داود لمعي: الوباء جاء لأن الله يحب البشر.. وأغسطينوس موريس: جرس أخير للعالم كله
كتب - نعيم يوسف
اقترب الوباء القاتل بشدة، ومع حصد فيروس كورونا المستجد (كوفيد -19)، آلاف الأرواح، ومع إصابة المئات في مصر، طالب البعض من الكنيسة اتخاذ إجراءات وقائية، لحماية المصلين، ووصل الأمر لمطالبة البعض بغلق الكنائس، أو تغيير طريقة سر التناول، إلا أن الأمر الأخير واجه ردودًا شديدًة وقاسية من قبل رجال الدين.
ونعرض لكم في السطور التالية أبرز ردود الفعل من رجال الدين المسيحي، والكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مواجهة كورونا.
قرارات كنسية
من جانبها، أعلنت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عدة إجراءات جديدة منها تقليل عدد المصلين في القداس الواحد، وإقامة عدة قداسات في نفس اليوم بنفس الكنيسة من أجل تقليل عدد المصلين، بالإضافة إلى تعليق كافة خدمات التربية الكنسية على اختلاف المراحل العمرية وكذلك الاجتماعات النوعية والعامة، وكافة الأنشطة الكنسية التي بها تجمعات مثل (الحضانات – مراكز التأهيل – الرحلات...الخ)، تعليق الدراسة بكافة المعاهد والكليات اللاهوتية.
وطالبت الكنيسة مؤمنيها بالحرص قبل التوجه للقداسات ومراعاة عدم الإصابة بارتفاع درجة الحرارة أو أعراض الأنفلونزا، وتقليل التصافح بالأيدي وأن يحضر كل مصلي أدواته الخاصة (لفافة وزجاجة مياه وغطاء الرأس للسيدات).
لرجال الدين رأي آخر
رغم الإجراءات التي اتخذتها الكنيسة، ورغم إصابة بعض أفراد الجالية القبطية في الخارج، كان لرجال الدين الأقباط رأي آخر.
سر التناول شافي من الخطية والأمراض الجسدية
قال الأنبا رافائيل، الأسقف العام لكنائس وسط البلد، إن "سر التناول هو سر الحياة وشافي لأمراض الجسد والخطية، وأرجو الاقتراب لسر التناول بهيبة وليس بفحص علمي، ولازم الناس تبقى فاهمة إن دي ليست أول الأوبئة ولم نسمع في كل تاريخ الكنيسة إن فيه ناس ماتوا نتيجة أنهم اتناولوا.. ومفروض نقترب لية بهيبة وليس بالتشكيل.. ومن الناحية العلمية الأباركة المستخدمة فيها نسبة كحول ودي بتقتل الأمراض.. وهناك وسائل أخرى ينتقل بها الفيروس أخطر من المستير، وأحب تنبيه شعبنا بالكف عن القبل والأحضان حتى ينتهي الموضوع".
وتابع أسقف كنائس وسط البلد، في لقاء مع قناة "سي تي في"، إن "فيروس كورونا أخد حيز على الإعلام أكبر من حجمه ومخوف الناس على الفاضي.. الوسوسة دي مش حلوة.. كل الإجراءات الصحية تتعمل بس منهوبش ناحية سر التناول".
إجراءات الوقاية والكنيسة
أما القمص مكاري يونان، راعي الكنيسة المرقسية بالأزبكية، فقد قال: "يجب الفصل بين سر التناول الإجراءات الخارجية.. خلي الكنيسة مقفولة على سر التناول وخد إجراءات برا زي ما انت عايز.. خلال 2000 سنة لم نسمع عن شخص مات بسبب وباء أو فيروس بالتناول.. محصلش.. ولا حالة واحدة في التاريخ.. رغم إن التناول زي ماهو ومفيش حاجة اختلفت".
وتابع "يونان" في عظته الأسبوعية: "الحقيقة أنا متأثر جدًا.. لأن القداس اللي بنحضره ده اللي بيصلي فيه هو الرب يسوع.. والكاهن مجرد صورة.. واللي بيقف يصلي هو شخص ربنا يسوع المسيح.. والكاهن صورة بتشوفها بعينيك.. إن كنا نؤمن بالكلام ده هل هخاف من اللفافة ولا الطرحة أو المستير؟؟ إن كنت أؤمن إن ده جسد حقيقي ودم حقيقي يبقى ده سر حياة.. وميجيش وباء عن طريقه أو مرض عن طريقه.. لأن ده سر الشفاء، والموت لا يقرب إليه، ولازم نفصل بين الكنيسة وبرا".
لماذا سمح الله بالوباء.. داود لمعي: لأن الله محب للبشر
من جانبه، قال القمص داود لمعي، كاهن كنيسة مارمرقس بمصر الجديدة تعليقا على الخسائر الكبيرة لفيروس كورونا: "قعدت أفكر كدة هو لية ربنا سمح بالوباء، والخساير الضخمة اللي موجودة!! .. دايما إرادته صالحة ومحب للبشر، يبقى أكيد الموضوع هيخلص وهيخلص على خير، لأ وهيعمل حاجة أكبر من توقعاتنا.. إحنا كلنا دلوقتي بنطلب ربنا يحمينا وينجي الشعوب كلها، إحنا بنطلب النجاة، ولكن ربنا هيعمل أكثر مما نطلب أو نفتكر".
لماذا سمح الله بالوباء.. أغسطينوس موريس: رسالة للكف عن الخطية
في السياق، قال القس أغسطينوس موريس: "أول مرة نشوف القصة دي على مستوى العالم كله تبقى بالمنظر ده.. هذا يعتبر الناقوس الأخير في العالم كله.. دي رسالة.. لية ربنا سمح بالوباء اللي بيطول الكبير والصغير.. فيروس صغير لو اتساب يخلص على البشرية كلها في 10 أيام، وبلاد العالم كلها قفلت.. بص بقى.. الله سمح بهذا الوباء علشان ربنا بيحب الناس.. الله بيعلن للعالم كله إنه لا نجاة إلا بيه.. العالم اتكبر أوي وقال هو فين ربنا.. الله عايز يقول إنه فوق العالي عالي والله موجود.. وبيقول للعالم كفاية خطية.. في كل بلدان العالم فيه خطية .. هل يصل الأمر إن في بعض البلاد فيه قانون لزواج المثليين!!".
الجدير بالذكر، أن فيروس كورونا المستجد، ظهر في البداية بمنطقة ووهان في الصين، وانتقل إلى العديد من دول العالم، ومنها قارة أوروبا، ودول
أفريقية، ومنها مصر، التي وجهت حكومتها بمنع التجمعات.
وفي مصر، ناشدت وزارة الصحة والسكان المواطنين العائدين من العمرة، بضرورة الالتزام بالمنزل والبقاء فيه لمدة ١٤ يومًا،" عزل ذاتى" كإجراء احترازي وذلك للاطمئنان على صحتهم في إطار الخطة الوقائية والاحترازية التي تطبقها الوزارة للتصدي لفيروس كورونا المستجد (كوفيد-١٩) تحت إشراف منظمة الصحة العالمية.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد مستشار وزيرة الصحة والسكان لشئون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه يجب على العائدين من العمرة اتباع كافة الإرشادات الوقائية والاحترازية، وفي حالة ظهور أي أعراض سرعة التوجه مباشرة الي مستشفيات الحميات أو الصدر الأقرب لمحل اقامتهم، مشيراً الي امكانية الاتصال على الخط الساخن 105 أو 15335 للاستفسار عن اى معلومات تخص فيروس كورونا المستجد.