كتب – روماني صبري
ناقش برنامج "رأي عام" تقديم الإعلامي عمرو عبد الحميد عبر فضائية "تن"، أخر مستجدات فيروس كورونا المستجد مستعرضا تاريخ مصر مع وباء الكوليرا ، وقال عبد الحميد، انه من النادر أن تتفق وتتحد حكومات العالم على كلمة واحدة مثلما نراه اليوم بسبب فيروس كورونا، عبر التكاتف للقضاء على الوباء الذي حصد أرواح آلاف في العالم إلى جانب المصابين، واصفا الفيروس بـ(الغول) الذي هجم على العالم."
مولد ديني نشر الكوليرا في مصر
وقال أيمن عثمان الباحث في التراث، أن وباء الكوليرا الذي تفشى في مصر عام 1902، كان معقله منطقة البنجاب في الهند، موضحا أن هذا الوباء انحصر في مصر لكنه ظل متفشيا في الهند."
وتابع :" ومنذ هذا العام حتى عام 1947 كانت مصر ابعد ما تكون عن وباء الكوليرا بعد 10 موجات ضربت البلاد منذ عام 1831."
36 آلف ضحية !
ولفت :" شاهدنا مؤخرا رجل دين يزيل الكمامة عن وجه مريض ليدهن وجهه بزيت مقدس في اعتقادا منه أن الزيت سيشفيه من المرض، رغم أن الكوليرا انتشرت في مصر عام 1883 بسبب مولد ديني في دمياط، وقتها تفشت في الوجه البحري بالكامل، وأردف :" بعدها قتلت الكوليرا ما لا يقل عن 36 آلف ضحية جراء الممارسات الدينية."
العودة عبر المعسكرات الانجليزية
موضحا : سنة 1947 كتب دكتور "إبراهيم حسن" في مجلة مصرية :" داخل مستشفى الحميات بالعباسية فوجئت من على باب المستشفى أن عندنا حالة كوليرا اندهشت قلت أزاي!.. من 1902 مفيش كوليرا في مصر ، دخلت كشفت على المريض واكتشفت أنه كان شغال في الصعيد في المعسكرات الانجليزية."
وأوضح أيمن عثمان الباحث في التراث، وقت الاحتلال كانت المعسكرات أشبه بعصبة أمم فيها الاسترالي والهندي وكل الجنسيات المختلفة، وتبين بعدها أن الصعيدي نقلت إليه العدوى من قبل شخص أجنبي."
الكارثة في الاختلاط
وتابع :" بعدها عقد أطباء المستشفى اجتماع وقرروا فيه تطبيق سيناريو لمواجهة الوباء، وبعد مرور 4 أيام انتشر الوباء في الدقهلية والغربية والشرقية، ولفت :" هو ده فكرة الوباء انه بينتشر في ساعة زمن عن طريق الاختلاط."
أغلقنا المساجد والكنائس من قبل
موضحا :" لكبح جماح تفشي الكوليرا وقتها تم تعطيل الدراسة، إغلاق الجوامع والكنائس، ووقف رحلات الحج والعمرة، ودي لم تكن المرة الأولى لوقف الحج، طبعا في ناس أبدت غضبها حاليا لغلق الكنائس والمساجد بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر."
وتابع :" عام 1915 حسين باشا رشدي رئيس وزراء مصر وقتها ألغى مناسك الحج ومنع خروج المحمل الشريف من مصر كون مصر تضررت من الحرب العالمية الأولى."
موضحا :" وقتها عانت مصر من نقص الأغذية والموارد، مهددة بالوباء، بعض الجرائد منها جريدة "طنين" التركية اتهمت رشدي بالكفر لكن وجد الرجل مؤسسة الأزهر الشريف في ظهره وصدرت فتوى بمنع مناسك الحج أعياد الأضحى."
مشيرا :" سبب انتشار الفيروس في إي دولة هو الاستهتار وإخفاء الحالات المصابة، وقتما انتشرت الكوليرا بمصر خرجت حملات توعية في أكتوبر عام 1947 تحذر من عدم السلام باليد، عدم التحدث في التليفون نظرا للظروف الطارئة حتى لا تنتقل العدوى على نطاق واسع، وهو ما يشبه ما اتخذته الدولة اليوم من إجراءات للقضاء على الفيروس."
