيام فقط ملاحظة الأطباء، بعدها ظهرت سلبية النتائج» يوضح محمود.
خلال فترة الـ 3 أيام فى الحجر، عاش الشاب أياما ثقيلة، كان الخوف يتملكه خشية إصابته بالفيروس «كنت بموت كل ثانية»، مرت الثلاث أيام على محمود كسنوات، انتظر نتائج التحليل بفارغ الصبر، فى رابع يوم لقيت حد ضرب الباب، وقالى إنت محمود مصطفى؟ قلت له: أيوه، فقالى تعالى معايا، خرجت لقيت دكتور منتظرنى فى الخارج، قال لى ألف مبروك يا مصطفى أنت حالتك سلبية وكل اللى معاك.
انفرجت أسارير مصطفى وعاد إلى مسقط رأسه فى محافظة الأقصر «الكل قابلنى بالأحضان وكان أهلى وأصحابى منتظرينى على الطريق من فرحتهم»، حينها قرر مصطفى الوفاء بنذر نذره على نفسه أثناء الحجر الصحى «قلت نذر على لو طلعت النتيجة سلبية، هذبح وأعمل ليلة وأعزم كل الناس»، وكانت ليلة مشهودة، كما يقول مصطفى.
ــ الإصابة ليست وصمة
لا يلتفت مصطفى إلى فكرة الوصم الاجتماعى التى تطال المصابين أو المشتبه فى إصابتهم بكورونا، «الناس بتنظر للفيروس كأنه طاعون، بيخافوا يلمسوك، فى مرة واحد قابلنى وكان يعرفنى لقيته بيبعد عنى، قلت له أنا سليم ومش مصاب»، فيؤكد محمود أن نظرات الناس لا تشغل باله: «الفيروس حاجة لا تديننى أصلا ومش عيب ده غير إنى نتيجة التحاليل ثبتت عدم إصابتى».
جميع ما مر به مصطفى خلال رحلته من المركب السياحى وحتى الحجر الصحى فى مطروح، عاشه أيضا إيهاب شعبان (18) عاما، كان من بين المشبته فى إصابتهم بفيروس كورونا حتى أثبتت نتائج التحاليل سلبية النتائج، فانطلق إلى أهله مسرورا قاصدا محافظة قنا مسقط رأسه، كما يقول لـ«الشروق».
ليجد إيهاب نفسه بدون العمل، بعد عودته إلى المنزل، بسبب عزل المركب السياحى، وفرض تعليق على الرحلات الجوية ضمن الإجراءات الاحترازية التى اتخذتها الحكومة لمواجهة كورونا «أنا قاعد فى البيت مش لاقى شغل، كله واقف دلوقتى».
فيكمل إيهاب قصته قائلا: «لما رجعت من الحجر الحال واقف، موقف المركب خلانى خايف اشتغل تانى عليه، بفكر أسيب شغل السياحة وأشوف أى مهنة تانية، حتى شنطة هدومى لسه فى المركب وقلقان إنى أجيبها».