كتب – روماني صبري
تحل اليوم 23 مارس ذكرى اغتيال، القاضي المصري أحمد الخازندار، من قبل عناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وذلك عندما خرج الراحل من منزله في مثل هذا اليوم عام 1948 بشارع رياض بحلوان، ليستقل القطار ليتجه إلى وسط مدينة القاهرة مقر محكمته وكان يحمل ملفات قضية كان ينظر فيها وتعرف بقضية "تفجيرات سينما مترو"، والمتهم فيها عناصر من الجماعة، وبعدما خرج من باب مسكنه، أطلق عليه كل من الاخواني حسن عبد الحافظ ومحمود زينهم الرصاص، ليسجل اسمه بعدها في تاريخ الاغتيالات في مصر، ليحاولا الهروب بعدها بكيفية هادئة، لكن تجمع سكان حلوان بعد سماع صوت الرصاص وطاردوا المجرمين، فقام أحدهما بإلقاء قنبلة على الناس الذين تجمعوا لمطاردتهما فأصابوا البعض، لكن الناس تمكنوا من القبض عليهما.
قتلوه لرفضه جرائمهم
وقال الدكتور عبد العزيز كامل وزير الأوقاف المصري الأسبق في مذكراته التي صدرت عن "المكتب المصري الحديث" أن مرد اغتياله يعود إلي مواقف المستشار الخازندار في قضايا سابقة أدان فيها بعض شباب الإخوان في الإسكندرية بالأشغال الشاقة المؤبدة في 22 نوفمبر 1947 على جرائمهم
وعنفهم.
وعنفهم.
وكشف رد فعل حسن البنا مؤسس الجماعة بعد علمه بتورط الإخوان في قتل الخازندار، حيث قال أن هناك خلافات نشبت بين حسن البنا، وعبد الرحمن
السندى زعيم النظام الخاص حينها، فيما ظهر مؤسس الجماعة متوتراً للغاية حتى إنه صلى العشاء ثلاث ركعات.
الضوء الأخضر .. ربنا يريحنا منه
بعد حكم الخازندار بالسجن على المتهمين الإخوان، قال عبد الرحمن السندي رئيس النظام الخاص أن حسن البنا المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين قال في اجتماع بجماعته "ربنا يريحنا من الخازندار وأمثاله"، وهو ما اعتبره أعضاء في التنظيم بمثابة "ضوء أخضر" لاغتيال الخازندار.
ينكر ويعترف !
وفي قسم الشرطة عثر بحوزة المجرمين على أوراق تثبت انتمائهما لجماعة الإخوان المسلمين لتقوم النيابة باستدعاء مرشدهم حسن البنا لسؤاله حول ما إذا كان يعرف الجانيين إلا أن البنا أنكر معرفته بهما تماما، لكن النيابة تمكنت من إثبات أن المتهم الأول حسن عبد الحافظ كان "السكرتير الخاص، للمرشد العام للجماعة حسن البنا، وهنا اعترف البنا بمعرفته للمتهم إلا أنه نفى علمه بنية المتهمين اغتيال القاضي الخازندار.
القاضي الشجاع النزيه
حين اغتالت الجماعة الخازندار، كان في التاسعة والخمسين من عمره فهو مواليد 5 ديسمبر 1889، وقال عنه "المراغي"،:" كان يتميز بالعلم الغزير وبنزاهة لا يرقى إليها الشك، وانعقدت المحكمة برئاسته لمحاكمة جماعة من الإخوان اتهموا بحيازة متفجرات وأسلحة، وعرضت القضية على دائرة أخرى تلقت تهديدات عديدة بالقتل، وأخذت تؤجل حتى انتهت إلى الدائرة التي يرأسها، وطلب محامو المتهمين التأجيل، لكنه رفض وأصر على نظرها رغم تهديده بالقتل سواء برسائل أو مكالمات هاتفية لصلابته المعهودة، وحكم على المتهمين مدة طويلة بالأشغال الشاقة، فصدر عليه حكم الإعدام من محكمة الإخوان."