كتب : سليمان شفيق
عاني العالم ومصر من العديد من الاويئة التي تسببت في القضاء علي ثلث سكان العالم طوال القرون العشرالسابقة وكان اشدها الطاعون :
والذي ظهر عدة مرات عبر التاريخ، وكان الوباء الأشدّ قد حدث حوالي منتصف القرن الرابع عشر؛ حيث ظهر في الهند أولاً، قبل أن ينتشر ويجتاح مناطق شاسعة عبر أوروبا وآسيا، وبلغ ذروة انتشاره في أوروبا خلال الأعوام 1347 - 1351.
في عام 1832، أطلق عليه الطبيب والمؤرخ الألماني "هيكر" اسم "الموت الأسود"؛ لأنه كان يتسبب في ظهور بقع من الدم في طبع سوداء على جلد المصاب.
نظرت إليه الكنيسة وأتباعها على أنّه عقوبة ولعنة إلهية، في حين كان المتسبب الأساسي فيه هو بكتيريا "اليرسينيا الطاعونية"، التي كانت تنتقل مع القوارض المحملّة بها، وتنتشر بسرعة كبيرة بين البشر عن طريق العطس والسعال.
وتتراوح إجمالي تقديرات ضحايا هذا الوباء في أوروبا وآسيا من 100 إلى 200 مليون إنسان، من أصل حوالي 500 مليون مجموع سكان العالم منتصف القرن الرابع العشر. وقد تسبب في فناء ما نسبته 30 – 50% من سكان أوروبا، وأحدث بذلك آثار وتحولات بالغة، على المستويات؛ السياسية، والاجتماعية،
الطاعون ومصر :
هاجم وباء «الطاعون» مصر خلال فترات متعددة، فخلال الفترة من أكتوبر 1347م ويناير1349م، لقي نحو200 ألف مصري حتفهم على طريق القوافل الذي يربط ما بين القاهرة وبلبيس، وقيل إن الجثث كانت تتناثر في كل مكان على طول الطريق، وأتى الطاعون والمجاعة بعد ذلك على الأخضر واليابس بين 1347م و1349م، وذلك حسب كتابات بعض المؤرخين ومنهم المؤرخ والمفكر الإماراتي، الدكتور محمد فارس الفارس.
والاقتصادية، فحدّ من سلطة الكنيسة ومن نفوذ الإقطاعيين، حتى عدّه عدد من المؤرخين أحد الأسباب التي عجلّت إنهاء العصور الوسطى.
اليوم، وبحسب تقارير منظمة الصحة العالمية، لا تتعدى عدد الحالات المصابة به الـ 600 حالة سنوياً، يتم معالجتها باستخدام المضادات الحيوية.
انتشر وباء الكوليرا عدة مرات خلال القرنين؛ التاسع عشر والعشرين، وماتزال مناطق واسعة تعاني من انتشاره اليوم؛ حيث وصل عدد المرات التي انتشر فيها إلى سبع مرات خلال 150 عاماً فقط، مُخلِفاً مئات الآلاف في كل مرة، وكانت أول مرة تنتشر فيها الكوليرا كوباء واسع الانتشار خلال الأعوام 1817 – 1824، حيث تسبب في مقتل مئات الآلاف في مناطق مختلفة من جنوب آسيا، ثم تتابع مرض الكوليرا خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، حيث قُتل حوالي مليون شخص في روسيا وحدها ما بين عامي 1847 و1851. وحوالي 8 ملايين في الهند ما بين عامي 1900 و1920.
المسبب لوباء الكوليرا هو بكتيريا طفيلية تعرف بـ "ضمة الكوليرا"، ينقلها البعوض، وهو وباء منتشر في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وتقدّر أعداد المصابين بالكوليرا اليوم من 3 – 5 ملايين مصاب سنوياً، وتراوحت أعداد ضحاياه ما بين 30 – 130 ألف خلال الأعوام الأخيرة.
