بقلم: القس ألفريد صموئيل
أعجبني تغطية التليفزيون المصري لحدث مصر الجلل في انتقال قداسة البابا شنودة الثالث من الأرض إلي السماء. إن التليفزيون المصري في كل نشراته وفقراته وبرامجه وحواراته قد عبّر بامتياز عن الحدث وتداعياته. لقد أظهر التليفزيون وطنية مصر ووحدتها. شكرا لوزير الاعلام ولاتحاد الإذاعة والتليفزيون وكل معد وكل مذيع. أنتم جميعا رائعون ونرجو أن يستمر الوضع في التليفزيون على نفس المستوى عندما يتعامل مع أحداث المواطنين العاديين؛ وليس فقط من هم في قامة البابا شنودة.
إن ما تمّ وما حدث في الأيام الماضية من التفاف المصريين حول توديع البابا كرر ما حدث في أيام توديع سعد زغلول ـ كما قرأت عنها؛ وكرر ما حدث في أيام توديع جمال عبد الناصر كما عاصرتها وشاهدتها. وأعجبني احتفال التليفزيون المصري بعيد الأم في معظم فقراته وبرامجه اليوم 21 مارس 2012م. وهذا أبلغ رد على من ينادون بتكفير الاحتفال بعيد الأم. ونرجو أن يكون التليفزيون المصري مرآة المجتمع المصري الجميل بكافة أطيافة.
شكرا مرة أخري لكل المسئولين عن اعلامنا المصري الذي بدأ يتعافى ويسير على الطريق الصحيح. ولي سؤال؛ أرجو أن يجد الاجابة عند مسئول عنه. لقد صدر قانون مكافحة التمييز من المجلس الأعلى للقوات المسلحة؛ فلماذ لم يطبق هذا القانون أو قانون ازدراء الأديان على من سب وشتم وأهان قداسة البابا شنودة المتوفي ـ رمز المسيحيين؛ بل وسب وكفر المسيحية نفسها والمسيحيين جميعا؟ لقد نُفذ القانون الخاص بازدراء الأديان على مدرس مسيحي من أسيوط كان يناقش زميله السلفي في شخصية رسول ونبي الاسلام محمد؛ وفي خلال أربعة أيام ـ كانت التهمة وكانت المظاهرات والتهديدات وتمت المحاكمة وصدر حكم بست سنوات سجن؛ مع أن أعلى مدة منصوص عليها في القانون هي ثلاث سنوات كأقصى عقوبة.
أنا لا أدافع عن أي مخطيء ـ لكني أطلب تنفيذ القانون على جميع المخطئين من المصريين جميعا. عززوا تنفيذ القانون على الجميع لتعود هيبة الدولة ويندذر الانفلات الأمني والأخلاقي والتكفيري والظلامي؛ لتعود مصر إلي شموخها وقيادتها وريادتها لدول العالم