حمدي رزق
عن أبى موسى قال: كان النبى، صلى الله عليه وسلم، فى غَزَاة، فأشرفوا على وادٍ يُكبِّرون ويُهلِّلون ويرفعون أصواتهم، فقال: «أيها الناس، اربَعُوا على أنفسكم، إنكم لا تدعون أصَمَّ ولا غائبًا! إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم».. رواه البخارى ومسلم.
هل يغيب مثل هذا الحديث الشريف عن «سلفية الإسكندرية»، الذين يستعرضون قواهم الغبية فى الحوارى المزنوقة، يقينًا لا يغيب، ولكنهم يُغيِّبون العقول، يسلبونها، يهتبلون حالة الخوف، يُشيِّرون الضراعة فى إعلان قبيح عن حضورهم فى مشهد الوباء.
مظاهرة السلفية حرّضت عليها المنابر الإخوانية فى تركيا واجتذبت نفرًا من الخائفين، وتجولوا صائحين، كالبغبغاوات يلوكون أدعية لا يفقهون عمقها الإيمانى، الذى يستوجب السر فى الدعاء والخفية فى الضراعة والتذلُّل لله وراء ستار، فإنه آثم قلبه كل مَن خرج وراء السلفية مدفوعًا بالخوف أو دفعته هذه الخلايا النائمة إلى الخروج لإظهار قوة فى مواجهة الإجراءات الاحترازية حذر الوباء.
خطورة التحرك الإخوانى/ السلفى أنه يأتى استجابة لدعوات إخوانية من منابر رابعة التركية، ليس تحركًا عفويًا بدافع الخوف أو التهليل والتكبير لإشاعة الأمل فى النفوس ومقاومة الإحباط وكسر حالة القنوط، محض محاولة لكسر هيبة الدولة والخروج على الحظر لإرهاق القوات الأمنية.
الشعوب المتحضرة تختار الوسيلة التى تعبر عن روحها القوية فى مواجهة الجائحة، لن أُحدِّثكم عن رقى الإيطاليين، ولكن عن محبة المصريين، كيف تمر بهم الأيام وهم صابرون على البلاء والابتلاء، يصلون فى قعور بيوتهم، ويناجون ربهم، ويعطفون على جيرانهم، ويحمون أفراخهم الصغيرة والضعيفة.
إلا السلفية الإخوانية، هم أصل الوباء، ويُحرِّضون على نشر الوباء بالعمليات الوبائية فى قلب الزحام والتجمعات المدنية والشرطية والعسكرية، مَن يحرض على الخروج إلى الشوارع فى مظاهرات تكبيرية ينشر الوباء، فيروس قاتل مأجور أجير، ينشر الفيروس بطريقة ممنهجة فى حارات مظلمة.
مَن يستبيح العدوى الفيروسية لتخليص ثاراته، هذا مريض نفسى يستوجب علاجه، مَن خرج بالمُغيَّبين ليدعو ويُكبِّر ويُهلِّل لابد من حجزه فى عنبر الخطرين فى مستشفى المجانين، أخطر أنواع العدوى الفيروسية أن يحملها أمثال هؤلاء لينشروها عمدًا بين الناس، يحملون جمرة خبيثة فى خبيئتهم المظلمة، حذارِ من الذئاب الإخوانية المصابة بفيروس كورونا، تتحرك بثأرية فى الشوارع الخلفية للوطن.
إنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائبًا، «وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ» (سورة ق- 16)، ما الحاجة إذن إلى خروجات فى مسيرات فى حارات مظلمة، إنكم تدعون سميعًا قريبًا وهو معكم.
نقلا عن المصرى اليوم