وقد استخدمت الكوليرا كسلاح جرثومي عدة مرات، ومن ذلك ما قامت به "الوحدة 731" اليابانية حين نشرت عدوى المرض في آبار المياه الصينية أثناء الحرب العالمية الثانية؛ حيث خلف الهجوم حوالي 10,000 قتيل.
مصر والكوليرا :
وعاشت مصر مرارة وباء «الكوليرا» لثلاث مرات متعاقبة أولها عام 1883 م ثم في عام 1902م وآخرها 1947م؛ ففي 22 يونيو 1883م ظهرت الكوليرا في مدينة دمياط، ومنها انتشرت لباقي المدن المصرية، وحاولت قوات الاحتلال البريطاني – آن ذاك- إيهام المصريين بأن المرض محلي وبدايته من مصر، ولكن التحقيقات الرسمية أثبتت أن أحد قائدي السفن أتى إلى مصر قادمًا من الهند وكان يحمل جراثيم الكوليرا.
95 ألف ضحية
وبنهاية أغسطس عام 1883، تم القضاء المرض وأثبتت التقارير أن عدد ما خلفه من خسائر بشرية يٌقدر 40 ألف ضحية، وعاود وباء الكوليرا الظهور مرة ثانية عام 1902 وقضى على أغلب جنود الاحتلال الإنجليزي في معسكر التل الكبير، ثم انتقل إلى بلدة القرين بمحافظة الشرقية، ثم انتشر كالريح في جميع أنحاء مصر، وخلف 35 ألف حالة وفاة، وفاجئ الوباء المصريين بظهوره مرة ثالثة عام 1947 وأدى إلى حدوث نحو 20 ألف حالة وفاة، وذلك حسب مقال .
إنفلونزا 1918
انتشرت في عامي 1918 – 1919، وقدرت أعداد الضحايا من 50 – 100 مليون شخص، وتجاوز عدد المصابين الـ 500 مليون، وتعتبر أحد أعنف الأوبئة التي انتشرت عبر التاريخ؛ حيث حصدت أرواح الملايين، واعتبرت بمثابة أعظم "هولوكوست" طبي في التاريخ.
ومات من سكان مصر حينذاك حوالي 40 الف مريض .
وظهرت أول حالة إصابة بمرض إنفلونزا الطيور في مصر فبراير 2006، وانتشر في عدد كبير من المحافظات، وقضت على جزء كبير من الثروة الداجنة، وبلغ إجمالى حالات الإصابة بمرض إنفلونزا الطيو بين البشر خلال عام 2014 في مصر 14 حالة، منها 6 حالات وفاة و8 حالات شفاء تام.
77 حالة وفاة
وكشف تقرير صادر عن وزارة الصحة والسكان حول أمراض الشتاء في ٢٠١٤ أن إجمالي عدد حالات الإصابة البشرية بمرض إنفلونزا الطيور في مصر منذ عام 2006 حتى الآن بلغ 203 حالات إيجابية.
وأوضح التقرير أنه تم شفاء 115 حالة من إنفلونزا الطيور منذ دخوله مصر، ووفاة 77 حالة، فيما تزال 6 حالات تخضع للعلاج.
وهم إنفلونزا الخنازير
وتعرضت مصر لموجة وبائية لإنفلونزا الخنازير بدأت عام 2009، وتم اتخاذ إجراءات وقائية ضدها مثل تأجيل الدراسة،
وقد تجاوز عدد ضحايا الإيدز منذ ظهور الـ 25 مليون شخص، حتى اللحظة لا يوجد علاج للمرض؛ حيث بلغ عدد حاملي الفيروس في العام 2016 حوالي 37 مليون شخص حول العالم، وقد توفي منهم بسببه حوالي مليون شخص.
واخيرا وباء الكورونا الذي ظهر في الصين 2020 وانتقل الي اغلب سكان العالم ، ولازال العلماء يبذلون الجهد والابحاث لمحاولة الحصول علي علاج او لقاح ، ورغم التقدم الطبي المذهل الذي نجح في إيقاف مد العديد من الأوبئة التي ضربت البشرية حاصدة الملايين من الأرواح، فهل يجد العلماء سريعا علاج ولقاح لايقاف الفيروس الجديد.