خبير سياسات: هناك إيجابيات في القصة المؤلمة.. والأفارقة لديهم خبرة في التعامل مع الأوبئة
كتب – نعيم يوسف
يواصل فيروس "كورونا المستجد" (كوفيد – 19)، حصد الآلاف من الأرواح يوميا، بسرعة مخيفة، تقلق العالم كله، إلا أن القلق الأكبر هو تفشي المرض في أفريقيا.
أفريقيا والسيناريو الأسوأ
وحتى الآن، وصل المرض إلى 35 دولة في القارة السمراء، وبعض الدول اتخذت إجراءات صارمة، ومنها حظر التجوال في موريتانيا مثلا، كما ضاعفت هذه الدول مراكز الكشف عن فيروس كورونا، ولكن هناك تخوف من وصول المرض إلى بعض القرى الفقيرة في القارة السمراء.
وحسب بيانات منظمة الصحة العالمية، فإن هناك 200 حالة في جنوب أفريقيا، ومن المتوقع إصابة 60% من البلاد، وحتى الآن وصل عدد الإصابات في القارة ككل إلى 769، محذرة من أن أفريقيا على الاستعداد لـ"الأسوأ"، لافتة في الوقت نفسه إلى أن هناك 37 دولة منها تمتلك القدرة على مواجهة الفيروس.
أفريقيا ووصمة الأمراض والأوبئة
في السياق، قال محمد قماري، الطبيب المختص في الصحة العامة، إنه ولأول مرة تخرج القارة الأفريقية من وصم الأمراض الفيروسية، والأوبئة التي تنتقل منها إلى دول أخرى، مشيرا إلى أن وصول الفيروس لها سيناريو مربك ومخيف، خاصة وأن بعض الدول الأوروبية معزولة، وبالتالي فإن السيناريو الأفريقي مخيف جدًا نظرًا لضعف وهشاشة النظام الصحي.
وأضاف "قماري"، في تصريحات لقناة "سكاي نيوز عربية"، أنه إذا كانت الدول الأوروبية تتحدث عن نقص الكمامات، فإن الوضع في أفريقيا سوف يكون صعبًا، مشيرًا إلى أن الحالات التي تم تشخيصها في الدول الأفريقية ليست النهائية والأخيرة، مشيرا إلى وجود حالات لم يتم الكشف عنها.
ولفت الطبيب المختص في الصحة العامة، إلى أن الدول الأفريقية لديها خبرة في التعامل مع الأوبئة، حتى ولو كانت بسيطة، وبإمكانيات متواضعة، مشددًا على أن البشر بطبيعتهم يحتفظون بخبرة في مواجهة الأوبئة والفيروسات، ولكن فيروس كورونا يعتبر من أسرع الفيروسات التي عرفها البشر حتى الآن، والبنية التحتية في مجال الصحة بأفريقيا غير مستعدة لمواجهة "هذا السيناريو المخيف".
المرض جاء من أوروبا هذه المرة
أما حسان القبي، الأكاديمي والخبير في السياسات العامة، فقال إن الصورة جاءت معكوسة هذه المرة، لأن المرض مثلا في نيجيريا جاء من خلال شخص إيطالي، لافتا إلى أن الأفارقة لديهم بنية جسدية عالية، وحسب خبراء الصحة فإن الحل الوحيد لمقاومة الفيروس هو المناعة القوية، ولكن في نفس الوقت هناك نقص في التجهيزات، وعلى سبيل المثال في الصين كانت هناك طائرات تقيس حرارة الناس عن بعد، واستخدام كامل للتكنولوجيا وخوذات لدى رجال الأمن تتعرف على المصابين بالمرض، والهوة التكنولوجية بين الصين وأوروبا وأفريقيا تؤكد خطورة الوضع في أفريقيا، ويجب على الدول الأوروبية ألا تنسى الدول الأفريقية.
إيجابيات في القصة المؤلمة
وأوضح "القبي"، أن هناك إيجابيات في القصة، ومنها أن الدول الأفريقية تعاملت في وقت سابق مع بعض الأوبئة، ومنها "الإيبولا"، وبالتالي لديهم خبرة في التعامل مع الأوبئة حتى ولو بإمكانيات بسيطة، ولكن في نفس الوقت فإنهم يحتاجون إلى بنية تحتية مناسبة تساعدهم على مواجهة "كورونا".
خبرة لدى الدول الأفريقية
وشدد والخبير في السياسات العامة، على أن الدول الأفريقية لديها خبرة في الطرق الكلاسيكية للعزل، وهي المطلوبة حاليا من دول العالم للتصدي إلى فيروس كورونا، مشيرا إلى أن بعض الدول حاليا تقوم بتجهيز مناطق العزل التي استخدمت في مواجهة الإيبولا، لكي يعاد استخدامها مع "كورونا".