حمدي رزق
الناس تتحرك بروح القطيع، لو قيل لهم إن ماء البحر المالح يحمى من الكورونا لشربوا من البحر، ولو قيل لهم الشفاء من ماء بطن الزير لكسروا الزير، أجهزوا على كل أدوية المالاريا والروماتويد والحمى والإنفلونزا، كل دواء يشير به أحدهم مجرد الإشارة يتم الزحف عليه خشية الكورونا.
خلصنا من خطباء المساجد بقرار، استولى على العقول مجموعة من «المتخلفين طبياً» ينشرون علاجات وأدوية لمواجهة الفيروس «كورونا» لم ترد فى برتوكول معتمد، أو وصفة طبية، أو روشتة موقع عليها من طبيب صدر أو حميات أو أى تخصصات تمت للطب بصلة.
كارثة طبية، يشيرون وصفات دوائية مسمومة موصومة بالجهل والخرافة، الدواء فيه سم قاتل، قاتل الله الجهل والجهلاء، تنتشر الخزعبلات الطبية فى مواجهة الجائحة انتشارا رهيبا، ويبرز النصابون لينصبوا على البسطاء بأدوية ووصفات ما أنزل بها من سلطان طبى.
العلماء فى المختبرات والأطباء فى الحجر الصحى يتوفرون على تخليق الدواء من خلايا الداء، ويقاومون بما توفر من أدوية شائعة وفق استخدامات بجرعات تحددها برتوكولات معتمدة، والنصابون ومن خرج عن الخط الطبى القويم، يصفون ويوصفون ويقترحون علاجات بجرعات، وتوليفات، حتما ستؤدى لكارثة طبية.
ولا يخجلون ولا يطرف لهم جفن، العالم بأسره يجتهد فى توفير المصل الواقى والدواء الشافى، وهم يجتهدون فى تسويق بضاعة راكدة، وأدوية تقريبًا توقف إنتاجها، تجارة قذرة فى صحة البسطاء، استباحة للخوف يسكنهم، اهتبال للصدمة يعصف بهم، التجارة بالخوف فى أسواق الخوف.
كيف يترك هؤلاء يستبيحون المرضى جهارًا نهارًا، كيف يخرج هؤلاء علينا علانية بهذا الكذب والأفق والبهتان، ولا يحظرهم قانون، ولا تمنعهم سلطة، ولا تضيق عليهم، يتسللون منسلين إلى العقول، ينهبونها، يحتالون على مراكز الإدراك، يبعثون برسائل احتيالية، المحتالون يغشون الأسواق الطبية.
المجتمع ساقط من حالق فى بحر الظلمات، وهناك من يبحر بسفينة القرصان ويلقى بحمولته الفاسدة منتهية الصلاحية على الشواطئ، هؤلاء يسممون الناس بوصفاتهم الطبية المغشوشة، هذا قتل عمد مع سبق الإصرار والترصد.
فلينفر الأطباء جماعة، ويصدوا عن المجتمع شر هؤلاء، ويذبوا عن وجه الطب المصرى هاموش النصابين والأفاقين والغشاشين، الجائحة صعيبة، هذا زمن الطب والأطباء والصيادلة، زمن العلم والعلماء، زمن البرتوكولات العلاجية المعتمدة، حبا فى الله، بلاش برتوكولات النت الدوائية.. يخرب بيت كده.. النت خرب العقول!.
نقلا عن المصرى اليوم