بقلم : د . مجدى شحاته
ان اللقاء مع رب المجد يسوع لا يتم بالمصادفة أو حسب الظروف ووفقا للمتغيرات ، بل كل لقاء مع المخلص يكون مقصودا وبتدبير الهى .. فلقاء يسوع مع السامرية عند بئر( سوخار) لم يكن مجرد صدفة ، انما المسيح كان يبحث عن تلك النفس الخاطئة العطشانة .
وتقابل معها بعد رحلة سفر شاقة استغرقت ست ساعات مشيا على الاقدام وقت الظهيرة ، احتملها يسوع من أجل السرور الموضوع أمامه لربح نفس خاطئة ... التقى يسوع مع زكا العشار بتدبير من عنده ، فوق كل ذلك قال له : " ينبغى أن أمكث اليوم فى بيتك " .. لقائه مع المرأة الخاطئة فى بيت سمعان الفريسى لم يكن محض صدفة . ولما تقابل مع ابن أرملة نايين وأقامه من الموت كان بارادته وتدبير الهى .. كذلك لقاء الرب مع شاول الطرسوسى فى الطريق الى اورشليم ويغيره الى بولس الرسول لم يكن صدفة ... نفس المشهد تكرر مع متى العشار فى مكان الجباية كان بتدبير من عنده ... ولم يكن لقاء يسوع مع نثنائيل ويدعوه الى الخدمة مصادفة ، وهناك مواقف كثيرة يصعب حصرها تؤكد ان طريق التوبة والخلاص ليس صدفة أو أمر عشوائى ، لكنه يتم بتدبير من الرب ، السيد المسيح يدبر لكل نفس فرصة للتوبة والخلاص ، بل يغيره ويحوله مبشرا وكارزا باسم يسوع بين صنوف البشر، ولا يستطيع شئ فى الوجود أن يمنع لقاءنا مع يسوع .
عندما تقابل رب المجد يسوع مع المرأة السامرية عند يئر سوخار طلب منها ان تعطيه ماء ليشرب ، وهو المعطى والمشبع ، ولكنه أراد ان يدخل معها فى حوار روحى عميق ويعطيها فرصة للتفكير والتأمل ، وبدء حواره بقوله :" لو تعلمين عطية الله " واستطرد يسوع وقال لها " كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا ، ولكن من يشرب من الماء الذى اعطيه أنا فلن يعطش الى الابد بل الماء الذى اعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبدية " ( يو 4 : 13،14 ) . ... بعد دقائق قليلة من الحوار تغيرت الصورة تماما ، وظهر ان المرأة هى المحتاجة للرب يسوع فقالت له : " يا سيد اعطنى هذا الماء لكى لا أعطش و لا آتى الى هنا لأستقى " .
كم نحن أيضا فى أشد الحاجة الى هذا التغيير فى حياتنا من أجل الحصول على الماء الحى من أجل التوبة والرجوع الى الله دون الدخول فى مقارنات ومناقشات بشرية ومفاهيم أرضية لمقاصد الله كما قالت السامرية : " يا سيد لا دلو لك والبئر عميقة فمن أين لك الماء الحى ؟ " لقد اعترفت السامرية بخطاياها وقدمت توبة واعترفت بسلوكها القديم وخطاياها الكثيرة وبدأت حياة جديدة بعد ان تخلت عن ماضيها المظلم فى لقاء قصير مع المخلص . لقد عبر الوحى المقدس عن ذلك بالعبارة القصيرة " تركت جرتها " اشارة الى ترك المرأة السامرية كل ماضيها المظلم ليشرق نور المسيح فى أعماقها ، والأكثر والاهم من كل ذلك انها أصبحت كارزة ومبشرة بالسيد المسيح ، هذا ليس بالأمر الغريب .
فبالرغم من انها كانت خاطئة وظاهرها مكسو بالشرور والخطايا ، لكن فى أعماقها شوق الى لقاء المسيا المخلص " انا اعلم أن المسيا الذى يقال له المسيح يأتى ، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيئ ". السيد المسيح أتى .. وسيأتى .. فهل نحن مستعدون؟؟؟