ايمان محمد
سافرت السعودية مع زوجي وبدأت رحلة عمرة يوم 1 رجب ويا هناه اللي يزور سيدنا النبي .
مكانش فيه أخبار كتير زي دلوقت عن كورونا ، الوضع كان طبيعي جدا أول أسبوع في العمرة .
من تاني اسبوع عرفت أن تأشيرات العمرة وقفت ، بس مفكرتش بردة أن الموضوع جد كدا .
"من كل فج عميق " .. سبحانك يارب كنا آلاف من كل بقاع الأرض ، لكن متوقعتش للحظة واحدة اني ممكن اتصاب واتعدي .. مجاش في بالي أصلا .
خلصنا العمرة ورجعنا مطار القاهرة فجر 15 رجب ، الإحتياطات في المطار كانت قليلة فمحسناش بأي خوف أو قلق ، كانوا ببقيسوا الحرارة فقط لعينة عشوائية مننا ، أنا مثلا متقاسليش الحرارة وعديت عادي ، أنا اصلا حرارتي مرتفعتش تماما لحد الأن ، فالطريقه الوحيدة لتشخيص كورونا هو تحليل PCR .
وصلت بيتي في آشمون وحضنت أولادي وبوستهم واتعاملت معاهم عادي جدا ودا كان غلط طبعا بلاش اي بوس ، ولأن ربنا رحيم بعباده وبيسبب الأسباب فأنا مجاليش اي زيارات ولا حتي أهلي في الشهداء عشان العاصفة والأمطار اللي كانت موجودة .. فعلا " لو اطلعتم علي الغيب لأخترتم الواقع " .
روحت شغلي في مستشفى جراحات اليوم الواحد في آشمون كطبيبة نسا لاني مسؤلة عن مرضي ونمت في سكن الطبيبات لأن المطار مقالناش نتعزل وانا معنديش اعراض .
أحد الزملاء لاحظ أن لون وشي متغير ، بلغ مدير المستشفي ونصحوني اعمل تحليل PCR , عملت التحليل فعلا وانا بهزر وبضحك ، يستحيل يا جماعة انا سليمة جدا .
روحت بيتي يوم الاتنين غسلت ونضفت الشقة كاملة ، اهو حتي مسبتلهمش البيت مكركب 😂 لما خلصت ريحت علي السرير ، جالي مكالمة : د.ايمان يؤسفني ابلغك أن التحليل إيجابي ..حضرتك مصابة بكورونا ، جهزي حاجتك لأن فيه إسعاف هينقلك للمستشفي .
اتصدمت.. اتصدمت جدا ، نزلت الشارع بالليل اجري علي جوزي في صيدليته عشان أبلغه ، وبكيت جدا ، خايفه علي بنتي اللي بوستها وعطست وهي وشها قريب مني ، زملائي ! حمايا اللي عنده 80 سنة وعنده سكر وضغط ،اشمون هيحصل فيها كارثة بسببي ؟ ..افكار كتير ف دماغي ملخصها هو الشعور ب الذنب !
زوجي طمني وقالي ان مصيرنا واحد ♥️.
وأنا ماشية بنتي فضلت تعيط جدا حاولت اطمنها عن بعد وأننا اكيد لنا لقاء تاني ومش دي النهاية .
وصلت مستشفي العزل في العجمي ، مستشفي محترمة، غرفه كويسة فيها كل الاحتياجات الشخصية ، معايا موبايلي وتلفزيون والمصحف وكتب النسا عشان اذاكر ، مش معزولة عن العالم خالص .
عرفت أن تحاليل كل المخالطين ليا سلبية ، دا اكتر خبر سعيد سمعته لأن الحمدلله كدا مافيش احساس بالذنب تجاه حد .
بشكر كل أبطال مستشفي العزل اللي في أوائل الصفوف علي لطفهم الشديد مع كل المرضي ؛ بشكر زمايلي وأهلي اللي بيخلوا يومي يعدي بدون اي ملل .
بنصح الشعب المصري إنه يهتم بالتعقيم الشخصي وطرق السلامة عشان متجربوش احساس بعدي عن رودي وكيمو ..ولادي وحبايبي ♥️